لا يخفى على أحد حجم التحديات التي تواجه البيئة في شتى أنحاء العالم، بما في ذلك تغير المناخ والتلوث، وما يرتبط بهما من قضايا أخرى تتعلق بصحة المجتمعات وجودة الحياة. وهذا ما يعكس أهمية تدشين المبادرات النوعية في سياق التوجهات العالمية والوطنية، ليس لمواجهة الآثار المترتبة فحسب، بل لتقوية سبل الوقاية وحماية البشر وتحقيق التنمية المستدامة بأفضل النماذج.
من هنا، تظهر ضرورة تسليط الضوء على أحد أهم المبادرات الوطنية الريادية في مملكة البحرين، وهي مبادرة «أسبوع الشجرة» الذي يُحتفل به في الأسبوع الثالث من شهر أكتوبر من كل عام. هذه المبادرة، التي أطلقها صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، حفظه الله ورعاه، تمثل دعماً لعدة توجهات استراتيجية، منها خطة العمل الوطنية لتحقيق الحياد الكربوني وخطة التشجير الوطني.
ومن الجدير بالذكر أن هذه المبادرات النوعية تتوافق وتنسجم بشكل فعال مع أهداف التنمية المستدامة، وخصوصاً الهدف الـ11 الذي يركّز على جعل المدن والمستوطنات البشرية شاملة وآمنة ومستدامة، والهدف 15 الذي يسعى لحماية النظم الإيكولوجية البرية وترميمها، والهدف الـ13 لمواجهة أزمة تغير المناخ وعواقبها.
من الجانب البيئي، تمثل مبادرات التشجير والزراعة عاملاً أساسياً لتقليل نسب الانبعاثات الكربونية وتحسين جودة الهواء، مما يساهم في تحقيق أهداف الحياد الصفري للكربون وتقليل آثار تغير المناخ. كما أن التشجير يضفي جمالية رائعة على الأماكن التي يقيم فيها البشر، ويسهم في تلطيف وتنقية الأجواء. هذه الإيجابيات ة ارتباطاً وثيقاً بصحة الأفراد، وهي عامل مؤثر في تقليل مخاطر بعض الأمراض المزمنة، إذ إن البيئة وصحة الإنسان يرتبطان ارتباطاً وثيقاً لا يمكن فصلهما. إضافةُ إلى التأثير الإيجابي لممارسات التشجير على البيئة، فإنه يستحق الحديث عن آثارها المباشرة على صحة الأفراد.
* عضو مجلس إدارة جمعية أصدقاء الصحة