أطلقت الصين أكبر صاروخ في العالم يعمل بالوقود الصلب إلى الفضاء، في خطوة تعزز قدراتها على نشر الأقمار الاصطناعية بكفاءة أعلى، ما يمنحها تفوقاً استراتيجياً متزايداً في سباق الفضاء، وفق مجلة Military Watch.

ونجحت شركة Orienspace الصينية المتخصصة في تكنولوجيا الفضاء في إطلاق الصاروخ “جرافيتي-1” (Gravity 1)، وهو أكبر وأقوى صاروخ ناقل يعمل بالوقود الصلب في العالم، من منصة بحرية قبالة سواحل مدينة هايانج بمقاطعة شاندونج.

ووضع الصاروخ في مداره قمراً اصطناعياً للاستشعار البصري عن بُعد إلى جانب قمرين تجريبيين آخرين.

وقال كبير مصممي المشروع ومديره، شو جوجوانج، إن عملية الإطلاق تهدف إلى التحقق من كفاءة صاروخ Gravity 1 وموثوقيته وإجراءات ما قبل الإطلاق وتسلسل الرحلة، وذلك بعد اختبار طيران سابق أُجري من الموقع نفسه في يناير 2024.

وتأتي الخطوة الصينية في وقت تزداد فيه أهمية الفضاء كساحة للتنافس العسكري، في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية، إذ تلعب شبكة الأقمار الاصطناعية الأميركية دوراً محورياً بشكل خاص في دعم المجهود الحربي الأوكراني والغربي ضد روسيا، فيما بدأت وزارة الحرب الأميركية (البنتاجون) خطواتها الأولى لتطوير أول منظومة دفاع صاروخي تعمل من الفضاء.

صاروخ Gravity 1

يتكون صاروخ Gravity 1 من 3 مراحل أساسية و4 معززات جانبية، وينطلق بمحركات تعمل بالوقود الصلب مزودة بفوهات متحركة للتحكم.

ويبلغ وزنه عند الإقلاع 405 أطنان، فيما تصل قوة دفعه إلى 600 طن، ما يمكّنه من نقل أقمار اصطناعية تزن حتى 6.5 أطنان إلى مدار منخفض، أو 4.2 أطنان إلى مدار متزامن مع الشمس على ارتفاع 500 كيلومتر فوق سطح الأرض.

ويُعد تطوير صواريخ أكثر كفاءة أمراً محورياً في سباق التسلح الفضائي، لأنه يسمح بوضع الأقمار الاصطناعية في الفضاء بتكاليف أقل، ما ينعكس على جدوى نشر أنظمة تسليح جديدة، مثل منظومة الدفاع الصاروخي الفضائية التي تخطط لها قوة الفضاء الأميركية، حيث كانت تكلفة وضعها في المدار تُعتبر مكلفة في السابق.

وأشارت تقارير غربية إلى تنامي القلق من تفوق الصين في قدراتها على خوض حروب الفضاء، والتي تشمل تطوير أقمار اصطناعية قادرة على تنفيذ هجمات مضادة للأقمار التابعة للخصوم.

من جانبه، قال بينج هاومين، الشريك المؤسس ونائب رئيس شركة Orienspace، إن قدرات الصاروخ Gravity 1 تلبّي احتياجات الشركات العاملة في مجال الأقمار الاصطناعية التي تسعى إلى إطلاق شبكاتها في المدارات المنخفضة والمتوسطة.

وأضاف هاومين أن البنية التحتية في ميناء هايانج الفضائي تتيح تجميع الصواريخ واختبارها وإطلاقها خلال 24 ساعة فقط في الحالات الطارئة.

وأشار إلى أن هذه المرافق، إلى جانب تصميم الصاروخ الذي يعمل بالكامل بالوقود الصلب، تُمكّن شركة Orienspace من إطلاق الصاروخ في وقت قصير، وفي حالات الطوارئ خلال 24 ساعة.

وتأسست شركة Orienspace عام 2020 على يد مجموعة من الباحثين من مؤسسات فضاء مملوكة للحكومة، حيث شارك العديد من مصمميها ومهندسيها في مشروع Gravity 1 بعد أن عملوا سابقاً في برنامجي صاروخي Long March 5، وLong March 11 اللذين طورتهما شركة علوم وتكنولوجيا الفضاء الصينية المملوكة للدولة.

ويعكس هذا التعاون الوثيق بين القطاعين العام والخاص في الصين أحد أسرار تفوقها في الصناعات الاستراتيجية، بما فيها قطاع الدفاع والفضاء.

شاركها.