مسقط اخبار عمان
انطلقت، الإثنين، في مسقط أعمال الملتقى الخليجي لتمكين مؤسسات التدريب المهني في الابتكار وريادة الأعمال وإدارة الحاضنات، الذي تنظمه وزارة العمل ووزارة التربية والتعليم ممثلة في اللجنة الوطنية العُمانية للتربية والثقافة والعلوم وبالتعاون مع منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو)، وذلك تحت رعاية سعادة خالد بن سالم الغماري، وكيل وزارة العمل لشؤون العمل.
ويستمر الملتقى على مدى ثلاثة أيام، بمشاركة نخبة من المسؤولين والخبراء وصُنّاع القرار من دول مجلس التعاون الخليجي، إلى جانب ممثلين عن منظمات إقليمية ودولية، وذلك ضمن رؤية مشتركة تهدف إلى تعزيز التكامل الخليجي في مجالات الابتكار وريادة الأعمال والتعليم المهني.
ويأتي هذا الملتقى في إطار التوجهات الوطنية المنبثقة من رؤية عُمان 2040، والجهود الخليجية الساعية إلى بناء اقتصاد متنوع قائم على المعرفة، وتنمية القدرات البشرية القادرة على الإبداع والابتكار.
وفي كلمته خلال الافتتاح، أكد الدكتور خالد بن عبدالعزيز أمبوسعيدي، مدير عام الكليات المهنية بوزارة العمل، أن تنظيم هذا الملتقى يعكس التزام سلطنة عُمان والدول الخليجية بتعزيز دور التعليم والتدريب المهني في مسيرة التنمية، مشيرًا إلى أن التدريب المهني لم يعد مجرد نقلٍ للمهارة، بل أصبح حاضنةً للفكر الريادي، ومنصةً لصناعة الأفكار والمشاريع.
وألقى وقاص أفريدي خبير تعليمي بمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة، كلمة أكد فيها أهمية مثل هذه الملتقيات التي تلعب دوراً رئيسياً في تعزيز التدريب المهني وأهميته في الوقت الراهن كونه من أهم محركات ريادة الأعمال.
وأشار الدكتور محمود بن عبدالله العبري في كلمة اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم إلى أن هذا الملتقى يسلط الضوء على أبرز التجارب الرائدة في إدارة الحاضنات ودعم ريادة الأعمال باعتبارها من أهم محركات النمو الاقتصادي، حيث تتخلله على مدار ثلاثة أيام أوراق عمل ثرية، وجلسات نقاشية، وورشٌ فنية متخصصة، تستعرض أبرز الاتجاهات العالمية والخليجية في التعليم والتدريب المهني.
وقدم فريدريش هوبلر رئيس مكتب المركز الدولي للتعليم والتدريب التقني والمهني باليونسكو، كلمة أكد فيها أهمية التدريب المهني في الوقت الراهن والدور الذي يلعبه في الابتكار وتعزيز الإمكانيات اللازمة لمستقبل الاقتصاد، مشيرا إلى أن مثل هذه الملتقيات تثمر في تعزيز الذات وترسم خطوط المستقبل.
كما قدم صاحب السمو السيد الدكتور أدهم بن تركي آل سعيد، أستاذ مساعد في الاقتصاد بجامعة السلطان قابوس، عرضا مرئيا حول تكاملية بيئة ريادة الأعمال في المؤسسات التعليمية والتدريبية أشار فيها إلى الدور المحوري لحاضنات الابتكار وريادة الأعمال في دعم اقتصاد المعرفة، وتحويل الأفكار البحثية إلى مشاريع إنتاجية تُسهم في تحقيق النمو الاقتصادي المستدام.
وناقش الملتقى مجموعة من المحاور الرئيسة تشمل: الابتكار وريادة الأعمال ونقل التكنولوجيا ودورها في تطوير مؤسسات التدريب المهني، والتخطيط الاستراتيجي لتأسيس الحاضنات والمسرّعات وضمان استدامتها، وأهمية الملكية الفكرية والتحول الرقمي كأدوات لحماية وتعزيز المشاريع الريادية، والشراكات مع القطاع الخاص والمستثمرين وآليات التمويل والتسويق، وتقييم أثر الحاضنات والمسرّعات باستخدام مؤشرات الأداء الرئيسية.
وأشار المشاركون إلى النقلة النوعية التي تشهدها سلطنة عُمان في مجال التعليم والتدريب المهني، لا سيما بعد إدماج التعليم المهني والتقني في السلم التعليمي المدرسي، وتوسيع نطاق التخصصات في مختلف المحافظات، إلى جانب البرامج الريادية الحديثة، مثل برنامج “مستقل” الذي أطلقته وزارة التربية والتعليم بالتعاون مع مركز الشباب وهيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، والذي يهدف إلى تعزيز ثقافة العمل الحر وريادة الأعمال لدى طلبة المدارس.