شهدت قرية الحصص التابعة لمركز شربين بمحافظة الدقهلية حادثًا مأساويًا هز مشاعر الأهالي بعد أن لقي طالب بالمرحلة الإعدادية مصرعه على يد زميله طعنًا بمفك خلال مشاجرة نشبت بينهما داخل القرية، في واقعة صادمة تعكس تفشي ظاهرة العنف بين المراهقين وغياب الوعي المجتمعي بخطورة السلوك العدواني في هذه السن الصغيرة.

وتعود تفاصيل الواقعة عندما تلقى اللواء مدير أمن الدقهلية إخطارًا من اللواء مدير المباحث الجنائية بورود بلاغ من مستشفى شربين العام بوصول الطالب زياد السعيد علي الشافعي، 14 عامًا، طالب بالصف الثاني الإعدادي، مصابًا بجرح قطعي عميق في الرأس نتيجة الاعتداء عليه بواسطة أداة حادة “مفك”، وقد لفظ أنفاسه الأخيرة متأثرًا بإصابته قبل وصوله إلى قسم الطوارئ.

وعلى الفور، انتقلت الأجهزة الأمنية إلى موقع الحادث بقيادة رئيس مباحث مركز شرطة شربين، وتم فرض كردون أمني في محيط المنطقة، كما جرى استدعاء فريق من المباحث الجنائية للمعاينة الميدانية وسماع أقوال الشهود من أهالي القرية الذين تجمعوا في حالة من الصدمة والذهول جراء ما حدث بين طالبين لم يتجاوزا الخامسة عشرة من عمرهما.

وكشفت التحريات الأولية أن مشادة كلامية نشبت بين المجني عليه وزميله أثناء وجودهما في أحد الشوارع القريبة من منزليهما، تطورت إلى مشاجرة بالأيدي، قام خلالها أحدهما باستخدام أداة حادة “مفك” كانت بحوزته، وسدد بها ضربة قاتلة في رأس المجني عليه، ليسقط غارقًا في دمائه وسط صراخ الأهالي الذين أسرعوا بنقله إلى المستشفى، لكنه كان قد فارق الحياة متأثرًا بالإصابة.

وأكدت مصادر أمنية أن قوات الشرطة نجحت في تحديد هوية المتهم وضبطه بعد ساعات قليلة من وقوع الحادث، حيث تم اقتياده إلى مركز الشرطة للتحقيق معه، بينما تمت إحالة الواقعة إلى النيابة العامة التي أمرت بتشريح الجثمان لبيان سبب الوفاة بدقة، وطلبت تحريات المباحث حول ظروف وملابسات الواقعة.

وأعرب عدد من أهالي القرية عن حزنهم الشديد لما جرى، مؤكدين أن الطالب الضحية كان معروفًا بحسن خلقه وهدوئه، وأن الحادث ترك حالة من الحزن والصدمة بين زملائه ومعلميه، مشيرين إلى ضرورة تكثيف حملات التوعية داخل المدارس ومراكز الشباب لترسيخ قيم التسامح ونبذ العنف بين الطلاب.

وتكثف الأجهزة الأمنية بمحافظة الدقهلية جهودها حاليًا لاستكمال التحقيقات وسماع أقوال الشهود وأصدقاء الطالبين للوقوف على أسباب الخلاف الذي أدى إلى هذه الجريمة المروعة التي هزت أرجاء شربين.

شاركها.