قالت استشارية الصحة العامة ورئيسة جمعية أصدقاء الصحة د.كوثر العيد إن سرطان الثدي عند الرجال قد يبدو للبعض أمراً نادراً أو غير متوقع، لكنه في الحقيقة حالة طبية تستحق الانتباه. وأوضحت أن الرجال، مثل النساء، لديهم أنسجة في الثدي يمكن أن تتعرض لتغيرات غير طبيعية، مشيرة إلى أن الدراسات تؤكد أن سرطان الثدي لدى الرجال يشكّل أقل من 1% من جميع حالات سرطان الثدي، غير أن خطورته تكمن في اكتشافه غالباً بمراحل متقدمة نتيجة قلة الوعي وتأخر التشخيص.
وأضافت أن المرض عادةً ما يظهر في صورة كتلة أو تورم غير مؤلم في الثدي، وقد يُلاحظ المريض تغيراً في شكل الحلمة أو إفرازات غير طبيعية منها أو تغيراً في لون الجلد المحيط بها، لافتة إلى أن كثيراً من الرجال لا يتوقعون إصابتهم به، ما يدفعهم إلى تجاهل العلامات أو نسبها لأسباب أخرى، وبالتالي تأخر مراجعة الطبيب.
وتابعت د. كوثر العيد أن هناك عوامل تزيد من احتمالية الإصابة، من بينها التقدم في العمر، وجود تاريخ عائلي للمرض أو طفرات جينية، الإصابة باضطرابات هرمونية، أو التعرض السابق للإشعاع في منطقة الصدر، إضافة إلى بعض الأمراض مثل تليف الكبد التي تؤثر على توازن الهرمونات.
وأشارت إلى أن التشخيص المبكر يلعب دوراً أساسياً في رفع فرص الشفاء، مؤكدة على ضرورة انتباه الرجال لأي تغير غير طبيعي في منطقة الثدي وعدم التردد في مراجعة الطبيب. وبيّنت أن وسائل التشخيص تشمل الفحص السريري، التصوير الشعاعي، والخزعة، فيما تختلف خطط العلاج بين الجراحة والعلاج الإشعاعي والهرموني والكيماوي.
وأكدت أن التوعية أساسية في هذا الجانب، إذ إن سرطان الثدي ليس مرضًا نسائيًا فقط، بل يمكن أن يصيب الرجال أيضاً، مشيرة إلى أن نشر هذه الحقيقة يساهم في كسر الحاجز النفسي ويشجع الرجال على الاهتمام بصحتهم والتوجه للطبيب عند ظهور أي علامات مقلقة. وختمت د. كوثر العيد بالتشديد على أن الرسالة الأهم هي أن سرطان الثدي عند الرجال قد يكون نادراً لكنه حقيقي، والانتباه المبكر يمثل خط الدفاع الأول، داعيةً إلى رفع مستوى الوعي المجتمعي والتعامل مع أي تغير في الثدي بجدية لمنح الجميع فرصة أكبر للحياة والشفاء.
