أثار أندرو كومو حاكم نيويورك السابق والمرشح الحالي لمنصب العمدة، عاصفة من الانتقادات داخل الحزب الديمقراطي بعد أن ضحك خلال مقابلة إذاعية على تعليق وصف بأنه معادٍ للإسلام، قال فيه المذيع المحافظ روزنبرج إن المرشح المسلم زهران ممداني “سيحتفل” إذا وقع هجوم جديد على غرار هجمات 11 سبتمبر.
بدأت الحادثة خلال مقابلة ودية بين المذيع روزنبرج وكومو، الذي يسعى بشكل علني إلى استمالة أصوات الجمهوريين في محاولته التفوق على ممداني في استطلاعات الرأي قبل الانتخابات في 4 نوفمبر، بحسب “نيويورك تايمز”.
كان كومو (67 عاماً) يجادل بأن ممداني النائب في البرلمان المحلي البالغ من العمر 34 عاماً والمرشح الديمقراطي، غير مستعد بشكل خطير لقيادة مدينة كبيرة مثل نيويورك خلال أزمات مثل الكوارث الطبيعية أو الهجمات الإرهابية مثل تلك التي وقعت في 11 سبتمبر 2001.
وقال كومو: “لا قدر الله يحدث هجوم آخر مثل 11 سبتمبر”، وأضاف: “هل يمكنك أن تتخيل ممداني في ذلك المنصب؟”. فقاطعه روزنبرج، الذي كان قد وصف ممداني سابقاً بـ”الإرهابي”، قائلاً: “نعم، أستطيع… كان سيحتفل”.
وبعد لحظة صمت قصيرة، ضحك كومو وقال: “وهنا تكمن مشكلة أخرى”.
إهانة للمسلمين
ضحكة كومو، فجرت غضباً واسعاً في الأوساط السياسية والإعلامية، واعتبرت إهانة للمسلمين في نيويورك، المدينة التي تضم واحدة من أكبر الجاليات الإسلامية في الولايات المتحدة.
وخلال ساعات، انتشر المقطع بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، وأدان ممداني وعدد كبير من الديمقراطيين هذا الحوار، واعتبروه إسلاموفوبياً وخارجاً عن حدود التنافس السياسي المشروع.
وفي مؤتمر صحافي، وصف ممداني الحوار بأنه “مقزز وعنصري”، مؤكداً أنه يعكس “مدى الانحدار في الخطاب السياسي” قبل أقل من أسبوعين على موعد الانتخابات.
وقال ممداني: “نحن نتحدث عن مذيع وصفني بالإرهابي والحيوان، وعن حاكم سابق يشارك في هذا الخطاب المريض الذي يحرض على الكراهية. ما قاله ليس فقط معادياً للإسلام، بل مهين لكل سكان نيويورك”.
ردود فعل غاضبة من الديمقراطيين
لم يقتصر الغضب على ممداني؛ إذ انضم عدد من كبار الديمقراطيين إلى موجة الانتقاد، بينهم حاكمة الولاية كاثي هوكول، والنائبان دانييل جولدمان وريتشي توريس، اللذان وصفا الواقعة بأنها “إسلاموفوبيا فاضحة”.
أما النائب جريجوري ميكس، فقال إن ما حدث ذكره بموقف السناتور الراحل جون ماكين عام 2008، حين رفض محاولات أنصار الحزب الجمهوري تصوير باراك أوباما على أنه “عربي يشكل خطراً على الأمن القومي”.
وأضاف: “كان الأجدر بكومو أن يرد على المذيع، ويوقف هذا الخطاب بدل أن يضحك عليه”.
وتفاقم الجدل حين نشر فريق كومو لاحقاً فيديو مولداً بالذكاء الاصطناعي، صور مؤيدي ممداني كمجرمين ومدمني مخدرات، وظهر فيه رجل أسود يرتدي الكوفية الفلسطينية يُتهم بالسرقة، قبل أن يتم حذف المقطع بزعم أنه “نشر عن طريق الخطأ”.
وفي مناظرة لاحقة، اتهم المرشح الجمهوري كورتس سليوا ممداني بدعم “الجهاد العالمي”، وهو ما رفضه الأخير بشدة قائلاً: “لم أدعم في حياتي أي شكل من أشكال العنف. استخدام هذا المصطلح هو تشويه مرتبط بديانتي”.
في الوقت نفسه، أطلقت لجنة داعمة لكومو إعلاناً انتخابياً يظهر صورة ممداني مبتسماً بجانب إمام من بروكلين، مع عبارة “جهاد ضد نيويورك” على الشاشة وهي جملة قالها الإمام قبل عشرين عاماً، لكنها استُخدمت فوق وجه ممداني في الإعلان.
يعد ممداني، إذا فاز، أول مسلم ومن أصول جنوب آسيوية يتولى رئاسة بلدية نيويورك.
