◄ جثامين الشهداء يظهر عليها آثار التعذيب والإعدام الميداني
◄ شهادات مروعة يرويها الأسرى المفرج عنهم من سجون الاحتلال
◄ الضرب حتى الموت.. منهجية إسرائيلية ضد الفلسطينيين في السجون
◄ صب الماء المغلي على الوجوه أحد الأساليب الإجرامية ضد الأسرى
◄ حرمان من الطعام والعلاج وتحويل السجون إلى “مقابر بشرية”
◄تفشي الأمراض بين الأسرى
اخبار عمان غرفة الأخبار
لم يسلم الأسرى الفلسطينيون من بطش الاحتلال الإسرائيلي، إذ تعرض الفلسطينيون لكافة أنواع التعذيب الجسدي والمعنوي، وصولا إلى الإعدام الميداني لعشرات الأسرى المكبلين ومعصوبي الأعين.
وبالأمس، تسلمت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة 45 شهيدا ارتقوا على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة.
وظهرت على الجثامين، علامات واضحة للتعذيب الشديد، والإعدام الميداني، والتكبيل، وعصب الأعين، والتنكيل، فيما وعد الصليب الأحمر بتزويد وزارة الصحة بأسماء الجثامين لاحقًا.
أما الأسرى الذين أفرج عنهم وفقاً لمقترح وقف إطلاق النار، فوصفوا ما يتعرضون له في سجون الاحتلال بـ”أبشع أشكال التعذيب ونظام ممنهج من الانتهاكات”.
وقال نسيم الراضي، لصحيفة “الغارديان” البريطانية، إنه قبل إطلاق سراحه من سجن نفحة بصحراء النقب، قرر حراس السجن الإسرائيليون “تقديم هدية وداع له”، حيث قيدوا يديه ووضعوه على الأرض وضربوه بلا رحمة، مودعين إياه كما لو كانوا يلقون عليه التحية بقبضاتهم حسب وصفه.
وكانت أول نظرة للراضي إلى غزة عقب عودته لها بعد قرابة عامين في السجن “ضبابية” إذ تركته ضربة حذاء من الحراس على عينه يعاني من تشوش في اخبار عمان لمدة يومين. وقد أُضيفت مشكلات البصر إلى قائمة طويلة من الأمراض التي أصيب بها خلال فترة احتجازه.
وأضاف: “استخدموا الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي لترهيبنا، بالإضافة إلى الشتائم والإهانات المتواصلة، كان لديهم نظام قمع صارم، وحين كان يُفتح الباب الإلكتروني للقسم ويدخل الجنود، كانوا يقتحمون المكان برفقة كلابهم وهم يصرخون: (على بطنك، على بطنك)، ثم يبدأون بضربنا بلا رحمة”.
ولفت إلى أن الزنازين كانت مكتظة “حيث كان 14 شخصاً محشورين في غرفة بدت وكأنها مصممة لخمسة أشخاص”. وقد أدت الظروف غير الصحية إلى إصابته بأمراض فطرية وجلدية لم تُشفَ من خلال العلاج الطبي الذي قدمه السجن.
من جانبه، قال محمد الأصلية، وهو طالب جامعي يبلغ من العمر 22 عاماً، أُفرج عنه من سجن نفحة يوم الإثنين، إنه أُصيب بالجرب خلال فترة احتجازه.
وقال الأصلية، الذي تم اعتقاله في 20 ديسمبر 2023 من مدرسة في جباليا: «لم يكن هناك أي رعاية طبية. حاولنا علاج أنفسنا بوضع مواد تعقيم وتطهير الأرضيات على جروحنا، لكنها زادت الأمر سوءاً. كانت المراتب قذرة، والبيئة غير صحية، ومناعتنا ضعيفة، والطعام كان ملوثاً”.
وأضاف: “كان هناك مكان يُسمى (الديسكو)، حيث يشغّلون موسيقى صاخبة بلا توقف لمدة يومين متتاليين. كانت هذه واحدة من أكثر وسائل التعذيب شهرة وقسوة. كما كانوا يعلّقوننا على الجدران، ويرشّون علينا الماء البارد، وأحياناً يرمون مسحوق الفلفل الحار علينا”.
ومن السياق، قال أكرم البسيوني (45 عاماً) إنه احتُجز في 10 ديسمبر 2023 من مدرسة إيواء في جباليا، وقضى قرابة عامين في سجن سدي تيمان الإسرائيلي.
وقال لشبكة “سكاي نيوز” البريطانية: “تعرض العديد من زملائنا السجناء للضرب حتى الموت. وعندما كنا نستغيث بالحراس، كانوا يجيبون ببرود: (دعوه يموت). بعد خمس دقائق كانوا يأخذون الجثة، ويلفونها في كيس، ويغلقون الباب”.
وأضاف البسيوني أن المعتقلين كانوا يتعرضون للتعذيب بشكل روتيني، والضرب بالهراوات والأيدي، والهجوم بالكلاب، والاختناق بالغاز. “ضربونا بوحشية حتى تهشمت أضلاعنا. صبوا الماء المغلي على وجوه وظهور الشباب حتى تقشرت جلودهم. جلسنا على أرضيات معدنية باردة لأيام، نعاقب حتى على طلب المساعدة”.
قال إياد قديح، مدير العلاقات العامة في مستشفى ناصر جنوب غزة، الذي استقبل المعتقلين: “كانت آثار الضرب والتعذيب واضحة على أجساد المعتقلين، كالكدمات والكسور والجروح وآثار السحل على الأرض وآثار القيود التي كانت تُقيد أيديهم بإحكام”.
وأضاف أن العديد من العائدين نُقلوا إلى قسم الطوارئ بسبب تدهور حالتهم الصحية. وإلى جانب الإصابات الجسدية الناجمة عن الضرب، بدا أن المعتقلين لم يتناولوا الطعام لفترات طويلة.