أعرب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، السبت، عن ترحيب بلاده باقتراح نووي أميركي محتمل “عادل ومتوازن”، لكنها لا ترى مبرراً لإجراء محادثات مع القوى الأوروبية، في وقت أعرب قادة دول الترويكا الأوروبية، وهي بريطانيا وفرنسا وألمانيا، عن عزمهم إطلاق مفاوضات جديدة مع طهران وواشنطن بهدف التوصل إلى اتفاق شامل ودائم.

وأضاف عراقجي، في حديثه للتلفزيون الرسمي الإيراني، أن طهران وواشنطن تتبادلان الرسائل عبر وسطاء، مضيفاً: “إذا كان الطرف المقابل راغباً في العودة إلى التفاوض، يجب توفير شروط متوازنة، عادلة، ومبنية على الاحترام المتبادل”.

وأشار إلى أن “الأوروبيين أظهروا أنهم ليس لديهم خيار، وقد أثبتت التجربة السابقة أن التفاوض معهم ليس مثمراً”، مؤكداً أن بلاده “تحمل دائماً راية الحوار، ومستعدة لمناقشة الاقتراحات المنطقية والمتوازنة”.

وذكر عراقجي، أن “الخط الأحمر بالنسبة لنا هو الحفاظ على السيادة وحقوق الشعب الإيراني، ولن نتنازل عن حقوقنا في التخصيب السلمي”، موضحاً أن بلاده “مستعدة لإجراء مفاوضات تظهر أن أنشطتها سلمية فقط، شريطة أن يقوم الطرف المقابل بخطوات لبناء الثقة ورفع العقوبات الجائرة”.

ولفت إلى أن طهران لم تتلق أي طلب لإجراء مفاوضات نووية من أي دولة حتى الآن، مستدركاً: “سننظر في الاقتراحات العادلة والمتوازنة من وجهة نظرنا”.

مفاوضات جديدة

وقال قادة دول الترويكا الأوروبية، الجمعة، إن تفعيل آلية “سناب باك” للعودة السريعة إلى العقوبات الأممية على إيران “خطوة في الاتجاه الصحيح”، مؤكدين عزمهم على إطلاق مفاوضات جديدة مع إيران والولايات المتحدة، بهدف التوصل إلى اتفاق شامل ودائم.

وقال القادة الثلاثة في بيان مشترك، إن “تفعيل آلية (سناب باك) خطوة صحيحة، إذ يشكل البرنامج النووي الإيراني تهديداً خطيراً للسلام والأمن الدوليين”.

وأعرب القادة، عن عزمهم “إعادة إطلاق المفاوضات مع إيران والولايات المتحدة، بهدف التوصل إلى اتفاق شامل ودائم وقابل للتحقق يضمن أن إيران لن تمتلك سلاحاً نووياً أبداً”.

ودعا القادة الثلاثة جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إلى الالتزام بالقيود التي أُعيد فرضها عبر آلية “سناب باك”.

“محادثات جيدة”

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب قال، الخميس الماضي، إن بلاده “أجرت محادثات جيدة مع إيران”، وتابع: “كما رأيتم فقد باركت الاتفاق (وقف إطلاق النار في غزة)، وأصدرت بياناً قبل ساعات أعلنت فيه موافقتها عليه، وهذا أمر عظيم.. الآن نحن نتجه نحو السلام، وأعتقد أن إيران ستكون جزءاً من هذا السلام”.

واعتبر الرئيس الأميركي، أن “إيران ستكون جزءاً من عملية السلام الأوسع”.

وفي نهاية الشهر الماضي، أطلقت بريطانيا وفرنسا وألمانيا آلية “سناب باك” لإعادة فرض العقوبات على إيران في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة باتهامات بانتهاك اتفاق عام 2015 الذي يهدف إلى منع طهران من صنع قنبلة نووية.

وأكدت الدول الثلاث في بيان مشترك حينها، أنها ستواصل “المسار الدبلوماسي والمفاوضات” على الرغم من إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على إيران.

وجاء في البيان أن “إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة لا يعني نهاية الدبلوماسية. نحث إيران على عدم اتخاذ أي إجراءات تصعيدية ومواصلة الامتثال لالتزاماتها الملزمة قانونا المتعلقة بالضمانات”.

وتتهم الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون وإسرائيل إيران باستخدام برنامجها النووي ستاراً لمحاولات تطوير القدرة على إنتاج أسلحة نووية، فيما تقول طهران إن برنامجها النووي للأغراض السلمية فقط.

شاركها.