دعا أعضاء بمجلس الشيوخ الأميركي من الحزب الديمقراطي، الرئيس الأميركي دونالد ترمب، إلى تأكيد رفضه أي خطط إسرائيلية لضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة، وحثّوه على اتخاذ خطوات عملية تضمن الحفاظ على إمكانية تحقيق حل الدولتين.
وفي 25 سبتمبر الماضي، أدلى ترمب بتصريحات في البيت الأبيض أعلن خلالها أنه لن يسمح لإسرائيل بضم الضفة الغربية المحتلة، رغم خطط رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته اليمينية بالمضي قدماً في الضم.
وجاء في الرسالة، الموقعة من 46 عضواً ديمقراطياً، لترمب: “نكتب إليكم للتعبير عن دعمنا لتصريحاتكم التي تعارض أي جهود من قبل حكومة إسرائيل لضم أراض في الضفة الغربية، ولحث إدارتكم على اتخاذ خطوات للحفاظ على إمكانية حل الدولتين، وضمان نجاح اتفاقات أبراهام”.
وأضافوا: “بما أن خطتكم المتعلقة بغزة لا تتناول الضفة الغربية، فمن الضروري أن تؤكد إدارتكم مجدداً على تصريحاتكم، وتبرز معارضتها لسياسة الضم”.
وتُعد هذه الرسالة، وفق موقع “أكسيوس” الأميركي، “حالة نادرة” يعرب فيها معظم أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين عن دعمهم لأحد مواقف ترمب.
وكان السيناتور جون فيترمان، الديمقراطي الوحيد في مجلس الشيوخ الذي لم يوقّع الرسالة. ويعتر فيرتمان من أبرز السياسيين الأميركيين الداعمين لإسرائيل وحربها الأخيرة على غزة.
“تقويض آفاق السلام الدائم”
وأضاف أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين، في رسالتهم: “بصفتنا داعمين منذ زمن طويل لأمن إسرائيل وتطلعات الشعب الفلسطيني لإقامة دولة، فإننا موحدون في معارضتنا للإجراءات الأحادية من أي طرف كانت، والتي من شأنها تقويض آفاق تحقيق سلام دائم عبر المفاوضات الهادفة إلى إقامة حل الدولتين”، مضيفين أن ذلك “يشمل أي خطوات من جانب إسرائيل لضم أراض أو توسيع المستوطنات، بما يمنع إقامة دولة فلسطينية”.
واعتبر الديمقراطيون أن الخطوات الإسرائيلية لضم أراض في الضفة الغربية المحتلة “أثارت قلقاً ومعارضة عميقة من شركائنا العرب، كما أنها تُعرّض إنجازاتكم (ترمب) السابقة في إطار اتفاقات أبراهام للخطر، وتقلل من إمكانية توسيعها مستقبلاً”.
وشددت الرسالة على أنه “في هذه اللحظة، من الضروري أن ترفض الولايات المتحدة أي إجراءات من شأنها تقويض إمكانية التوصل إلى حل تفاوضي للصراع الإسرائيلي-الفلسطيني”.
ورغم أن ترمب قال لقادة عرب ومسلمين، خلال استقبالهم على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في سبتمبر الماضي، إنه لن يسمح لإسرائيل بضم أجزاء من الضفة الغربية، إلا أن هذا الموقف لم يُدرج ضمن خطته لإنهاء الحرب في غزة، والمكونة من 20 بنداً.
وقدّم هؤلاء القادة لترمب عدة شروط لدعم خطته، من بينها التزام إسرائيل بعدم ضم أجزاء من الضفة الغربية أو غزة، وفق “أكسيوس”.
وأكد ترمب للقادة أنه سيمنع مثل هذه الخطوة، كما صرح للصحافيين لاحقاً: “لن أسمح لإسرائيل بضم الضفة الغربية، لا، لن أسمح بذلك، هذا لن يحدث”.
وعندما سُئل عما إذا كان قد ناقش خططه لمنع أي محاولات إسرائيلية للضم مع نتنياهو، أجاب ترمب: “نعم، لكني لن أسمح بذلك، سواء تحدثت معه أم لا، لن أسمح لإسرائيل بضم الضفة الغربية، لقد كان هناك ما يكفي، حان وقت التوقف الآن، مفهوم؟”.