وافقت إسرائيل على إرسال تركيا عناصر إنقاذ إلى غزة للمساعدة في الاستجابة للطوارئ وإجراء مهام تشمل البحث عن رفات المحتجزين الإسرائيليين، بحسب ما نقلته صحيفة “فاينانشيال تايمز” عن 3 مصادر مطلعة على ترتيبات الوضع في القطاع الفلسطيني.
وأوضحت المصادر أن هذه الخطوة حظيت بموافقة إسرائيلية على الرغم من التوترات طويلة الأمد بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وصرح مسؤول تركي بأن هيئة إدارة الكوارث والطوارئ التركية ستُرسل أكثر من 80 متخصصاً من ذوي الخبرة في الاستجابة للزلازل للمساعدة في انتشال الجثامين في غزة. كما سيساعد الفريق في إزالة الأنقاض وإنشاء ملاجئ مؤقتة لسكان القطاع البالغ عددهم مليوني نسمة، وفقاً لوسائل إعلام محلية.
ومن المقرر أن يسافر الفريق إلى مصر، ثم إلى غزة، في انتظار الأوامر النهائية من حكومة أنقرة.
وستكون تركيا جزءاً من قوة عمل متعددة الجنسيات تضم أيضاً الولايات المتحدة ومصر وإسرائيل وقطر واللجنة الدولية للصليب الأحمر، بهدف تحديد مكان رفات المحتجزين الإسرائيليين المفقودين.
وأكد مسؤول إسرائيلي انخراط تركيا، وقال: “هناك اتصالات وتنسيق جارٍ بين إسرائيل والوسطاء والصليب الأحمر”، مشيراً إلى توقعات بأن تُسهّل قوة المهام متعددة الجنسيات، برئاسة العميد الإسرائيلي جال هيرش، دخول الخبراء إلى غزة، وإذا لزم الأمر، معدات ثقيلة متخصصة.
اتهامات حماس وإسرائيل
ويأتي نشر عمال الإنقاذ الأتراك فيما يتهم مسؤولون إسرائيليون حركة “حماس” بانتهاك المرحلة الأولى من خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنهاء حرب غزة بعدم إعادة جميع جثث المحتجزين الـ28 المحتجزين في غزة بالسرعة الكافية.
ومنذ دخول خطة ترمب حيز التنفيذ الأسبوع الماضي، أطلقت “حماس” سراح المحتجزين العشرين المتبقين الذين كانوا لديها، وأعادت جثامين 9 آخرين، قتلتهم إسرائيل في الغارات التي شنتها خلال الحرب على غزة.
وقلّل اثنان من كبار مستشاري ترمب من شأن مخاوف إسرائيل، الأربعاء، حيث قال أحدهما إن معدل انتشال الجثث “يتوافق إلى حد كبير مع توقعاتنا”.
وقال مستشار كبير ثانٍ في الإدارة الأميركية: “لقد دُمّرت غزة بأكملها”، مضيفاً أن “مستوى الحطام” في غزة “يبدو أنه أعلى بكثير” من مستوى مركز التجارة العالمي في نيويورك عقب هجمات 11 سبتمبر 2001.
وأضاف: “علاوة على كل هذا الحطام، هناك الكثير من الذخائر غير المنفجرة، ومن المفترض أنه تحت هذه الذخائر وهذا الحطام، يوجد العديد من الجثث، كما أن هناك جهوداً جبارة تُبذل لنقل المعلومات الاستخباراتية عن المواقع المشتبه بها للجثامين المفقودة، لكننا بحاجة إلى المزيد من الموارد لانتشالها”.
ومع بدء دخول فرق الإنقاذ إلى غزة، سيتوجب توخي الحذر من الذخائر غير المنفجرة أثناء البحث عن الجثث.
وأعلنت “حماس”، الأربعاء، أنها “أوفت بالتزاماتها بموجب الاتفاق بتسليم جميع الأسرى الإسرائيليين الأحياء المحتجزين لديها، بالإضافة إلى الجثث التي تمكنت من الوصول إليها”.
لكن الحركة لفتت إلى أن انتشال الجثث المتبقية يتطلب “جهوداً مكثفة ومعدات خاصة”، وهو تقييم أيده مسؤولون أميركيون.
“وقف إطلاق نار هش”
ولا يزال وقف إطلاق النار الهش صامداً، رغم ما وصفه المستشارون الأميركيون بـ”أعمال استفزازية من جميع الأطراف” من جانب إسرائيل و”حماس” في الأيام الأخيرة، بما في ذلك عدة حالات إطلاق نار إسرائيلية على فلسطينيين اقتربوا من خطوط إعادة الانتشار العسكرية الجديدة داخل غزة.