قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الجمعة، إن شكل اللقاء المرتقب مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في العاصمة المجرية بودابست لا يزال قيد التباحث، مشدداً على حاجة الولايات المتحدة إلى الأسلحة المرسلة إلى كييف، فيما أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن بلاده بحاجة ماسة إلى صواريخ “توماهوك” الأميركية بعدما قال ترمب إنها “مهمة جداً، ولا نريد أن نعطي أشياء نحتاجها لحماية بلدنا”.
وعن سبب اختيار المجر لاستضافة اللقاء المرتقب، قال ترمب خلال استقباله زيلينسكي في البيت الأبيض: “نحن نحب (رئيس الوزراء المجري) فيكتور أوربان.. إنها دولة آمنة، وقامت بعمل جيد جداً”.
وفي ما يتعلق بإمكانية أن تكون “قمة بودابست” ثلاثية تجمعه بكل من بوتين وزيلينسكي، قال ترمب: “الأمر لم يُحسم بعد، لكن يمكنني القول إن الاحتمال الأكبر هو أن يكون لقاءً ثنائياً.. سيكون لقاءً ثنائياً، لكننا سنبقي زيلينسكي على تواصل، وهناك الكثير من التوتر بين الرئيسين، وليس سراً حينما أقول إن الوضع بينهما صعب جداً”.
وأضاف: “هذان الزعيمان لا يحبّان بعضهما أبداً، ونريد أن نجعل الأجواء مريحة للجميع. لذلك، بطريقة أو بأخرى، سيكون هناك تنسيق ثلاثي، لكن قد تكون اللقاءات منفصلة”.
وذكر ترمب أنه يعتقد بأن “بوتين يريد إنهاء الحرب”، مضيفاً: “ولو لم يكن كذلك، لما كنت أتحدث بهذه الطريقة.. أعتقد أنه يريد إنهاء الحرب.. لقد تحدثت معه بالأمس لمدة ساعتين ونصف، وتناولنا الكثير من التفاصيل، وهو يريد إنهاءها، وأعتقد أن زيلينسكي يريد إنهاءها أيضاً، والآن علينا أن ننجز ذلك”.
وكان ترمب أعلن عن عقد القمة في أعقاب مكالمة هاتفية، الخميس، استمرت لأكثر من ساعتين مع بوتين بشأن حرب روسيا في أوكرانيا، والتي وصفها الرئيس الأميركي بـ”البناءة”.
وقال ترمب خلال استقباله زيلينسكي إنه “لشرف كبير أن أكون مع قائد قوي، رجل مر بالكثير، ورجل تعرّفت عليه جيداً”، مضيفاً: “كما تعلمون، أجرينا أمس مكالمة كبيرة مع بوتين، وسنتحدث عنها”.
ويرى الرئيس الأميركي أن زيلينسكي “تحمّل الكثير، ونحن أيضاً تحملنا معه، بصراحة لقد مر وقت طويل، وأعتقد أننا نحقق تقدماً كبيراً، وسنتحدث عن ذلك اليوم”.
وتابع: “سنتحدث عمّا جرى أمس في مكالمتي الهاتفية مع بوتين، وأعتقد أن الأمور تسير بشكل جيد.. لقد بدأت العملية من ألاسكا، حيث جرى في رأيي مناقشة بعض الخطوط العريضة، ونريد أن نرى ما إذا كنا قادرين على إنجاز هذا الأمر”، إشارة إلى قمة عقدت بين ترمب وبوتين في ولاية ألاسكا الأميركية في أغسطس الماضي.
بوتين وكسب الوقت
وفي رده على سؤال حول ما إذا كان قلقاً من أن بوتين يحاول كسب المزيد من الوقت، قال ترمب: “أنا قلق، لقد تعاملت طوال حياتي مع أمهر من يحاولون عمل ذلك، وخرجت من المواقف دائماً بشكل جيد.. من الممكن أن يمنح نفسه بعض الوقت، لا بأس في ذلك”.
