أفادت وكالات سفر بأن طول إجازة الشتاء التي تمتد من التاسع من ديسمبر المقبل حتى الأسبوع الأول من يناير، باتت موسماً مهماً لسفر المواطنين الإماراتيين، مع ارتفاع ملحوظ في الحجوزات، لافتة إلى أن محطات شرق آسيا تتصدر قائمة الوجهات الجديدة التي يقصدها المواطنون خلال إجازة الشتاء هذا العام، مع تزايد الإقبال على اليابان وكوريا الجنوبية وشنغهاي، إلى جانب استمرار الاهتمام بالوجهات التقليدية.

وأكدت لـ«الإمارات اليوم»، أن المواطنين أصبحوا أكثر حرصاً على اختيار وجهاتهم بناء على التجربة والقيمة، وليس فقط بناء على شهرة المكان أو كلفته، مع اتجاه متزايد نحو الحجوزات المبكرة للاستفادة من العروض الخاصة بموسم الشتاء، مشيرة إلى أن الوجهات التقليدية مثل لندن وبانكوك لاتزال تحتفظ بجاذبيتها، فضلاً عن وجهات التزلج الشهيرة في سويسرا والنمسا وفرنسا.

أهم المواسم

وتفصيلاً، قال الرئيس التنفيذي لـ«شركة الريّس للسفريات مجموعة الريّس»، محمد جاسم الريس، إن إجازة الشتاء تمثل أحد أهم مواسم السفر لدى المواطنين في دولة الإمارات، مشيراً إلى أن هذه الفترة تشهد نمواً ملحوظاً في حركة السفر الخارجية، خصوصاً خلال ديسمبر الذي يتزامن مع الإجازات المدرسية.

وأضاف الريس أن الطلب على السفر خلال موسم الشتاء يرتفع سنوياً، مدفوعاً بالرغبة في استكشاف وجهات جديدة والاستمتاع بالأجواء الباردة والثلجية التي تميز هذه الفترة من العام في بعض الوجهات، موضحاً أن أغلب الرحلات خلال هذا الموسم تكون رحلات عائلية، حيث يفضل المواطنون قضاء إجازاتهم مع أفراد الأسرة في أجواء ترفيهية وثقافية متنوعة.

شرق آسيا في الصدارة

وأفاد الريس بأن وجهات شرق آسيا تشهد هذا العام إقبالاً متزايداً من المواطنين، لاسيما اليابان وكوريا الجنوبية وشنغهاي، لما تقدمه من تجارب مميزة وجديدة بالنسبة لهم، مشيراً إلى أن هذه الوجهات أصبحت أكثر جاذبية بعد التوسع في الرحلات المباشرة. وقال إن المسافر الإماراتي أصبح أكثر رغبة في استكشاف تجارب جديدة خارج الدائرة التقليدية للوجهات السياحية المعتادة.

وأكد الريس أن الوجهات التقليدية مثل لندن وبانكوك، لاتزال تحتفظ بجاذبيتها لدى شريحة واسعة من المواطنين، لافتاً إلى أن هناك شريحة متنامية من المواطنين باتت تتجه إلى وجهات التزلج الشهيرة في سويسرا والنمسا وفرنسا، رغم أن الطلب على هذا النوع من الرحلات لايزال أقل نسبياً مقارنة بالوجهات الأخرى. كما أشار إلى أن الاهتمام بالتزلج والسياحة الشتوية في الجبال يتزايد عاماً بعد عام مع التغير المستمر في ثقافة السفر لدى المواطنين الذين يختارون وجهاته بعناية، ويوازنون بين التجربة والقيمة.

إجازات داخلية

وبيّن الريس أن جزءاً من المواطنين يفضل قضاء الإجازات داخل الدولة، للاستمتاع بالأجواء الشتوية المميزة في الإمارات، سواء في المناطق الجبلية أو الصحراوية أو المدن الساحلية، حيث توفر الدولة بنية تحتية متكاملة للضيافة والأنشطة السياحية الداخلية. وقال: «الكثير من العائلات الإماراتية تختار البقاء داخل الدولة خلال الشتاء، لما توفره الوجهات المحلية من فعاليات متنوعة وأجواء مناسبة، إلى جانب سهولة التنقل وتوافر خيارات الإقامة والترفيه».

من جهته، قال المدير التنفيذي لشركة «دبي العالمية للسفريات»، بدر أهلي، إن موسم الشتاء أصبح اليوم أحد أبرز مواسم السفر بالنسبة للمواطنين الإماراتيين، مشيراً إلى أن الإجازة الشتوية الطويلة التي تمتد من التاسع من ديسمبر المقبل وحتى الأسبوع الأول من يناير، أسهمت في تعزيز الإقبال على الرحلات الخارجية والعائلية خلال هذه الفترة من العام.

وأوضح أهلي أن هناك فئة متزايدة من المواطنين تفضل السفر في الشتاء أكثر من أي موسم آخر، لما يوفره من أجواء للاستجمام والتجارب الثقافية، إلى جانب كون الإجازة الشتوية تتزامن مع العطلات المدرسية، ما يجعلها فرصة مثالية للعائلات لقضاء أوقات نوعية معاً.

