يتنافس 3 مرشحين لمنصب عمدة مدينة نيويورك، الخميس، في أول مناظرة انتخابية عامة لهم، إذ يقدم كل مرشح رؤيته السياسية الخاصة، قبل الانتخابات البلدية للمدينة المقررة في الرابع من نوفمبر.

ويحتاج الديمقراطي زهران ممداني إلى مناظرة خالية من الأخطاء ضد المرشحيْن المستقل أندرو كومو والجمهوري كورتيس سليوا.

بدوره، يحاول كومو، الحاكم السابق، إسقاط تقدم المرشح الديمقراطي الأوفر حظاً في استطلاعات الرأي لمنصب عمدة مدينة نيويورك، أما الجمهوري سليوا، الوحيد الذي يحاول إدارة حملة انتخابية موثوقة، فينصحه البعض بأن يحذر من مساعي الحاكم السابق لسرقة أصوات الجمهوريين منه.

وتحدثت مجلة “بوليتيكو” مع كبار الاستراتيجيين السياسيين في نيويورك، لتحديد ما يجب على كل مرشح فعله للفوز في هذه المناظرة، إذ يتعين على المتنافسين الثلاثة معالجة الاحتياجات المتنافسة خلال المناظرة، حال أرادوا تحقيق النصر.

تحقيق “النصر”

وقال الخبير الاستراتيجي الديمقراطي جون بول لوبو: “بالنسبة لزهران، المهمة أسهل بكثير من مهمة كومو أو سليوا، عليه أن يُظهر نفس الرسالة الودية والجذابة التي تركز على القدرة على تحمل التكاليف، وعليه أن يُثبت قدرته على إدارة الحكومة بفعالية، وهناك معايير منخفضة، يجب أن يكون شعار (لا أخطاء) عنوان هذه الليلة”.

وأضاف:” كشفت المنافسة على منصب عمدة مدينة نيويورك عن الانقسامات داخل الحزب الديمقراطي، إذ يوجد صراع جيلي بين المعتدلين واليسار المتشدد، تجسده المعركة بين حاكم سابق ذي ندوب فضيحة واشتراكي ديمقراطي عديم الخبرة”.

وتابع: “يسير ممداني على حبل مشدود في ظل تفوقه باستطلاعات الرأي بأرقام مزدوجة، أما كومو فيسعى جاهداً لتقليص هذا التفوق، ومن شأن خطأ كارثي لممداني أن يُساعد كومو، الذي اعتمد على خبرته الممتدة لعقود في أروقة السلطة، على عكس عضو مجلس الولاية من المقاعد الخلفية”.

وقال لوبو: “مع ذلك، كافح كومو لتقديم رؤية مُشرقة للمدينة، وغالباً ما كان يميل إلى رسالة قاتمة رفضها الناخبون الديمقراطيون بالانتخابات التمهيدية في يونيو.. والهجوم على ممداني بشراسة، سيُواجه كومو احتمال تصنيفه مرة أخرى كشخص مُنعزل عن الواقع”.

من جانبه، قال الخبير الاستراتيجي الديمقراطي، تريب يانج، الذي عُين مؤخراً في لجنة عمل سياسي مؤيدة لممداني: “على ممداني ألا يرتكب أخطاءً، وأن يواصل مسيرته. إنه متقدم بفارق هدفين، ونحن في الربع الأخير من المباراة”.

وأضاف: “هذا يعني التمسك بالأفكار التي أوصلته إلى هذه النقطة، وأهمها القدرة على تحمل التكاليف في مدينة باهظة الثمن”. في الإطار، رأى باسل سميكل، المدير التنفيذي السابق للجنة الديمقراطية في الولاية في عهد كومو: “لطالما قلتُ إن ممداني بنى حركةً حول ترشيحه”.

بعد انسحاب إريك آدامز.. من يتفوق؟

وشهد الشهر الماضي الكثير من التقلبات، فقد تراجع إريك آدامز، الذي كانت استطلاعات الرأي تشير إلى نسبة ضئيلة لصالحه، عن ترشحه لولاية ثانية. 