وحول ما إذا كان التهديد بتزويد كييف بالصواريخ هو ما دفع بوتين للتفاوض قال ترمب: “لا أعرف ما الذي دفعه لذلك.. أعتقد أنه يريد إبرام اتفاق، هذا كل ما في الأمر.. لا أستطيع أن أقول ما الذي يجعله يقدم على ذلك.. بالتأكيد، التهديد بهذا الأمر مفيد، لكنه موجود دائماً”.
ويرى الرئيس الأميركي أن “صواريخ توماهوك أسلحة خطيرة جداً ومذهلة.. وهي من بين الأسلحة الأدق على الإطلاق”، مؤكداً في الوقت نفسه، أن “صواريخ توماهوك مهمة جداً، لكن يجب أن أقول إننا نريدها أيضاً، ولا نريد أن نعطي أشياء نحتاجها لحماية بلدنا”.
وفي المقابل، أكد زيلينسكي، أن بلاده تمتلك آلاف الطائرات العسكرية المسيّرة، لكنها تفتقر إلى الصواريخ القوية التي تصنعها الولايات المتحدة، مقترحاً أن يتعاون البلدان لتحقيق أهدافهما العسكرية المشتركة.
وعند سؤاله عمّا إذا كانت الولايات المتحدة مهتمة بمثل هذا التعاون، أجاب الرئيس الأميركي قائلاً: “نحن مهتمون”.
وأضاف ترمب، أن “الطائرات المسيّرة أصبحت مهمة خلال السنوات القليلة الماضية بسبب الحرب بين روسيا وأوكرانيا”.
زيلينسكي يشكر ترمب
من جانبه، قال الرئيس الأوكراني لترمب: “لا أظن أنه بوتين حقاً في وضع قوي، لكنني واثق أنه بمساعدتكم (ترمب) يمكننا إيقاف هذه الحرب، ونحن بحاجة ماسة إلى ذلك، ونرى أنهم لا يحققون نجاحات في أرض المعركة، وهذا أمر جيد، وأعتقد أنهم حالياً يسيئون التقدير، ولديهم خسائر كبيرة بشرية، واقتصادية”.
وأضاف: “أعتقد أن هذه لحظة مهمة جداً، وأردت أن أشكرك (ترمب). بعد مكالمتنا الهاتفية بالأمس، أُتيحت لي فرصة جيدة للقاء شركات الطاقة الأميركية الكبرى، وهم مستعدون لمساعدتنا، نعم، بعد كل هذه الهجمات على بنيتنا التحتية من قبل روسيا وغيرها”.
وتابع الرئيس الأوكراني: “كما عقدنا اجتماعات مع شركات مهمة في قطاع الدفاع، وتحدثنا عن الدفاع الجوي، وأرغب في أن أشاركك لاحقاً تفاصيل حول وضعنا في هذا الملف”.
وأثارت نبرة ترمب التصالحية بعد الاتصال الذي أجراه مع بوتين، الخميس، تساؤلات حول فرص واحتمالات تقديم المساعدة لأوكرانيا على المدى القريب، كما أججت المخاوف الأوروبية من إبرام اتفاق يخدم مصالح موسكو، بحسب وكالة “رويترز”.
وقال الكرملين، الجمعة، إن قمة بوتين وترمب قد تعقد في غضون أسبوعين أو بعد ذلك بقليل، لكنه شدد على أن هناك الكثير من الأمور التي يجب حسمها قبل تحديد موعد دقيق.
وتحدث رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان مع ترمب، الخميس، ثم مع بوتين الجمعة، وقال إن الاستعدادات “تمضي على قدم وساق”.
وذكر أوربان، أنه ينبغي على أوروبا فتح قنواتها الدبلوماسية مع روسيا، واتهم الاتحاد الأوروبي مجدداً بأنه يتخذ ما وصفه “بموقف مؤيد للحرب” على حساب أوكرانيا.