وأضاف أن الشتاء أصبح فرصة لاكتشاف وجهات جديدة وغير مألوفة لدى المواطنين، لافتاً إلى أن عدداً متزايداً منهم يختار السفر إلى الوجهات الإسكندنافية التي تجمع بين الطبيعة الباردة والأنشطة الشتوية، مثل مشاهدة الشفق القطبي أو الإقامة في الأكواخ الجليدية. وأشار إلى أن وجهات التزلج الأوروبية لاتزال تحتفظ بجاذبيتها المعتادة، لكنها لم تعد الخيار الوحيد، حيث يسعى المسافر الإماراتي إلى خوض تجارب مميزة في دول جديدة.

أكثر تنوعاً

وذكر أهلي أن الوجهات الشتوية اليوم أكثر تنوعاً مقارنة بوجهات الصيف، سواء من حيث الأنشطة أو المناخ أو طبيعة التجربة السياحية، موضحاً أن «المسافر الإماراتي أصبح يبحث عن وجهات تجمع بين الثقافة، والطبيعة، والترفيه، بعيداً عن التكرار الذي كان سائداً في مواسم السفر السابقة».

وأكد أن هناك إقبالاً كبيراً على الوجهات الأوروبية التقليدية مثل لندن وميونخ وباريس، التي لاتزال تحظى بأولوية لدى الكثير من العائلات، خصوصاً لمحبي التسوق، إلى جانب محطات في إيطاليا وبولندا وغيرها.

وأشار إلى أن هذه الوجهات تشهد حجوزات مبكرة من المواطنين، لاسيما مع قرب نهاية العام وتزايد الفعاليات السياحية في تلك المدن.

ولفت إلى أن هذا الموسم يشهد أيضاً إقبالاً ملحوظاً على وجهات جديدة في آسيا وشرق القارة الإفريقية، من بينها كوريا الجنوبية واليابان وجنوب إفريقيا، إلى جانب وجهات آسيا الوسطى مثل أوزبكستان وقرغيزستان وكازاخستان، مبيناً أن هذه الدول أصبحت محطات سياحية جاذبة للمواطنين، لما تقدمه من طبيعة خلابة وتجارب ثقافية غنية. وأضاف: «المواطن الإماراتي أصبح أكثر انفتاحاً على استكشاف مناطق جديدة، خصوصاً تلك التي توفر تجارب مختلفة عن الوجهات الأوروبية التقليدية».

وأفاد أهلي بأن معظم المواطنين يبدأون الحجز مبكراً، مستفيدين من العروض الخاصة بالشتاء وأسعار الطيران التنافسية، بينما توجد فئة أخرى كبيرة تفضل الحجز قبل أسبوعين فقط من موعد السفر، تبعاً لظروف العمل أو الدراسة.

وأشار إلى أن مدة إجازات الشتاء لدى المواطنين تمتد في الغالب بين أسبوع وأسبوعين، وهي فترة كافية للاستمتاع بتجربة سفر مريحة دون إرهاق أو ضغط زمني، موضحاً أن المواطنين أصبحوا أكثر حرصاً على اختيار وجهاتهم بناءً على التجربة، وليس بناء على شهرة المكان أو كلفته.

بدوره، قال المدير العام لشركة «العوضي للسفريات»، أمين العوضي، إن إجازة الشتاء باتت اليوم من المواسم النشطة في حركة السفر لدى المواطنين الإماراتيين، ويعود ذلك إلى طول فترة الإجازة، ما يمنح العائلات مرونة أكبر في التخطيط المسبق للسفر واختيار وجهات متعددة، سواء في آسيا أو أوروبا.

وأضاف: «شهدنا خلال العامين الأخيرين تحوّلاً واضحاً في أنماط السفر، حيث أصبح المسافر الإماراتي أكثر حرصاً على التجربة النوعية، وليس فقط على الوجهة بحد ذاتها. هناك اهتمام متزايد بالوجهات التي تجمع بين الطابع الثقافي والمناخي المميز، مثل اليابان وكوريا الجنوبية وشنغهاي والنمسا وسويسرا، فضلاً عن مدينتي موسكو، وألماتي».

وتابع العوضي: «اليابان باتت تتحول إلى وجهة رئيسة ضمن قائمة المحطات المفضلة لدى المواطنين خلال السنوات الأخيرة، ونتوقع استمرار هذا الاتجاه».

وأوضح أنه في المقابل، لاتزال الوجهات الأوروبية التقليدية مثل لندن وباريس وميونيخ تحتفظ بجاذبيتها، خصوصاً لمحبي التسوق والأنشطة العائلية، مضيفاً: «لاحظنا أيضاً تزايداً في الإقبال على الوجهات الداخلية، حيث يفضل كثير من المواطنين قضاء جزء من الإجازة داخل الدولة، للاستمتاع بالأجواء الشتوية والفعاليات المتنوعة التي تنظمها المدن الإماراتية».

• تزايد الإقبال على اليابان وكوريا الجنوبية وشنغهاي، إلى جانب استمرار الاهتمام بالوجهات التقليدية.

تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news

شاركها.