في مصر السيسي، الولاء ليس وسامًا بل حبلًا يُشدّ حول العنق حين تنتهي الحاجة إليه.
هذا ما يحدث اليوم مع محمود بدر، أو “بانجو”، أحد أبرز وجوه حركة تمرد التي مهّدت لانقلاب 2013، ثم تحوّل لاحقًا إلى أحد أكثر الأصوات ولاءً للنظام، مدافعًا عن القمع ومبرّرًا لكل إخفاق باسم “الإصلاح”.
سنوات من النفوذ والمناصب والظهور الإعلامي، كانت ثمنها ولاءٌ مطلق للسيسي. لكن حين تآكلت فائدته، بدأ التضييق عليه، وانتهى الأمر بمنعه من الترشح للبرلمان الذي أدخله النظام ذاته.
القصة ليست عن بدر وحده، بل عن نمط متكرر في إدارة السلطة، التي لا تحتفظ بأدواتها إلا بقدر ما تخدم روايتها. فالنظام الذي صنع الرموز المزيّفة صباحًا، يتخلّى عنها مساءً بلا تردّد.
في مصر اليوم، الكلّ “وطني” ما دام الولاء مربحًا، أما حين ينتهي الدور، يبتلع النظام أنصاره كما ابتلع خصومه.