استضاف الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الأربعاء، عشرات من كبار رجال الأعمال في مأدبة فاخرة بالبيت الأبيض، ضمن حملة لجمع مئات الملايين من الدولارات لبناء قاعة احتفالات جديدة تُقدر تكلفتها بنحو 200 مليون دولار ضمن الجناح الشرقي للمقر الرئاسي، قبل أن يعلن “تغطية تكاليف المشروع بالكامل بفضل سخاء الحاضرين”.
وضمّ الحفل، الذي أقيم في القاعة الشرقية، ممثلين عن نحو 20 شركة كبرى، من بينها شركات التكنولوجيا العملاقة أمازون وآبل وميتا وجوجل ومايكروسوفت وبالانتير Palantir، إلى جانب شركتي التبغ ألتريا Altria ورينولدز أميركان Reynolds American، وشركات الاتصالات تي-موبايل T-Mobile وكومكاست Comcast، وفقاً لقائمة حصلت عليها شبكة CBS News من البيت الأبيض.
كما حضر اللقاء عدد من أبرز رجال الأعمال الأميركيين، بينهم هارولد هام، إمبراطور صناعة النفط، وبيبي فانخول، الصناعي المعروف في مجال السكر، وإدوارد جليزر وزوجته شاري، مالكا نادي تامبا باي بوكانييرز Tampa Bay Buccaneers لكرة القدم الأميركية.
وشهدت المأدبة حضوراً قوياً لممثلي قطاع العملات المشفرة، الذي تسعى إدارة ترمب إلى توطيد علاقاتها به، من بينهم مسؤولو شركات كوينبيس Coinbase وريبل Ripple وتيذر Tether، إضافة إلى الأخوين كاميرون و تايلر وينكلفوس، مؤسسي منصة جيميني Gemini لتداول العملات الرقمية.
ولم يُعرف بعد عدد الحاضرين الذين قدموا تبرعات فعلية لمشروع القاعة، الذي تُقدر تكلفته بنحو 200 مليون دولار، إلا أن ترمب شكر الحاضرين على سخائهم قائلاً إن تكاليف المشروع قد تم تغطيتها بالكامل. وأضاف مازحاً: “الكثير منكم كان كريماً للغاية .. بعضكم قال لي: سيدي، هل 25 مليون دولار مبلغ مناسب؟ فقلت: سآخذها بكل سرور”.
“مضادة للرصاص”
وكانت إدارة ترمب قد أعلنت في الصيف الماضي خططها لبناء قاعة احتفالات بمساحة 90 ألف قدم مربعة في الجناح الشرقي للبيت الأبيض، وبدأ العمل فعلياً في المشروع الشهر الماضي.
وتؤكد الإدارة أن المشروع يمثل توسعة ضرورية طال انتظارها لتسهيل إقامة الفعاليات الكبرى، مثل حفلات العشاء الرسمية. وأوضح ترمب خلال المأدبة أن القاعة الجديدة ستتسع لما يصل إلى 999 ضيفاً، وستُزود بنوافذ مضادة للرصاص من جميع الجهات.
وأكد البيت الأبيض أن المشروع يموّل بالكامل من تبرعات القطاع الخاص دون الاعتماد على أموال دافعي الضرائب، بحسب ما نقلته شبكة CBS News الشهر الماضي.
وتعهدت عدة شركات كبرى بتقديم 5 ملايين دولار أو أكثر، من بينها جوجل التي وافقت على التبرع بـ 22 مليون دولار الشهر الماضي لتسوية دعوى قضائية رفعها ترمب ضدها بشأن تعليق حسابه على منصة يوتيوب عقب أحداث اقتحام الكابيتول في السادس من يناير عام 2021.
كما ساهمت شركات بووز ألن هاملتون Booz Allen Hamilton ولوكهيد مارتن Lockheed Martin وبالانتير Palantir ونكست إيرا إنرجي NextEra Energy في تمويل المشروع. ويتعاون البيت الأبيض مع منظمة غير ربحية تُعرف باسم “Trust for the National Mall” للإشراف على عملية جمع التبرعات.
ووفقاً لمصادر تحدثت إلى الشبكة الأميركية، سيحصل المانحون على نوع من التقدير الرسمي، قد يتمثل في نقش أسمائهم على الطوب أو الحجر داخل القاعة الجديدة، في خطوة أثارت جدلاً واسعاً حول الطابع الرمزي للمشروع.
لكن الحملة لم تخلُ من الانتقادات السياسية، إذ تساءلت السيناتور الديمقراطية إليزابيث وارن في منشور على منصة “إكس”: “هل يعتقدون أننا سذج لدرجة أن نصدق أنهم يمنحون أموالهم مجاناً؟”، في إشارة إلى علاقة المصالح المحتملة بين الشركات المانحة والإدارة الحالية.
قوس نصر على ضفة فرجينيا
وخلال المناسبة، عرض ترمب تصاميم مقترحة لقوس نصر ضخم من المقرر تشييده على الجانب الواقع في ولاية فرجينيا مقابل العاصمة واشنطن، عند جسر أرلينجتون التذكاري.
ويُعد مشروع القاعة جزءاً من سلسلة مشروعات ترميم وتوسعة ينفذها ترمب منذ عودته إلى البيت الأبيض مطلع هذا العام. فقد أشرف على تركيب أعمدة أعلام ضخمة في الساحة، وحوّل حديقة الورود (Rose Garden) إلى فناء مفتوح، وأعاد تزيين المكتب البيضاوي بديكور ذهبي اللون، كما أنشأ “ممشى الرؤساء” (Presidential Walk of Fame) الذي يتضمن صور جميع الرؤساء الأميركيين السابقين، باستثناء جو بايدن الذي تم تمثيله بصورة لقلم توقيع آلي (autopen) فقط.
وفي الأيام الماضية، لمَّح ترمب إلى رغبته في بناء قوس نصر ضخم في ولاية فرجينيا على ضفة نهر بوتوماك المقابلة لنصب لينكولن التذكاري في واشنطن العاصمة.
وخلال مأدبة الأربعاء، عرض ترمب على ضيوفه نموذجاً مصغراً لقوس النصر، كما استعرضه في وقت سابق من اليوم نفسه خلال فعالية بالمكتب البيضاوي. وقد حمل النموذج اسم “قوس الاستقلال” (Independence Arch).
وعندما سأله مراسل شبكة CBS إد أوكيف عن الجهة التي سيكون القوس تخليداً لها، أجاب ترمب مبتسماً: “لي أنا”. وأضاف الرئيس الأميركي وهو يصف المشروع: “سيكون جميلاً جداً”.