أعلنت روسيا وأوكرانيا تصدي كل منهما لهجمات، منذ فجر الأربعاء، فيما قال مسؤولون أوكرانيون إن موسكو شنت هجوماً واسعاً بطائرات مسيرة وصواريخ في أنحاء البلاد، ما أسفر عن سقوط ضحايا ومصابين، واندلاع حرائق في عدد من المنازل.
ويأتي التصعيد غداة إرجاء قمة مرتقبة بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، إذ قال ترمب إنه لا يريدها أن تكون “مضيعة للوقت”، وفق وكالة “أسوشيتد برس” الأميركية.
وأكد مسؤولون أوكرانيون أن الهجمات التي استمرت معظم الليل، وكانت لا تزال مستمرة الأربعاء، نُفّذت في البداية بصواريخ باليستية، وأعقبتها ضربات بطائرات مسيرة، فيما أفاد شهود من “رويترز” بسماع دوي انفجارات يبدو أنها صادرة عن وحدات الدفاع الجوي في أثناء عملها.
وقالت وزيرة الطاقة الأوكرانية سفيتلانا هرينتشوك: “هاجم العدو البنية التحتية للطاقة في البلاد خلال الليل، ولا يزال الهجوم الضخم مستمراً”، وأضافت، في بيان: “بمجرد أن تسمح الظروف الأمنية بذلك، سيبدأ عمال الطاقة في تقييم عواقب الهجوم وتنفيذ أعمال الإصلاح”.
سقوط ضحايا ومصابين
وقال حاكم منطقة كييف ميكولا كلاشنيك، إن رجال الإنقاذ عثروا على جثامين 3 أشخاص، بينهم طفلان بعد اشتعال النيران في منزل خاص في قرية بوهربيه، مضيفاً أن الضحايا هم امرأة وابنتاها، رضيعة تبلغ من العمر 6 أشهر، وفتاة تبلغ من العمر 12 عاماً.
بدورها، أعلنت السلطات المحلية أنها عثرت على جثتين أخريين في منطقة دنيبرو على مشارف العاصمة الأوكرانية، حيث أنقذت خدمات الطوارئ 10 أشخاص بعد اندلاع حريق ناجم عن حطام طائرة مسيرة في مبنى سكني مكون من 16 طابقاً.
كما أدى الهجوم أيضاً إلى تحطم نوافذ منشأة طبية، وعُثر على حطام في مبنى سكني آخر، حسبما أفاد رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو عبر قناته على “تليجرام”.
وفي منطقة دارنيتسكي بالعاصمة، استجابت خدمات الطوارئ بعدما أصاب حطام طائرة مسيرة مبنى سكني مكون من 17 طابقاً ما تسبب في اندلاع حريق، ونجحت في إنقاذ 15 شخصاً، من بينهم طفلان.
وفي منطقة ديسنيانسكي، أنقذت فرق الطوارئ 20 شخصاً بعدما تضررت واجهة مبنى مكون من 10 طوابق، واشتعلت النيران في أنبوب غاز، فيما سقط حطام طائرة مسيرة على مبنى سكني، قبل أن يتوجه عمال الإنقاذ إلى مكان الحادث.
كما استهدف الهجوم الجوي الواسع النطاق الذي وقع خلال الليل مدناً أخرى في أوكرانيا، تشمل زابوروجيا (جنوب شرق)، ومدينة إزمايل الساحلية في منطقة أوديسا جنوبي البلاد. فيما قال حاكم منطقة زابوروجيا إيفان فيدوروف، إن 13 شخصاً أصيبوا خلال هجمات ليلية.
قصف أوكراني لمصنع روسي
من جهة أخرى، قال الجيش الأوكراني في وقت متأخر، الثلاثاء، إنه استهدف مصنع كيماويات في منطقة بريانسك بجنوب روسيا، وصفه بأنه بالغ الأهمية لمجهود موسكو الحربي، في هجوم شمل صواريخ “ستورم شادو” الفرنسية البريطانية التي تطلق من الجو.
وقالت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية، في بيان عبر “تليجرام”: “نُفذت ضربة صاروخية وجوية ضخمة بأسلحة شملت صواريخ ستورم شادو التي أطلقت من الجو، واخترقت نظام الدفاع الجوي الروسي”.
وأضافت: “نعكف على تقييم نتائج الضربة”، ووصفت المصنع بأنه “منشأة رئيسية” تنتج البارود والمتفجرات ووقود الصواريخ.
في المقابل، قالت وزارة الدفاع الروسية في منشور على تطبيق تليجرام مساء الثلاثاء، إنه في غضون أربع ساعات دمرت وحدات الدفاع الجوي التابعة لها 57 طائرة أوكرانية مسيرة فوق منطقة بريانسك.
وقال ألكسندر بوجوماز، حاكم منطقة بريانسك، في منشور على تطبيق تليجرام، إن أوكرانيا هاجمت المنطقة بطائرات مسيرة وصواريخ، مشيراً إلى أنه لم يصب أحد في الهجوم ولم ترد أنباء عن أضرار مادية.
إرجاء قمة بودابست
وعلّق البيت الأبيض، الثلاثاء، القمة المزمع عقدها بين الرئيس الأميركي ونظيره الروسي بعد رفض موسكو الدعوات لوقف فوري لإطلاق النار. وقال مسؤول أميركي كبير لـ”رويترز”، إنه لا توجد خطط لعقد اجتماع قريب.
وجاء قرار تأجيل القمة الأميركية- الروسية في بودابست، التي كان ترمب قد أعلن عنها الأسبوع الماضي، بعد مكالمة هاتفية، الاثنين، بين وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو ونظيره الروسي سيرجي لافروف.
وأوضح وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف،في تصريحات علنية، الثلاثاء، أن موسكو تعارض وقف إطلاق النار الفوري.
وتسعى أوكرانيا إلى شراء 25 منظومة دفاع جوي طراز باتريوت من شركات أميركية باستخدام أصول روسية مجمدة، ومساعدات من الشركاء.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن الحصول عليها سيستغرق وقتاً طويلاً بسبب طول وقت الإنتاج، لافتاً إلى أنه تحدث إلى ترمب بشأن المساعدة في شرائها بسرعة أكبر، ربما من شركاء أوروبيين.
في وقت سابق من هذا الشهر، شنت روسيا أكبر هجوم لها منذ بداية الحرب على منشآت الغاز الطبيعي التي تديرها مجموعة نافتوغاز المملوكة للدولة في أوكرانيا، وأطلقت 381 طائرة مسيرة و35 صاروخاً، وفقاً للقوات الجوية الأوكرانية.
وقال مسؤولون إن الضربات كانت جزءاً من محاولة لشل شبكة الكهرباء في البلاد قبل حلول فصل الشتاء.