تتجه إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى إعادة هيكلة برنامج توطين اللاجئين في الولايات المتحدة، في خطوة تشمل خفضاً كبيراً في عدد المقبولين سنوياً، مع التركيز على استقبال الآلاف من الأقلية البيضاء في جنوب إفريقيا “الأفريكانرز”، وأيضاً من اليمين المتطرف بأوروبا، وفقاً لوثائق ومصادر اطّلعت عليها صحيفة “واشنطن بوست”.
وتهدف الخطة إلى قبول ما يصل إلى 7 آلاف من “الأفريكانز” من أصل 7500 لاجئ كحد أقصى خلال العام الحالي، ما يعني أن معظم المقبولين سيكونون من هذه الفئة التي لم تكن مؤهلة تقليدياً للبرنامج.
ويقول ترمب إن “الأفريكانرز” يتعرضون “للاضطهاد” في جنوب إفريقيا، في وصفٍ يرفضه المسؤولون في بريتوريا، وحتى عدد من “الأفريكانرز” أنفسهم.
وبحسب مصادر مطلعة، وضعت وزارة الخارجية الأميركية هدفاً بإعادة توطين ألفي شخص بحلول نهاية أكتوبر و4 آلاف إضافيين بحلول نهاية نوفمبر، في حين وصل أقل من 400 شخص إلى الولايات المتحدة حتى نهاية سبتمبر.
وتباطأت العملية بسبب تأخر بعض المتقدمين أو تراجعهم عن قرار الهجرة، بعد استكمال الفحوص الأمنية والطبية.
ونفت الخارجية الأميركية وجود أي تأخير، مؤكدة أن البرنامج “يعمل بسرعة قياسية”، وأن “700 أفريكانر جاهزون للسفر فور انتهاء الإغلاق الحكومي”. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض آنا كيلي، إن “لا لاجئين إضافيين سيُقبلون حتى يقرر الديمقراطيون إعادة فتح الحكومة”.
125 ألف لاجئ في 2024
إدارة الرئيس السابق جو بايدن حددت في عامها الأخير سقف قبول اللاجئين بـ125 ألف شخص، معظمهم من الكونغو وأفغانستان، لكن إدارة ترمب تعتبر ذلك “خطراً على الأمن القومي”، مشددة على أن قبول أي لاجئ “يجب أن يخدم مصلحة البلاد”.
وبحسب وثائق حكومية ومسؤولين مطلعين، فإن من المتوقع أن تعلن الإدارة قريباً عن خفض سقف القبول إلى نحو 7500 لاجئ سنوياً، مع إعطاء الأولوية لمن يجيدون اللغة الإنجليزية، أو يحملون مواقف مؤيدة لـ”حرية التعبير”.
كما تدرس الإدارة فئات جديدة محتملة، من بينها “المدافعون عن حرية التعبير في أوروبا”، فيما قال مسؤول أميركي سابق للصحيفة، إن الأمر يتعلق بشخصيات من اليمين المتطرف الأوروبي.
وتشير الخطط الجديدة إلى تحول جذري في سياسة اللجوء الأميركية، التي كانت تاريخياً تقوم على استقبال الفارين من الحروب والاضطهاد بغض النظر عن العرق أو اللغة.
