في واقعة إنسانية صادمة أعادت إلى الأذهان مشاهد التخلي عن الأطفال، عثر سائق ميكروباص يعمل على خط حلوان الهرم على رضيعة حديثة الولادة داخل مركبته، بعد انتهاء رحلته الليلية، في ظروف غامضة أثارت تساؤلات حول مصير الطفلة وهوية من تركها.
تفاصيل الواقعة
وبحسب رواية السائق، فقد أنهى رحلته الأخيرة مساء السبت، وكان آخر راكب قد نزل في منطقة أبو النمرس، قبل أن يتوجه إلى كورنيش حلوان للاستراحة. وفي تمام الثانية بعد منتصف الليل، سمع صوت بكاء خافت من المقاعد الخلفية، ليكتشف وجود رضيعة ملفوفة في قطعة قماش، تظهر عليها علامات الجوع والإرهاق.
السائق، الذي وصفه زملاؤه بأنه “صاحب ضمير”، سارع إلى الاتصال بسيدة من معارفه لرعاية الطفلة مؤقتًا، قبل التواصل مع الجهات الأمنية. وحتى لحظة إعداد الخبر، لم يتقدم أي شخص للإبلاغ عن فقدان الطفلة، ما يرجّح فرضية التخلي المتعمد عنها.
ومن المتوقع أن تبدأ الأجهزة الأمنية تحقيقاتها في الواقعة، عبر فحص كاميرات المراقبة على طول خط السير، وتحديد النقطة التي صعدت منها والدة الطفلة إن وُجدت أو الشخص الذي تركها.
موجهة من الغضب والتعاطف
الواقعة أثارت موجة من الغضب والتعاطف بين أهالي حلوان، الذين طالبوا بمحاسبة المسؤولين عن هذا الفعل، فيما أطلق نشطاء محليون دعوات للمساعدة في التعرف على هوية الرضيعة.
ويرى مختصون أن الحادثة تسلط الضوء على ظاهرة التخلي عن الأطفال حديثي الولادة، داعين إلى تعزيز الوعي المجتمعي وتوفير آليات آمنة لتسليم الأطفال للجهات المختصة دون تعريض حياتهم للخطر.
وفي انتظار كشف الحقيقة، تبقى صرخة الطفلة في ظلام الليل شاهدًا على مأساة إنسانية تتكرر بصمت، وتنتظر من يضع لها حدًا.