قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إن لقاءه مع فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض، الجمعة، كان “مثيراً للاهتمام وودياً”، فيما أوضح الرئيس الأوكراني أن الجانبين بحثا مجموعة واسعة من القضايا، أبرزها الدفاع الجوي، وآلية تطوير الإنتاج العسكري المشترك بين البلدين، وسط دعم ألماني وأوروبي لكييف “في مسار تحقيق السلام”.

وأشار ترمب في منشور عبر منصة “تروث سوشيال” إلى أنه أبلغ الرئيس الأوكراني كما أبلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اتصال هاتفي، الخميس، بضرورة “وقف القتل والتوصل إلى اتفاق” بين البلدين.

وأضاف: “دعوا الطرفين يعلنان النصر، ودعوا التاريخ يقرر، لا مزيد من إطلاق النار، لا مزيد من الموت، لا مزيد من إنفاق الأموال الطائلة وغير المستدامة”.

وختم ترمب المنشور بالقول: “هذه حرب ما كان لها أن تبدأ لو كنت أنا الرئيس.. آلاف الأشخاص يُقتلون كل أسبوع، كفى، عودوا إلى عائلاتكم بسلام”.

 “لقاء مثمر وطويل” 

من جهته، قال زيلينسكي في مؤتمر صحافي خارج البيت الأبيض عقب لقاءه مع ترمب، إن الاجتماع كان “مثمراً وطويلاً” وتناول مجموعة واسعة من القضايا، أبرزها الدفاع الجوي، وآلية تطوير الإنتاج العسكري المشترك بين البلدين.

وأضاف: “تحدثنا عن الدفاع الجوي، وهو أمر مهم بالنسبة لنا. وحتى الآن، وبينما نحن نتحدث، هناك الكثير من الطائرات المسيرة التي تهاجم المدنيين والأسر والأطفال في أوكرانيا”.

وأوضح الرئيس الأوكراني أن البلدين “سيعملان بشكل أكبر في مجال الإنتاج العسكري”، مشيراً إلى أنه ناقش مع ترمب مسألة “الأسلحة بعيدة المدى”، وأكد أنه لن يتحدث عن تفاصيلها “لأن الولايات المتحدة لا ترغب في أي تصعيد”، على حد قوله.

وذكر أنه جرى التطرق خلال اللقاء إلى “قمة بودابست” المرتقبة بين ترمب وبوتين، مشيراً إلى أن الرئيس الأميركي شارك معه بعض ما تمت مناقشته مع الجانب الروسي، قائلاً: “نفهم أن الإشارات القادمة من روسيا ليست جديدة بالنسبة لنا، لكننا نعتمد على الرئيس ترمب وعلى ضغطه على بوتين لوقف هذه الحرب.. ونحن نثق بأن ترمب يريد إنهاءها”.

وأعرب زيلينسكي عن انفتاحه على عقد محادثات بصيغ ثنائية أو ثلاثية بين البلدان الثلاثة، مؤكداً استعداده لأي نوع من الصيغ التي يمكن أن تقرّب بلاده من تحقيق السلام.

من جهته، قال مسؤول أوكراني، إن زيلينسكي أجرى اتصالاً افتراضياً مع عدد من القادة الأوروبيين لإحاطتهم بنتائج لقائه مع ترمب في البيت الأبيض.

وأوضح المسؤول في تصريحات لشبكة CNN أن “اللقاء بين زيلينسكي وترمب استمر أكثر من ساعتين، عرض خلاله الرئيس الأوكراني على نظيره الأميركي عدة خرائط تتعلق بالأوضاع الميدانية”.

دعم أوروبي

من جهته، قال المستشار الألماني فريدريش ميرتس، إن زيلينسكي “يحظى بدعم كامل من ألمانيا وشركائها الأوروبيين في مسار تحقيق السلام”، مضيفاً: “عقب لقاءه (زيلينسكي) بالرئيس ترمب، قمنا بتنسيق الخطوات التالية وسنواصلها”.

وشدد ميرتس على منصة “إكس”، على أن “ما تحتاجه أوكرانيا الآن هو خطة سلام”.

