أناب حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله لحضور حفل تسليم جائزة اليونسكو الملك حمد بن عيسى آل خليفة لاستخدام تكنولوجيات المعلومات والاتصال في مجال التعليم 2025، الذي يقام لأول مرة خارج مقرّ المنظمة في باريس، وذلك بمناسبة مرور عشرين عامًا على إطلاق الجائزة، حيث أقيم الاحتفال الذي نظمته وزارة التربية والتعليم ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو” بمقر جامعة البحرين بالصخير وذلك بحضور عدد من أصحاب السمو والمعالي والسعادة من كبار المسؤولين.
وقد أكد صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله أن رؤى حضرة صاحب الجلالة ملك البلاد المعظم أيده الله رسخت مكانة مملكة البحرين وتميزها في مجالات التعليم، ومكنتها من الإسهام بفاعلية في الجهود الدولية الرامية إلى تطوير أساليب التعليم الحديثة وتعزيز فرص التعلم للجميع.
وأشار سموه إلى أن رعاية واهتمام جلالة الملك المعظم بجائزة اليونسكو الملك حمد بن عيسى آل خليفة لاستخدام تكنولوجيات المعلومات والاتصال في مجال التعليم ساهم في ترسيخ مكانتها عبر مسيرتها التي تمتد لما يزيد على عشرين عامًا، لافتًا إلى أن هذه الجائزة تجسد الرؤى الملكية السامية لحضرة صاحب الجلالة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، وإيمان جلالته أيده الله بالاستثمار في التعليم الرقمي ومخرجاته لصالح مستقبل الأجيال، وبأن تمكين المعلمين والمتعلمين من أدوات التكنولوجيا الحديثة يسهم في الارتقاء بجودة التعليم وتحقيق التنمية المستدامة، لافتًا سموه إلى أن الجائزة، التي تحظى بمشاركة واسعة من المؤسسات التعليمية والأفراد والمنظمات غير الحكومية حول العالم، أسهمت في ترسيخ ثقافة الابتكار في التعليم ونشر أفضل الممارسات وبناء مجتمعات معرفة مستدامة وشاملة، مع الحفاظ على التنوّع الثقافي واللغوي، انسجامًا مع أهداف التنمية المستدامة 2030.
وأكد سموه أن مملكة البحرين أولت التعليم اهتمامًا بالغًا منذ انطلاق التعليم النظامي الحكومي قبل أكثر من مئة عام، إدراكًا منها لأهميته في بناء الإنسان وتعزيز تنافسية الوطن في مختلف الميادين، وقد تواصل هذا الاهتمام لتكون البحرين عبر المراحل المتعاقبة دائمًا في طليعة الدول المواكبة للتطورات التعليمية، حتى غدت نموذجًا يُحتذى به في تسخير التكنولوجيا لخدمة التعليم وتطوير أدواته.
ولفت سموه إلى أن مملكة البحرين ماضية في دعم الجهود الدولية الرامية إلى تعزيز التعليم الرقمي وتوسيع آفاق الاستفادة من تكنولوجيات المعلومات والاتصال، من خلال شراكتها الوثيقة مع منظمة اليونسكو والمؤسسات التعليمية العالمية، لافتًا إلى أن البحرين ستواصل دورها الريادي في توظيف التكنولوجيا لخدمة الإنسان وبناء أجيالٍ متعلمة ومبدعة تسهم في نهضة أوطانها وتطور العالم من حولها.
وقد تفضل صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله بتسليم الجائزة للأربع مشاريع الفائزة وهي:
الذكاء الاصطناعي من أجل التعليم الشامل (AI4InclusiveEducation) مؤسسة لا سَيانتوتِك (مملكة بلجيكا).
الذكاء الاصطناعي بياوي (Piauí Inteligência Artificial) الجامعة الفيدرالية لريو غراندي دو سول وإدارة التعليم في ولاية بياوي (جمهورية البرازيل).
