سماهر سيف اليزل

شهر أكتوبر.. مناسبة عالمية للتوعية بسرطان الثدي وكسر الحواجز الثقافية

الأورام الحميدة تمثل ٪80 من أورام الثدي وتحتاج للمتابعة أكثر من الجراحة

الماموغرام يكشف أوراماً لا تُحسّ باليد ويزيد فرص النجاة بشكل كبير

الفحص الإشعاعي للثدي آمن وضروري للوقاية المبكرة

التغذية السليمة والرياضة والرضاعة الطبيعية تقلل احتمالات الإصابة بالمرض

التقدم الطبي والعلاجات الموجهة ترفع نسب الشفاء عند التشخيص المبكر

سرطان الثدي ليس قدراً محتوماً.. والفحص المبكر ينقذ الحياة

قالت استشارية طب الأسرة والمجتمع وعضو مجلس إدارة جمعية أصدقاء الصحة الدكتورة زهرة خليفة إن سرطان الثدي يُعدّ من أكثر أنواع السرطان شيوعاً بين النساء حول العالم، مشيرةً إلى أنه لا يصيب النساء فقط بل قد يظهر بنسبة قليلة لدى الرجال أيضاً.

وأضافت أن إحصاءات منظمة الصحة العالمية سجّلت في عام 2022 نحو 2.3 مليون حالة جديدة بين النساء، مع نحو 670 ألف وفاة عالميً،ً مؤكدة أن سرطان الثدي مسؤول عن ما يقارب 40% من مجموع الإصابات بالسرطان في مملكة البحرين، ويُعد ثاني أكثر أنواع السرطانات شيوعاً بين السيدات عالمياً.

وتابعت أن خطورة المرض لا تعني استحالة الشفاء، موضحة أن الكشف المبكر يزيد بشكل كبير من فرص النجاة، حيث قد تصل نسبة الشفاء في المراحل الأولى إلى أكثر من 90% بفضل التقدم الطبي والبحوث الحديثة. وأشارت إلى أن العالم يخصص شهر أكتوبر من كل عام ليكون شهر التوعية بسرطان الثدي، بهدف نشر المعرفة حول طرق الوقاية وأهمية الفحص المبكر ودعم المرضى وعائلاتهم، مؤكدة أن المعلومة الصحيحة قد تُنقذ حياة، خاصة في دول الخليج التي تتمتع ببنية صحية متطورة وفحوص متاحة، غير أن التحدي الأكبر يكمن في كسر الحواجز الثقافية.

وأوضحت أن الأورام الليفية الحميدة تتكون طبيعياً مع البلوغ في سن 9 إلى 13 عاماً وتحافظ غالباً على حجمها، فيما قد ينمو بعضها مع التقدم في العمر، لافتة إلى أنها تمثل 80% من أورام الثدي لدى السيدات. وبيّنت أن هذه الأورام لا تحتاج عادة إلى تدخل جراحي وإنما متابعة دورية، مؤكدة أن معظم الأورام السرطانية تُكتشف صدفة ولا تسبب ألماً، ما يجعل الفحوص الدورية ضرورية للرجال والنساء على حد سواء. وأكدت أن هناك عدة عوامل تزيد من احتمالية الإصابة بسرطان الثدي، منها التقدم في العمر، ووجود تاريخ عائلي للمرض، والبدانة، وقلة النشاط البدني، والتدخين، والكحول، والتلوث البيئي، إضافة إلى التأخر في الحمل أو عدم الإنجاب، والعلاج الهرموني لفترات طويلة. لكنها شددت على أن الفحص المبكر يبقى المفتاح الأهم، إذ يمكن أن يُصاب أشخاص من دون أي عوامل خطر.

وأشارت إلى أن الفحوص الخاصة بسرطان الثدي تشمل الفحص الذاتي الشهري منذ سن العشرين، والفحص السريري لدى الطبيب أو الممرضة كل سنتين أو ثلاث من عمر 20 حتى 39، ثم سنوياً بعد الأربعين، إضافة إلى التصوير الشعاعي (الماموغرام) الذي يُعد الوسيلة الأهم للكشف المبكر ويوصى بإجرائه كل سنة أو سنتين بدءاً من سن الأربعين أو قبل ذلك عند وجود عوامل خطورة.

ونبّهت إلى أن الماموغرام قادر على اكتشاف أورام صغيرة جداً لا يمكن الإحساس بها، مما يسمح بعلاجها في مراحل مبكرة، مؤكدة أن هذا يفسر ارتفاع نسب الشفاء عند الالتزام بالفحوص الدورية. وردّت على المخاوف بشأن الفحص الإشعاعي بالقول إنه آمن جداً، وجرعة الإشعاع المستخدمة منخفضة للغاية، ولا يسبب سوى انزعاج بسيط وقت الضغط على الثدي يزول مباشرة بعد الفحص.

وذكرت أن الدراسات أثبتت أن الإجراءات الوقائية تسهم في تقليل الإصابة بسرطان الثدي، مثل اتباع نظام غذائي صحي، ممارسة الرياضة، الحفاظ على وزن مناسب، التوقف عن التدخين والكحول، إضافة إلى أهمية الرضاعة الطبيعية عند الإمكان. كما شددت على ضرورة الالتزام بالفحص الدوري ومراجعة الطبيب فور ملاحظة أي تغيرات غير طبيعية.

ولفتت إلى أن سرطان الثدي ليس قدراً محتوماً، مؤكدة أن التقدم الطبي أتاح نسب شفاء مرتفعة عند التشخيص المبكر عبر الجراحة التحفظية، العلاج الإشعاعي الموجه، العلاجات الهرمونية والمناعية، والأدوية الحديثة خصوصاً العلاجات الموجهة.

وختمت بالقول إن شهر التوعية بسرطان الثدي فرصة لنشر الرسائل الإيجابية ومد يد العون، مشددة على أن الاكتشاف المبكر يعني حياة أطول وجودة أفضل، ومؤكدة أن الفحص المبكر ينقذ الحياة.

شاركها.