ومنذ انسحاب آدامز من السباق في 28 سبتمبر، انحصرت المنافسة في 3 مرشحين فقط، ومع تصدره السباق، تأتي التحديات والتوقعات بأن كومو وسليوا سيحشدان ضد ممداني.

وأيّد ممداني الإلغاء التدريجي لبرنامج الموهوبين والمتفوقين للطلاب الأصغر سناً في المدارس الحكومية، وهي خطوة أثارت ردود فعل عنيفة، كما أن توجيه الاتهامات إلى المدعية العامة للولاية، ليتيتيا جيمس، وهي من مؤيدي ممداني، يضع كومو في مأزق محرج، حيث عجّل منصبها من سقوطه السياسي.

ورغم أن كومو مرشح لكسب أصوات جديدة، بعد أن أوقف آدامز حملته، إلا أن ممداني حافظ على تقدم كبير في استطلاعات الرأي التي لا تشمل العمدة.

ويدخل ممداني أول مناظرتين للانتخابات العامة في وضع مختلف تماماً عما كان عليه، عندما واجه كومو في البداية، وهو مرشح مخضرم بارع في تحليل حجج منافسيه.

وخلال الانتخابات التمهيدية الربيعية، كان ممداني على منصة مناظرة مزدحمة بمشاركة العديد من المرشحين المتلهفين للحصول على نصيب من كومو، المرشح الأوفر حظاً آنذاك. 

ويعتقد الاستراتيجيون أن ممداني لا ينبغي أن يُخاطر، وهو تكتيك يتماشى إلى حد كبير مع أسلوبه في إدارة حملته الانتخابية العامة التي تستهدف الفوز بولاية رئاسية العام المقبل.

مهمة كومو وسليوا 

أما كومو وعلى عكس ممداني، ستكون مهمته أكثر تعقيداً، إذ يعتقد الاستراتيجيون أن على الحاكم السابق إقناع الديمقراطيين بضرورة رفض مرشح حزبهم لصالح ترشيحه المستقل، كما يجب عليه جذب بعض ناخبي سليوا الجمهوريين الذين لا يشعرون بالارتياح تجاه مرشح حزبهم.

ومع ذلك، فإن المبالغة في محاولة استقطاب ناخبي سليوا قد تُنفّر المعتدلين، وخاصةً الديمقراطيين من ذو البشرة السمراء، الأكبر سناً الذين يُشكلون جزءاً من قاعدة يتشاركها كومو مع آدامز، وقد يكونون الآن في دائرة المنافسة في الانتخابات العامة.

وبعد أن حل سليوا ثالثاً في استطلاعات الرأي، أمضى معظم حملته الانتخابية راغباً في أن يُؤخذ على محمل الجد، إذ أصرّ على أنه لن ينسحب، حتى مع تلميحه إلى أن قوى نافذة متحالفة مع كومو عرضت عليه حوافز كالوظائف والمال للقيام بذلك.

وسيحتاج سليوا إلى تقليص دعم كومو من الناخبين غير المنتمين لأي من الحزبين، وهم كتلة كبيرة ومتنامية من سكان نيويورك، وهذا احتمال صعب، فقد أظهر استطلاع أجرته جامعة “كوينيبياك” أن معظم الناخبين قد عززوا خياراتهم قبل شهر من يوم الانتخابات.

ويواجه سليوا مهمةً شاقةً في الترشح كجمهوري في مدينةٍ زرقاء قاتمة (ديمقراطية)، إذ أنه ليس جزءاً من حركة MAGA، التي يقودها الرئيس دونالد ترمب، الذي أبدى تشككاً في مرشح حزبه.

ويحتاج سليوا إلى تحقيق التوازن الصحيح وإظهار جديته كمرشح، إذ اقترح إي أوبراين موراي، مستشار الحزب الجمهوري الذي يدير لجنة عمل سياسي مؤيدة لسليوا: “اخرج دون قبعة، وسيراك الناس كشخصٍ جاد. ثم ارتدِها ليتعرف عليك الناس”.

ويعرف سليوا كومو منذ سنوات، ولديه ميلٌ لإزعاجه، فقد اقتحم ذات مرة مؤتمر الحزب الديمقراطي عقده كومو عام 2010، مرتدياً تاجاً وعباءة ملكية.

شاركها.