واصلت المركز المالي الدولي الرائد جيرسي فاينانس، تعزيز حضوره الإقليمي من خلال تنظيم فعاليَتين بارزتين هذا الأسبوع بدأت بفعالية “التحكم في تعاقب الشركات العائلية” في البحرين بتاريخ 13 أكتوبر، إلى جانب إقامة فعالية “دور الجيل القادم في المؤسسات العائلية” في الدمام بتاريخ 15 أكتوبر.
ونظمت جيرسي فاينانس طاولة مستديرة بالتعاون مع STEP Arabia في المنامة، جمعت نخبة من صُنّاع القرار والقادة الماليين لمناقشة الجوانب القانونية والتشغيلية والحوكمة والمالية والضريبية والاستثمارية المتعلقة بالشركات العائلية في سياق التخطيط للتعاقب الإداري، مع التركيز على أهمية الحفاظ على التحكم العائلي واستمراريته.
وفي هذا السياق، صرّح مدير منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا والهند في جيرسي فاينانس فيصل بهانا، قائلاً: “أكدت الطاولة المستديرة بالبحرين على الأهمية المتزايدة التي توليها العائلات في دول الخليج لمسألة هيكلة آليات التحكم والحوكمة ضمن خطط تعاقب الأجيال. فالموضوعات المتعلقة بالضرائب والإدارة المهنية مقابل العائلية، وحوكمة الأجيال المتعاقبة، معقدة بطبيعتها، ولكن من خلال تبادل الخبرات الإقليمية والدولية نساهم في تمكين العائلات من تبنّي حلول تحفظ الاستقرار والنزاهة عبر الأجيال.”
وجمعت جيرسي فاينانس مجموعة من أفراد الجيلين الثاني والثالث من العائلات التجارية في الدمام، ومديري الثروات، والمستشارين الماليين، لمناقشة الدور المتنامي للجيل القادم في تشكيل مستقبل المؤسسات العائلية.
وتضمنت الفعالية كلمات رئيسية وجلسات حوارية تناولت التخطيط للتعاقب الإداري، والحوكمة، وتحقيق التوازن بين التقاليد والابتكار، إلى جانب جلسات تواصل مهنية جمعت الجيل القادم مع خبراء في مجالات الاستثمار والقانون والتمويل.
وأضاف بهانا خلال الفعالية: “نحن في لحظة محورية، إذ لا يكتفي الجيل القادم بوراثة إرث العائلة فحسب، بل يسهم بفاعلية في إعادة تشكيله. وقد أبرزت هذه الفعاليات كيفية قيادة الجيل الجديد تفكيراً استراتيجيًا واستثمارات مبتكرة ونماذج حوكمة حديثة تضمن استدامة المؤسسات العائلية لعقود طويلة. حيث أظهرت مناقشاتنا بأن الربط بين رؤى الأجيال يمثل مفتاح النمو المستدام، فالجيل القادم في المملكة والخليج يسعى لدمج الابتكار والانفتاح العالمي مع الحفاظ على القيم والتقاليد التي تميّز هوية العائلة.”
وتأتي هذه الفعاليات في وقت يتزايد فيه الاهتمام الإقليمي بمكاتب العائلات وعمليات انتقال القيادة بين الأجيال. وتشير تقارير الصناعة الحديثة إلى أن مكاتب العائلات في دول مجلس التعاون الخليجي تتجه نحو حوكمة مؤسسية واستراتيجيات استثمار عالمية، مع تولي الجيل الجديد دورًا أكبر في إدارة الثروات.
يشار إلى أن هاتين الفعاليتين تأتيان في سياق تزايد الاهتمام الإقليمي بمكاتب العائلات الخاصة وعمليات انتقال القيادة بين الأجيال، في ظل سعي متزايد نحو ترسيخ استدامة الحوكمة العائلية. وتشير تقارير متخصصة حديثة إلى أن مكاتب العائلات في دول مجلس التعاون الخليجي تشهد تحولًا ملحوظًا نحو اعتماد هياكل حوكمة مؤسسية واستراتيجيات استثمار عالمية، مع تعاظم دور الجيل الجديد في قيادة وإدارة الثروات العائلية وتعزيز استمراريتها عبر الأجيال. وفقًا لتقرير صادر عن Campden Wealth وHSBC Global Private Banking، فإن التكامل بين مكاتب العائلات والشركات الناشئة في مراحلها المبكرة مرشح للتوسع في المنطقة. وأوضح التقرير بأن 58٪ من المجموعات العائلية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا نشطة في مجال رأس المال الجريء، حيث تفضل الاستثمارات في المراحل المبكرة مثل التمويل الملائكي والأولى بنسبة 50٪، إضافة إلى الفرص الاستثمارية في مراحل النمو بنسبة 50%.
وفي المملكة العربية السعودية، تظل الشركات العائلية ركيزة أساسية للقطاع الخاص، ويُعد تطورها واستدامتها عنصرًا محوريًا لتحقيق أهداف رؤية السعودية 2030 الرامية إلى تنويع الاقتصاد وتعزيز التنمية المستدامة.