أعلن “الحرس الوطني” في السويداء، وهو الهيكل العسكري الذي أسسه الرئيس الروحي للطائفة الدرزية، حكمت الهجري، تعليق الدوام المدرسي، معللًا ذلك بالحرص على أمن الطلاب وسلامة الكوادر التعليمية.

وأرجع “الحرس” في توضيح نشره عبر “فيسبوك”، الثلاثاء 21 من تشرين الأول، تعليق الدوام إلى الظروف الأمنية في المحافظة في ضوء ما أسماه التصعيد الذي تقوم به ما وصفها بـ”سلطة الجولاني” في إشارة إلى القوات الحكومية.

واتهم الحكومة السورية باستخدام الطائرات المسيّرة في تنفيذ عمليات “عدائية”، بعضها استهدف مناطق مأهولة بالقرب من المدارس، ما يشكل “تهديدًا مباشرًا لحياة وسلامة الطلاب”، وفق “الحرس”.

وقال إنه أسقط عددًا من تلك الطائرات، إلا أن استمرار ما وصفه بـ”الخروقات” فرض عليه اتخاذ إجراءات “وقائية صارمة” لحماية الجبهة الداخلية، وفي مقدمتها المؤسسات التربوية.

وأعلنت مديرية التربية في محافظة السويداء، جنوبي سوريا، عن تعليق الدوام في المدارس، ابتداء من اليوم، الأربعاء 22 من تشرين الأول، وحتى إشعار آخر، وسط جدل حول سبب التعليق.

مديرية التربية تتبع بالأساس للحكومة السورية، إلا أنها تعمل بالتنسيق مع “اللجنة القانونية العليا” و”الحرس الوطني” اللتين شكلهما الرئيس الروحي للطائفة الدرزية، حكمت الهجري، بعد خروج القوات الحكومية من المدينة، في تموز الماضي.

وكالة “الراصد” المحلية نقلت عن عدد من مديري المدارس تلقي تعميم تعليق الدوام بشكل رسمي.

وشاركت المديرية منشورًا لـ”الحرس الوطني” يطلب تعليق الدوام الرسمي بشكل مؤقت، وقالت إن القرار يستند إلى البيان الصادر عن القوات التي تسيطر على السويداء.

“الحرس الوطني” هو القوة العسكرية التي تسيطر على السويداء، منذ خروج الحكومة السورية، في منتصف شهر تموز الماضي، ويضم أبرز الفصائل فيها، على رأسها “حركة رجال الكرامة”.

“مثير للجدل”

وصفت شبكة “السويداء 24” المحلية، وهي إحدى أبرز وسائل الإعلام في المحافظة، القرار بـ”المثير للجدل”، مشيرة إلى انتقادات طالت المديرية، حول التخبط في اتخاذ القرارات، بدءًا من إعادة افتتاح المدارس الشهر الماضي، ما خلق أزمة في قضية المهجرين الذين كانت المدارس تحتضنهم.

وأشارت الشبكة إلى أن عددًا من المدرسين والطلاب نفذوا خلال الأسابيع الماضية، وقفات احتجاجية أمام مديرية التربية، طالب فيها المدرسون بصرف رواتبهم المتوقفة منذ أربعة أشهر، بينما دعا الطلاب لضمان حقهم في التعليم.

وبحسب الشبكة، اعترض الكثير من المدرسين في قطاع التربية على إعادة الدوام الشهر الماضي بينما لا يستطيعون الوصول إلى المدارس بسبب انقطاع رواتبهم.

ولفتت إلى أن مديرية التربية لا تقدم أي توضيحات حول مسألة الرواتب.

ونقلت “السويداء 24” عن مصادر في قطاع التربية، أن الكوادر التعليمية في السويداء كانت تتحضر لإعلان إضراب عن العمل إذا لم تُصرف رواتبهم، ليبدو قرار تعليق الدوام بمثابة خطوة استباقية لاحتجاجات المعلمين، بحسب الشبكة المحلية.

ويشهد القطاع التعليمي داخل محافظة السويداء أزمة مركبة، بعضها يتعلق بإشغال المدارس والمراكز التعليمية بالنازحين، بعد الأحداث التي شهدتها المحافظة في تموز الماضي.

وتتعلق أزمة أخرى بانقطاع رواتب الكوادر التعليمية، بسبب انسحاب الحكومة السورية من المحافظة، بعد أحداث العنف المتبادل، وسيطرة الفصائل المسلحة، إذ تدير شؤون المنطقة حاليًا “اللجنة القانونية العليا” وهي جهة غير حكومية.

بالمقابل، قررت محافظة السويداء صرف رواتب العاملين المتراكمة، منذ أحداث تموز الماضي، وحملت مديري الدوائر الحكومية مسؤولية تعطيل الحلول بسبب غياب التواصل والتنسيق.

ومن جانب آخر، يشهد القطاع التعليمي أزمة تتعلق بالاعتراف بالشهادات والامتحانات الصادرة عن المؤسسات التعليمية في المحافظة، إذ لم توضح المديرية ولا الحكومة طبيعة هذه الامتحانات والتي تجرى في السويداء.

وكانت المحافظة شهدت في وقت سابق، احتجاجات طلابية، تطالب بتنحية الخلافات السياسية عن الطلاب.

أحداث السويداء

بدأت أحداث السويداء، في 12 من تموز الماضي، بعد عمليات خطف متبادلة بين سكان حي المقوس في السويداء، ذي الأغلبية البدوية وعدد من أبناء الطائفة الدرزية، تطورت في اليوم التالي إلى اشتباكات متبادلة.

تدخلت الحكومة السورية في 14 من تموز، لفض النزاع، إلا أن تدخلها ترافق مع انتهاكات بحق مدنيين من الطائفة الدرزية، ما دفع فصائل محلية للرد، بما فيها التي كانت تتعاون مع وزارتي الدفاع والداخلية.

في 16 من تموز، خرجت القوات الحكومية من السويداء، بعد تعرضها لضربات إسرائيلية، ما أعقبه انتهاكات وأعمال انتقامية بحق سكان البدو في المحافظة، الأمر الذي أدى إلى إرسال أرتال عسكرية على شكل “فزعات عشائرية” نصرة لهم.

وبعد ذلك، توصلت الحكومة السورية وإسرائيل إلى اتفاق بوساطة أمريكية، يقضي بوقف العمليات العسكرية.

الهدوء يعود إلى السويداء بعد اشتباكات بين الحكومة والفصائل

المصدر: عنب بلدي

شاركها.