مهارةتك (MaharaTech) معهد تكنولوجيا المعلومات (جمهورية مصر العربية).
تجربة الذكاء الاصطناعي (Experience AI) مؤسسة راسبيري باي (المملكة المتحدة).
وهنأ سموه الفائزين بجائزة اليونسكو الملك حمد بن عيسى آل خليفة لاستخدام تكنولوجيات المعلومات والاتصال في مجال التعليم 2025، متمنيًا لهم التوفيق وتحقيق المزيد من النجاحات.
من جانبه، أعرب سعادة الدكتور محمد بن مبارك جمعة وزير التربية والتعليم في كلمة ألقاها خلال الحفل، عن بالغ الشكر وعظيم الامتنان لحضرة صاحب الجلالة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه على رعايته الكريمة واهتمام جلالته المتواصل بجائزة اليونسكو الملك حمد بن عيسى آل خليفة لاستخدام تكنولوجيات المعلومات والاتصال في مجال التعليم، موجهًا الشكر والامتنان لصاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله على حضوره للحفل ودعمه المسيرة التعليمية، معرباً عن الاعتزاز باستضافة مملكة البحرين لحفل تسليم الجائزة لأوّل مرّة منذ تأسيسها في العام 2005، بالتزامن مع الذكرى العشرين لإطلاقها، التي جاءت بمبادرة رائدة من جلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه، وفي إطار شراكة مملكة البحرين المميزة مع منظمة اليونسكو.
وأشار سعادة وزير التربية والتعليم إلى مساهمة الجائزة منذ إطلاقها في تشجيع الكثير من المشاريع والمبادرات التعليمية، مستدلاً على ذلك بتزايد أعداد المشاركين ومستوى المشاريع المقدمة.
من جانبها، أعربت سعادة السيدة أودري أزولاي، المديرة العامة لمنظمة اليونسكو، عن بالغ شكرها وامتنانها لحضرة صاحب الجلالة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، على ما يوليه من حرص واهتمام بدعم التعليم والتعلّم، وتوجيهات جلالته لمواصلة التعاون البناء والشراكة المثمرة مع منظمة اليونسكو، ولمملكة البحرين على الاستضافة المتميزة لحفل تسليم جائزة اليونسكو الملك حمد بن عيسى آل خليفة لاستخدام تكنولوجيات المعلومات والاتصال في مجال التعليم لأوّل مرّة منذ تأسيس الجائزة في العام 2005، مؤكدةً أن مملكة البحرين بقيادة جلالة الملك المعظم، ومن خلال ما تتبناه من خطط واستراتيجيات ومبادرات هادفة، رسخت مكانتها المتميزة كمركز للابتكار والإبداع والمعرفة والتحوّل الرقمي، مشيرةً إلى دور الجائزة في دعم أهداف منظمة اليونسكو الرامية إلى تعزيز سُبل توظيف التكنولوجيا لتوسيع آفاق المعرفة والتعلم، متمنية لكافة الفائزين مواصلة النجاح والتميّز.
كما أكدت الأستاذة كاسكا بورايسكا بومستا أستاذة الذكاء الاصطناعي في التعليم بجامعة كلية لندن ورئيسة لجنة تحكيم جائزة اليونسكو الملك حمد بن عيسى آل خليفة لاستخدام تكنولوجيات المعلومات والاتصال في مجال التعليم أن موضوع الجائزة هذا العام يمثل محورًا جوهريًا لمستقبل التعليم، مشيرةً إلى أن أهمية الذكاء الاصطناعي لا تكمن فقط في تقنياته، بل في الطريقة التي تسهم بها في توسيع آفاق الفكر الإنساني وتمكين المتعلمين من التفكير والإبداع واتخاذ القرار المستقل.
وأشارت إلى أن الاستخدام الأخلاقي للذكاء الاصطناعي في التعليم لا يُعد قرارًا تقنيًا فحسب، بل هو خيار إنساني يعزز القيم ويمنح المتعلمين حرية الاختيار والمعرفة.