تجري أحزاب المعارضة في اليابان محادثات لتشكيل ائتلاف للسيطرة على البرلمان، ومنع زعيمة الحزب الحاكم الجديدة، ساناي تاكايتشي، من تولي رئاسة الوزراء، حسبما أفادت صحيفة “فاينانشيال تايمز”.

وتأتي المناقشات حول إمكانية اتحاد أحزاب المعارضة حول مرشح بديل لرئاسة الوزراء في أعقاب الانهيار المفاجئ للائتلاف الذي دام 26 عاماً بين الحزب الليبرالي الديمقراطي وشريكه الأصغر، حزب “كوميتو”.

ويُعقّد تفكك الكتلة الحاكمة، التي فقدت بالفعل السيطرة الكاملة على مجلسيْ البرلمان، خلال دورتين انتخابيتين متتاليتين، طريق تاكايتشي لتولي رئاسة الوزراء، وهو صعود يعتمد على تصويت في البرلمان في وقت لاحق من الشهر الجاري.

ولا يزال الحزب الليبرالي الديمقراطي، أكبر حزب في كلا المجلسين، لكن طريق تاكايتشي إلى رئاسة الوزراء يعتمد الآن على ما إذا كان المحافظ المتشدد قادراً على ضمان دعم حزب “الابتكار الياباني”، ثالث أكبر حزب في مجلس النواب.

وفي ظل النظام البرلماني، حيث يصوت أعضاء البرلمان على رئيس الوزراء بالاسم، ويتم ضمان الفوز بأغلبية بسيطة، يمكن لأحزاب المعارضة أن تدفع بشكل مشترك بمرشح بديل إلى المنصب.

وكان يوشيهيكو نودا، زعيم الحزب “الديمقراطي الدستوري الياباني”، ثاني أكبر حزب في مجلس النواب (بحصوله على 148 مقعداً مقابل 196 مقعداً للحزب الليبرالي الديمقراطي)، أبدى انفتاحه على دعم رئيس جديد للوزراء من خارج حزبه.

وقال نودا في مقابلة تلفزيونية، الأحد: “هذه فرصة نادرة. يمكننا تغيير الحكومة الآن إذا تعاونت أحزاب المعارضة من خلال تجاوز خلافاتنا وإيجاد أرضية مشتركة”.

وعلى وجه الخصوص، بدا نودا مستعداً لدعم ترشيح يويتشيرو تاماكي، المسؤول السابق في وزارة المالية (56 عاماً)، والذي يقود “الحزب الديمقراطي من أجل الشعب”، الذي يسيطر على 27 مقعداً في مجلس النواب، لمنصب رئيس الوزراء.

والتقى تاماكي بتاكايشي، في اليوم التالي لتوليها زعامة “الحزب الليبرالي الديمقراطي”، لبدء محادثات حول تحالف محتمل، ولكن بعد انهيار الائتلاف، أخبر الصحافيين أن تلك المناقشات أصبحت “بلا معنى إلى حد كبير”.

وقال تاماكي في مقابلة تلفزيونية مساء الأحد: “إن انهيار ائتلاف الحزب الليبرالي الديمقراطي وحزب كوميتو، الذي كان القاعدة حتى الآن، يُمثل تغييراً سيُخلّد في تاريخ السياسة اليابانية. مع كل هذه التغييرات التي يشهدها العالم واليابان حالياً، يبدو أن أسلوب السياسة الذي استمر حتى الآن قد بلغ حدوده القصوى”.

ومن المرجح أن تؤثر احتمالات أسابيع من الاضطرابات السياسية وتحول نادر في ميزان القوى في السياسة اليابانية على الأسهم المدرجة في بورصة طوكيو عند استئناف التداول، الثلاثاء الماضي، بعد عطلة نهاية الأسبوع التي استمرت ثلاثة أيام.

فوز تاكايتشي 

وفازت ساناي تاكايتشي بزعامة الحزب الليبرالي الديمقراطي الحاكم في اليابان، بعدما حصلت على 185 صوتاً في جولة الإعادة أمام منافسها شينجيرو كويزومي الذي حصل على 156 صوتاً، لتقترب من أن تصبح أول رئيسة وزراء في اليابان، بعد أن تحل محل شيجيرو إيشيبا المنتهية ولايته، في انتظار تصويت البرلمان والمصادقة على تعيينها في رئاسة الحكومة.

ولا يزال الحزب الليبرالي الديمقراطي هو صاحب أكبر عدد من المقاعد في البرلمان، لكن مع ذلك، وبعد الانتخابات الأخيرة، لم يعد الائتلاف الذي يقوده يتمتع بالأغلبية في أي من المجلسين، وسيحتاج إلى دعم من نواب المعارضة ليتمكن من الحكم بفعالية.

وتغلبت تاكايتشي على كويزومي في جولة الإعادة، إذ لم يفز أي من المرشحين الخمسة بالأغلبية في الجولة الأولى من التصويت. ومن المتوقع إجراء تصويت في البرلمان لاختيار رئيس الوزراء المقبل في 15 أكتوبر الجاري.

وتغلبت تاكايتشي (64 عاماً)، المرأة الوحيدة بين مرشحي الحزب الليبرالي الديمقراطي الخمسة، على شينجيرو كويزومي، الأكثر اعتدالاً، والبالغ من العمر 44 عاماً، والذي كان يسعى لأن يصبح أصغر زعيم للبلاد في العصر الحديث.

شاركها.