أمر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعدم المضي قدماً في تقديم مشاريع قوانين لفرض السيادة على الضفة الغربية “حتى إشعار آخر”، وذلك بعد تهديد الرئيس الأميركي دونالد ترمب بالتوقف عن دعم إسرائيل، حال أقدمت على ضم الضفة، وفق ما نقلت قناة i24 news الإسرائيلية.
وأكد مكتب نتنياهو، في بيان، عبر منصة “إكس”، أن “أعضاء بالكنيست ينتمون إلى المعارضة قدموا مشروع قانون ضم الضفة الغربية، ولم تصوت عليه بالموافقة الأحزاب الرئيسية في الائتلاف الحاكم”.
ووصف مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي التصويت بأنه “استفزاز سياسي متعمد من المعارضة لإثارة الفتنة خلال زيارة نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس لإسرائيل”.
وأضاف أن” الحزب الحاكم الليكود والأحزاب الدينية (شركاء الائتلاف الحاكم) لم يصوتوا لصالح هذه المشاريع، باستثناء عضو واحد (ساخط) من حزب الليكود أُقيل مؤخراً من رئاسة إحدى لجان الكنيست”.
واعتبر البيان أن من المستبعد المضي قدماً في إقرار مشروع القانون بدون دعم حزب “الليكود” الذي يتزعمه رئيس الوزراء.
وكان الرئيس الأميركي قد أكد في مقابلة مع مجلة “تايم” نشرت الخميس، أنه لن يسمح لنتنياهو بضم الضفة الغربية. وأضاف: “لن يحدث هذا.. لأني وعدت دولاً عربية بأن ذلك لن يحدث.. لدينا دعم عربي كبير، وإسرائيل ستخسر كل الدعم الأميركي إذا ضمت الضفة”.
وأدانت دول عربية وإسلامية، الخميس، بـ”أشد العبارات” مصادقة الكنيست الإسرائيلي على مشروعَي قانونين يهدفان إلى فرض ما يُسمى بـ”السيادة الإسرائيلية” على الضفة الغربية المحتلة، وعلى “المستوطنات الاستعمارية الإسرائيلية غير القانونية”، بحسب بيان لوزارة الخارجية السعودية.
فيما اعتبر نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس، الخميس، أن موافقة الكنيست الإسرائيلي على المناقشة المبدئية على مشروع قانون يهدف لـ”ضم الضفة الغربية”، خلال زيارته إسرائيل “إهانة ومناورة سياسية غبية.. وتتعارض مع سياسة ترمب”، وفق ما نقلت “أسوشيتد برس”.
الرئاسة الفلسطينية ترحب
بدوره، رحب الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، بتصريحات ترمب، “الرافضة للضم ومواقفه الحازمة مع إسرائيل بهذا الخصوص، خاصة أنها تأتي بعد إجباره إسرائيل على وقف إطلاق النار في قطاع غزة”.
وتابع أبو ردينة: “هذا مطلب رئيس دولة فلسطين محمود عباس منذ اليوم الأول للحرب”.
وأضاف أبو ردينة وفق ما نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”: “نعبر عن تقديرنا الكبير للعلاقة التي تربط عباس وترمب، والتي عبر عنها في مقابلته مع مجلة التايم، حيث قال (ترمب) إن الرئيس عباس يحظى باحترام الفلسطينيين، وهو رجل حكيم ورمز، ولطالما كانت علاقتي معه جيدة، وكنت أستطيع التفاهم معه، وأجده عقلانياً”.
وجدد الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية مطالبة الرئيس ترمب بـ”الاستمرار ببذل المزيد من الجهود المهمة التي يمكن أن تحقق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط”.
مروان البرغوثي.. سجال أميركي – إسرائيلي
وبسؤال ترمب: “من تعتقد أنه يقود الفلسطينيين حالياً؟”، قال: “ليس لديهم قائد في الوقت الراهن، على الأقل ليس قائداً ظاهراً، لأن كل من تولّى هذا المنصب تم اغتيالهم. ليست وظيفة مرغوبة”، وفق ما نشرت “تايم”.
وأضاف: “يُنظر إلى مروان البرغوثي من قبل كثيرين على أنه الشخصية الوحيدة القادرة على توحيد الفلسطينيين خلف حل الدولتين، وهو يتصدر معظم استطلاعات الرأي بين الفلسطينيين حول من سيصوتون له في الانتخابات الرئاسية.. لكنه في السجن، وإسرائيل ترفض إطلاق سراحه منذ اعتقاله عام 2002”.
واختتم حديثه عن البرغوثي قائلاً: “لذا، سأقوم باتخاذ قرار”.
على جانب آخر، قال وزير الأمن الداخلي، إيتمار بن جفير، إن “إسرائيل دولة مستقلة، وأن الكنيست يصوّت وفق قناعته، رافضاً أي ضغوط أميركية بشأن ضم الضفة الغربية”، مشدداً على أن مروان البرغوثي “لن يُفرج عنه ولن يقود غزة”.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، الاثنين أن الكنيست وافق في تصويت مبدئي على مشروع قانون بفرض السيادة على الضفة الغربية.
ومن المقرر إحالة مشروع القانون إلى لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست لمناقشته. ويحتاج مشروع القانون إلى التصديق عليه في ثلاث جلسات تصويت أخرى في الكنيست بكامل هيئته قبل أن يصبح قانوناً.
