21 أكتوبر 2025Last Update :
صدى الاعلام-دخل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، اليوم الثلاثاء، سجن “لاسانتيه” الباريسي بعد شهر تقريبًا على صدور حكم بسجنه خمس سنوات لإدانته بالحصول على تمويل غير قانوني من ليبيا لحملته الانتخابية.
ولم يسبق أن دخل أي رئيس دولة في الاتحاد الأوروبي إلى السجن، فيما أمضى البرازيلي لولا دا سيلفا والجنوب إفريقي جايكوب زوما فترات وراء القضبان بعد مغادرتهما السلطة.
سجن لاسانتيه في جنوب باريس
وبحسب وكالة “فرانس برس”، وصل ساركوزي البالغ 70 عامًا إلى سجن لاسانتيه في جنوب باريس صباح اليوم، وقد هتف سجناء من زنزانتهم “أهلًا بك ساركوزي”.
كان ساركوزي غادر برفقة زوجته كارلا بروني مقر إقامته في حي راقٍ في غرب باريس حيث تجمع أنصار له هتفوا “افرجوا عن نيكولا”.
وحُكم على ساركوزي الذي كان رئيسًا لفرنسا بين العامين 2007 و2012، في أواخر سبتمبر بالسجن خمس سنوات بعدما أدين بالسماح لأقرب معاونَين له حين كان وزيرًا للداخلية هما بريس أورتوفو وكلود جيان للحصول على تمويل غير قانوني لحملته الانتخابية، ولم يتلق في النهاية هذا التمويل.
وجدّد ساركوزي التأكيد عبر منصة إكس اليوم: “لا يُسجن رئيس سابق للجمهورية، بل شخص بريء”.
حبس ساركوزي
وفي انتظار إفراج محتمل، سيواجه ساركوزي العزلة، إذ ينص نظام الحبس الانفرادي على نزهة واحدة في اليوم في باحة صغيرة لا تتجاوز مساحتها بضعة أمتار مربعة، مع إمكان وصوله إلى واحدة من قاعات الرياضة الثلاث في السجن أو إلى القاعة المستخدمة كمكتبة.
وفي سجن “لا سانتيه” بباريس، الذي كان من بين نزلائه المناضل اليساري كارلوس الثعلب والزعيم البنمي مانويل نورييجا، من المرجح أن يُحتجز ساركوزي في وحدة العزل، حيث يوضع السجناء في زنازين منفردة ويمارسون الأنشطة خارجها بمعزل عن بعضهم بعضًا لأسباب أمنية.
وتتشابه الظروف مع بقية السجن، حيث تتراوح مساحة الزنازين بين تسعة إلى 12 مترًا مربعًا، وأصبحت تضم بعد التجديدات حمامات خاصة، وسيحصل ساركوزي على تلفزيون مقابل رسوم شهرية وهاتف أرضي.
وأثار القضاة في 25 سبتمبر الذهول في قاعة المحاكمة بإصدارهم أمرًا بإيداعه السجن بالتزامن مع حكم إدانته بـ”التآمر الجنائي”، بدون انتظار محاكمة الاستئناف.
وتذرعوا بـ”خطورة الوقائع الاستثنائية” ليحددوا للرئيس السابق مهلة قصيرة فقط لترتيب أوضاعه قبل دخوله السجن.
وإن كانت المحكمة أقرت بأنه لم يتم التثبت من وصول أموال في نهاية المطاف إلى صناديق حملة ساركوزي، إلا أنها أفادت في الحكم بأن التحقيق كشف عن حركة أموال انطلاقًا من ليبيا “بهدف تمويل” الحملة.
الإفراج عن ساركوزي
وقال محاموه في تصريحات أوردتها “فرانس برس”، إنَّ ساركوزي تقدم بطلب للافراج عنه فورًا بعد دخوله السجن، وسيكون أمام محكمة الاستئناف شهرين للنظر في طلب الإفراج الموقت عن ساركوزي، لكن من المتوقع أن تعقد الجلسة بشكل أسرع.
وخلال تنقلاته للذهاب مثلًا إلى غرفة الزيارات أو لمعاينة طبيب، سيكون برفقة حارس واحد على الأقل وستفرض إجراءات معروفة بـ”الحجب” لمنع أي تواصل مع سجناء آخرين.
دعم من اليمين ولقاء مع ماكرون
وتلقى ساركوزي الذي يعتبر شخصية مرجعية في اليمين الفرنسي ويستشيره قادته بانتظام، دعم معسكره، وقد زار الجمعة قصر الإليزبه حيث استقبله إيمانويل ماكرون الذي صرّح بأن هذا اللقاء طبيعي على الصعيد الإنساني.
وقال وزير العدل جيرالرد دارمانان وهو مقرّب من الرئيس السابق إنه سيزوره في السجن، معربًا عن قلقه من “الجوانب الأمنية” خلال سجنه.
أخبر ساركوزي صحيفة “لوفيجارو” أنه سيأخذ معه 3 كتب في أسبوعه الأول خلف القضبان، منها رواية “لو كونت دي مونتي كريستو”، أو “الكونت مونتي كريستو” لألكسندر دوما، وهي قصة رجل سجن ظلمًا ويخطط للانتقام ممن خانوه.
وأثار قرار سجن الرئيس السابق غضب حلفاء ساركوزي السياسيين واليمين المتطرف، ومع ذلك، يعكس الحكم تحولًا في نهج فرنسا في التعامل مع جرائم كبار المسؤولين بعد الإصلاحات التي أدخلتها الحكومة الاشتراكية السابقة، ففي التسعينيات من القرن الماضي والعقد الأول من القرن الحالي، تجنب عدد من الساسة المدانين السجن تمامًا.