وعقدت القمة بين ترمب وزيلينسكي في مسعى لحصول أوكرانيا على صواريخ “توماهوك” الأميركية بعيدة المدى، وبعد وقت وجيز من الإعلان المفاجئ عن عقد قمة بين ترمب وبوتين في بودابست، وهو ما أضعف فيما يبدو فرص حصول الزعيم الأوكراني على ما يريد.

وفي تصريحات مشتركة، قال ترمب إنه يتمنى انتهاء الحرب الروسية الأوكرانية بدون صواريخ “توماهوك”، فيما قال زيلينسكي إن بلاده بحاجة لهذه الصواريخ.

وعن سبب اختيار المجر لاستضافة اللقاء المرتقب مع بوتين، قال ترمب خلال استقباله زيلينسكي في البيت الأبيض: “نحن نحب (رئيس الوزراء المجري) فيكتور أوربان.. إنها دولة آمنة، وقامت بعمل جيد جداً”.

وفي ما يتعلق بإمكانية أن تكون “قمة بودابست” ثلاثية تجمعه بكل من بوتين وزيلينسكي، قال ترمب: “الأمر لم يُحسم بعد، لكن يمكنني القول إن الاحتمال الأكبر هو أن يكون لقاءً ثنائياً.. سيكون لقاءً ثنائياً، لكننا سنبقي زيلينسكي على تواصل، وهناك الكثير من التوتر بين الرئيسين، وليس سراً حينما أقول إن الوضع بينهما صعب جداً”.

وكان ترمب أعلن عن عقد القمة مع بوتين في أعقاب مكالمة هاتفية، الخميس، استمرت لأكثر من ساعتين بشأن حرب روسيا في أوكرانيا، ووصف الرئيس الأميركي المحادثة بأنها “بناءة”.

ولم يتضح بعد ما قاله بوتين لترمب ودفعه للموافقة على عقد الاجتماع، بعد أن انتهت قمة بينهما في ولاية ألاسكا الأميركية في أغسطس الماضي، دون تحقيق تقدم يذكر.

وفي وقت سابق، قال ترمب للصحافيين في البيت الأبيض: “طوال حياتي، أبرم صفقات.. أعتقد أننا سنبرم هذه الصفقة، ونأمل أن يكون ذلك في أقرب وقت ممكن”.

وأوضح الكرملين، أنه لا يزال هناك الكثير من الأمور التي يتعين حسمها، وأن القمة بين بوتين وترمب قد تعقد “في وقت متأخر بعض الشيء” عن فترة الأسبوعين التي ذكرها ترمب.

وأثارت نبرة ترمب التصالحية بعد الاتصال الذي أجراه مع بوتين تساؤلات حول فرص واحتمالات تقديم المساعدة لأوكرانيا على المدى القريب، كما أججت المخاوف الأوروبية من إبرام اتفاق يخدم مصالح موسكو، وفق “رويترز”، وقال متحدث باسم الاتحاد الأوروبي، إنه يرحب بالمحادثات إذا كان هدفها المساهمة في إحلال السلام في أوكرانيا.

الحرب الروسية الأوكرانية

وقال بوتين في وقت سابق هذا الشهر، إن قواته سيطرت على ما يقرب من 5 آلاف كيلومتر مربع من الأراضي في أوكرانيا في 2025، أي ما يعادل إضافة 1% من أراضي أوكرانيا إلى ما يقرب من 20% من الأراضي التي تسيطر عليها موسكو بالفعل.

وكثف الطرفان هجماتهما على منظومة الطاقة في البلدين، وضلت طائرات مسيرة وأخرى مقاتلة روسية طريقها إلى دول في حلف شمال الأطلسي.

وتزايد إحباط البيت الأبيض في الأيام القليلة الماضية فيما يبدو من بوتين ويميل إلى منح زيلينسكي دعماً جديداً، لكن ترمب قال عن الصواريخ في تصريحاته للصحافيين بعد المحادثة الهاتفية مع بوتين: “نحن بحاجة إليها أيضاً”.

شاركها.