أعاد أسطورة كرة القدم الفرنسية زين الدين زيدان، المدير الفني الأسبق لريال مدريد، الجدل من جديد حول مستقبله التدريبي، بعدما وجه رسالة غير مباشرة إلى ديدييه ديشامب، مدرب منتخب فرنسا الحالي، تتعلق بالوجهة التي يطمح إلى تولي مسؤوليتها في المستقبل القريب.
زيدان الذي لم يتولَّ تدريب أي فريق منذ رحيله عن ريال مدريد في صيف عام 2021، أكد في تصريحات جديدة على هامش حفل صحيفة “لا جازيتا ديلو سبورت” الإيطالية أنه عازم على العودة إلى عالم التدريب، مشيراً بوضوح إلى أن حلمه الأكبر يتمثل في قيادة منتخب فرنسا.
وقال زيدان: “بكل تأكيد سأعود للتدريب مرة أخرى، سأكون مدرباً من جديد، هذه هي خطتي، ورغبتي هي تولي تدريب منتخب فرنسا في يوم من الأيام، لنرى ما سيحدث في المستقبل”.
تاريخ تدريبي حافل في مدريد
بدأ زيدان مسيرته التدريبية داخل جدران النادي الملكي عام 2013 كمساعد للإيطالي كارلو أنشيلوتي، قبل أن يتولى تدريب الفريق الرديف “ريال مدريد كاستيا”.
وفي عام 2016، تمت ترقيته لتدريب الفريق الأول خلفاً لرافاييل بينيتيز، ليبدأ واحدة من أكثر الفترات نجاحاً في تاريخ النادي الإسباني.
قاد زيدان ريال مدريد لتحقيق 11 لقباً كبيراً خلال فترتين تدريبيتين بين عامي 2016 و2021، من أبرزها الفوز بدوري أبطال أوروبا ثلاث مرات متتالية (2016، 2017، 2018)، إلى جانب لقبين في الدوري الإسباني، وكأس العالم للأندية مرتين، والسوبر الأوروبي مرتين، ليصبح أحد أنجح المدربين في تاريخ النادي الأبيض.
حلم الديوك لا يزال قائماً
ورغم العروض العديدة التي تلقاها زيدان خلال السنوات الثلاث الماضية من أندية كبرى في أوروبا، بينها باريس سان جيرمان ويوفنتوس، ظل المدرب الفرنسي متحفظاً على خوض تجربة جديدة في الأندية، مفضلاً انتظار الفرصة لقيادة منتخب بلاده، وهو الحلم الذي عبّر عنه مراراً منذ مغادرته ريال مدريد.
ويبدو أن تصريحات زيدان الأخيرة تمثل تلميحاً واضحاً لرغبته في خلافة ديدييه ديشامب، الذي يقود منتخب فرنسا منذ عام 2012، وينتهي عقده في يونيو المقبل بعد بطولة كأس العالم 2026 المقرر إقامتها في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.
ديشامب والنجاحات المستمرة مع فرنسا
من جانبه، يواصل ديشامب تحقيق نتائج مميزة مع الديوك، إذ قاد المنتخب للتتويج بكأس العالم 2018 في روسيا، ووصافة مونديال قطر 2022 بعد الخسارة أمام الأرجنتين بركلات الترجيح، إضافة إلى بلوغ نهائي كأس أوروبا 2016.
وجدد الاتحاد الفرنسي عقده في يناير 2023 حتى صيف 2026، ليقود الفريق خلال تصفيات المونديال القادم.
ورغم هذه النجاحات، لا تزال أصوات في فرنسا ترى أن مرحلة ديشامب اقتربت من نهايتها، وأن زيدان هو الخيار الطبيعي لخلافته، نظراً لما يمثله من قيمة رمزية وتاريخية داخل الكرة الفرنسية، فضلًا عن مكانته كأحد أبرز القادة الذين رفعوا كأس العالم كلاعب في 1998.
مستقبل غامض ينتظر القرار
وبينما يلتزم الاتحاد الفرنسي الصمت حول أي حديث يخص خلافة ديشامب، تبقى تصريحات زيدان الأخيرة بمثابة تذكير بأنه لم يطوِ صفحة التدريب بعد، وأن حلمه بقيادة منتخب بلاده لا يزال حيًّا ينتظر اللحظة المناسبة للتحقق، ربما بعد مونديال 2026، إذا ما قرر ديشامب إنهاء مسيرته مع الديوك.
المصدر: صدى البلد