قدم حاكم ألاسكا طلباً إلى البيت الأبيض لإعلان “كارثة كبرى” في الولاية، إثر الأضرار التي لحقت بقراها المائية جراء فيضانات اجتاحتها نهاية الأسبوع الماضي بسبب إعصار مدمر، إذ كانت بالغة إلى حد جعل العديد من النازحين، الذين تجاوز عددهم ألفي شخص غير قادرين على العودة إلى منازلهم قبل مرور 18 شهراً على الأقل، بحسب وكالة “أسوشيتد برس”. 

ويمكن لإعلان حالة الكارثة الكبرى من قبل الرئيس دونالد ترمب أن يتيح برامج دعم فيدرالية للأفراد والبنى التحتية العامة، بما في ذلك تمويل الأعمال الطارئة والدائمة.

وأرسل أعضاء وفد ألاسكا الثلاثة في الكونجرس، الجمعة، رسالة إلى ترمب يناشدونه فيها بسرعة بالموافقة على إعلان الكارثة.

وقال مايك دنليفي إنه في قرية كيبنوك، أكثر المناطق تضرراً، أظهر تقييم أولي أن 121 منزلاً أي نحو 90% من إجمالي المنازل دُمر، أما في قرية كويجيلينجوك، حيث جرفت الفيضانات نحو 30 منزلاً، بات أكثر من ثلث المساكن غير صالح للسكن.

وأضاف دنليفي إن بقايا إعصار “هالونج” ضربت المنطقة بعنف يعادل إعصاراً من الفئة الثانية، ما أدى إلى اندفاع أمواج عاتية نحو المناطق المنخفضة، إذ أسفرت العاصفة عن مقتل شخص واحد وفقدان اثنين، فيما أنقذت فرق الإنقاذ عشرات السكان بعدما جرفت المياه منازلهم بعيداً. 

وأفادت “أسوشيتد برس” بأن المسؤولين يسابقون الزمن لإجلاء السكان جواً من القرى الغارقة التي يقطنها أبناء ألاسكا الأصليون، إذ لجأ أكثر من 2000 شخص في أنحاء المنطقة إلى مدارس داخل قراهم أو إلى بلدات أكبر في جنوب غرب الولاية، بينما نُقل آخرون بطائرات عسكرية إلى مدينة أنكوراج، أكبر مدن ألاسكا. 

1600 نازح

 وقال مسؤولو “أنكوراج”، الجمعة، إنهم يتوقعون وصول ما يصل إلى 1600 نازح، وأن نحو 575 شخصاً جرى نقلهم حتى الآن إلى المدينة بواسطة الحرس الوطني في ألاسكا، حيث يقيمون مؤقتاً في صالة رياضية أو مركز مؤتمرات.

ويعمل المسؤولون على إيجاد طريقة لنقل النازحين من مراكز الإيواء إلى أماكن إقامة مؤقتة مثل الفنادق، تمهيداً لإسكانهم في مساكن أطول أمداً، وأعرب مسؤولو مدينة أنكوراج وقياداتها الاقتصادية، عن استعدادهم لمساعدة النازحين. 

وقال دنليفي: “نظراً لعامل الوقت والمسافة والجغرافيا والظروف الجوية في المناطق المتضررة، فمن المرجح أن العديد من الناجين لن يتمكنوا من العودة إلى مجتمعاتهم هذا الشتاء”. 

وأضاف: “الوكالات تعطي الأولوية للإصلاحات العاجلة… لكن من المحتمل أن بعض المجتمعات المتضررة لن تكون صالحة للسكن خلال الشتاء، في ظل المناخ الأقسى في الولايات المتحدة بالمنطقة القطبية”.

وبدأت الحكومة الفيدرالية بالفعل بتقديم المساعدة في عمليات البحث والإنقاذ وتقييم الأضرار والاستجابة البيئية ودعم جهود الإجلاء.

واجتاحت العاصفة منطقة قليلة السكان تقع خارج شبكة الطرق الرئيسة في الولاية، حيث لا يمكن الوصول إلى القرى في هذا الوقت من العام إلا جواً أو عبر المياه.

وتضم تلك القرى عادة بضع مئات من السكان الذين يعتمدون على الصيد لتأمين معظم غذائهم، بينما سيجبرهم الانتقال إلى المدن الكبرى في الولاية على التأقلم مع نمط حياة مختلف تماماً. 

شاركها.