قلّل نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس، الأربعاء، من خطورة رسائل عنصرية ومعادية للسامية تداولها أعضاء في مجموعات الجمهوريين الشباب، واصفاً إياها بأنها “نكات جريئة ومسيئة” لا ينبغي أن تدمّر مستقبل أصحابها.

وجاءت تصريحاته رداً على تقرير نشرته مجلة “بوليتيكو” كشف عن آلاف الرسائل المسربة من تطبيق “تليجرام” لأعضاء في منظمة “الاتحاد الوطني للجمهوريين الشباب”، من بينهم قادة فروع في الولايات وعضو واحد على الأقل من موظفي إدارة ترمب، تضمنت محتوى عنصرياً ومعادياً للسامية، بما في ذلك نكات عن غرف الغاز والعبودية والاغتصاب.

وقوبل التقرير بإدانات واسعة النطاق وسلسلة من قرارات الفصل من العمل، بحسب المجلة.

وأشار نائب الرئيس الأميركي إلى أن المشكلة الحقيقية تكمن في فكرة أن “نكتة مسيئة” يمكن أن تدمر حياة شاب.

“نكات جريئة ومسيئة”

وقال فانس في برنامج The Charlie Kirk Show: “الواقع هو أن الأطفال يرتكبون أشياءً غبية، وخصوصاً الأولاد الصغار. إنهم يلقون نكات جريئة ومسيئة. هذا ما يفعله الأطفال. وأنا حقاً لا أريد أن نعيش في بلد يمكن أن تُدمَّر فيه حياة طفل لأنه قال نكتة غبية جداً ومسيئة”.

وجاءت تصريحات فانس الأربعاء بعد منشور له على مواقع التواصل الاجتماعي مساء الثلاثاء هاجم فيه مرشح الحزب الديمقراطي لمنصب المدعي العام في ولاية فرجينيا، جاي جونز، بسبب دعوته إلى العنف السياسي، واصفاً ذلك بأنه “أسوأ بكثير مما قيل في دردشة جامعية”.

وكتب فانس في منشوره على “إكس”: “أرفض أن أنضم إلى المذعورين حين يدعو أشخاص نافذون إلى العنف السياسي”. وقد أعادت عدة حسابات رسمية في البيت الأبيض وحلفاء للرئيس نشر هذا المنشور.

وتمسّك فانس بموقفه الأربعاء، واصفاً رسائل جونز، التي تناولت بشكل افتراضي قتل رئيس مجلس النواب الجمهوري السابق في فرجينيا وأطفاله، بأنها “أسوأ بألف مرة مما يقوله مجموعة من الشباب أو الأطفال في دردشة جماعية، مهما كانت مسيئة”.

وراجعت “بوليتيكو” أكثر من 2900 صفحة من الرسائل، تضمنت أكثر من 250 شتيمة، وحالة وُصف فيها الاغتصاب بأنه “ملحمي”، بالإضافة إلى شخص قال “أنا أحب هتلر”.

عواقب محتملة

وأشار متحدث باسم البيت الأبيض إلى تصريحات سابقة للمتحدثة ليز هيوستن، التي رفضت الربط بين خطاب ترمب ولغة أعضاء مجموعات الدردشة. وجاء في تصريحها: “لم يتعرض أحد لمستوى من الخطاب العنيف والمسيء مثل الرئيس ترمب وأنصاره”.

ويشعر الجمهوريين الشباب في جميع أنحاء الولايات المتحدة بالقلق من العواقب المحتملة، حال تسريب محادثاتهم على تطبيق “تليجرام”، لكنهم واصلوا تبادل الرسائل رغم ذلك، إذ وصفوا الأشخاص من ذوي البشرة السمراء بـ”القرود” و”شعب البطيخ”، وتخيلوا وضع خصومهم السياسيين في غرف الغاز، كما تحدثوا عن اغتصاب أعدائهم ودفعهم إلى الانتحار، وأشادوا بجمهوريين يعتقدون أنهم يؤيدون العبودية. 

وعلق مجلس إدارة “الاتحاد الوطني للجمهوريين الشباب” على تقرير “بوليتيكو” في بيان عبر منصة “إكس”، قائلاً: “نشعر بالفزع من اللغة البذيئة وغير المبررة التي ظهرت في تقرير بوليتيكو. فمثل هذا السلوك مشين ولا يليق بأي جمهوري، ويتعارض تماماً مع القيم التي يمثلها تيارنا”. 

 وأضاف البيان: “يجب على المتورطين الاستقالة فوراً من جميع مناصبهم في منظمات الجمهوريين الشباب على المستويين المحلي والولائي. علينا أن نلتزم بأعلى معايير النزاهة والاحترام والاحترافية”.

شاركها.