انطلقت أعمال قمة الآسيان في ماليزيا، الأحد، وسط ترقب لمشاركة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الذي يقوم بجولة آسيوية تستغرق 5 أيام، من المنتظر أن تتوج بقمة مع رئيس الصين شي جين بينج.
ويعتزم ترمب صقل سمعته كصانع صفقات دولي، الأحد، من خلال توقيع اتفاقية تجارية مع ماليزيا والإشراف على توقيع اتفاق لوقف إطلاق نار موسع بين كمبوديا وتايلندا، وهما دولتان اشتبكتا على طول حدودهما المتنازع عليها في وقت سابق من هذا العام.
ويمكن الانتهاء من الاتفاقين بينما يحضر ترمب القمة السنوية لرابطة دول جنوب شرق آسيا التي تستضيفها العاصمة الماليزية كوالالمبور.
وستكون ماليزيا المحطة الأولى من جولة تستغرق خمسة أيام تشمل ثلاث دول عبر القارة الآسيوية، إذ من المقرر أن يزور ترمب أيضاً كلاً من اليابان وكوريا الجنوبية، بالإضافة إلى عزمه عقد قمة مع الزعيم الصيني شي جين بينج.
محادثات الصين وأميركا
ووصل كبير المفاوضين التجاريين الصينيين لي تشنج قانج ونائب رئيس مجلس الدولة الصيني هي ليفينج، الأحد، إلى كوالالمبور للمشاركة في اليوم الثاني من المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
ويجتمع المسؤولون الاقتصاديون الصينيون مع وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت والممثل التجاري الأميركي جاميسون جرير على هامش قمة رابطة دول جنوب شرق آسيا لتهدئة الحرب التجارية بين البلدين.
ويتطلع أكبر اقتصادين في العالم إلى تجنب تصعيد حربهما التجارية بعد أن هدد الرئيس الأميركي دونالد ترمب بفرض رسوم جمركية جديدة بنسبة 100% على السلع الصينية وغيرها من القيود التجارية اعتباراً من 1 نوفمبر، رداً على ضوابط التصدير الصينية الموسعة بشكل كبير على المعادن الأرضية النادرة والمعادن المغناطيسية.
وقال متحدث باسم وزارة الخزانة الأميركية للصحفيين، السبت، إن اليوم الأول من المحادثات كان “بناء للغاية”.
ومن شأن النتيجة الإيجابية للمحادثات أن تزيل الحواجز أمام اجتماع الأسبوع المقبل بين ترمب والرئيس الصيني شي جين بينج في كوريا الجنوبية.
وأعلن البيت الأبيض رسمياً عن الاجتماع، لكن بكين لم تؤكد بعد أن الزعيمين سيجتمعان.
تيمور الشرقية
من ناحية أخرى، أصبحت تيمور الشرقية رسمياً العضو الحادي عشر في رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) في قمتها، الأحد، بعد أن وقع قادة الدول الأعضاء على انضمامها.
وقال رئيس وزراء تيمور الشرقية زانانا جوسماو إن التاريخ صنع بعد قبول البلاد كعضو في رابطة دول جنوب شرق آسيا، وأضاف في خطاب ألقاه بعد توقيع إعلان انضمام بلاده إلى التجمع الإقليمي: “كان طريقنا إلى العضوية طويلاً”.
وتيمور الشرقية هي أصغر دولة في آسيا، وبانضمامها إلى الآسيان حققت رؤية طرحها رئيسها الحالي قبل نحو نصف قرن عندما كانت تحت الحكم البرتغالي.
ويجري الحديث عن واحدة من أفقر دول آسيا، وتأمل في رؤية مكاسب من دمج اقتصادها الوليد، الذي يبلغ حوالي ملياري دولار، ولا يمثل سوى جزء ضئيل من الناتج المحلي الإجمالي لرابطة دول جنوب شرق آسيا البالغ 3.8 تريليون دولار.
ويأتي انضمام تيمور الشرقية إلى رابطة أمم جنوب شرق آسيا بعد انتظار دام 14 عاماً، وعلى الرغم من أنه لا يتوقع أن تكون عضويتها مؤثرة، إلا أنها تمثل انتصاراً رمزياً لرئيسها خوسيه راموس – هورتا ورئيس وزرائها زانانا جوسماو، أبطال نضالها من أجل الاستقلال، بحسب “رويترز”.
وقال جوسماو متأثراً إنها لحظة تاريخية لبلاده، مع بداية جديدة من شأنها أن تجلب “فرصاً هائلة” للتجارة والاستثمار.
وقال في خطابه: “بالنسبة لشعب تيمور الشرقية، هذا ليس حلماً تحقق فحسب، بل هو تأكيد قوي على رحلتنا”.
وقال: “انضمامنا هو شهادة على روح شعبنا، ديمقراطية فتية، ولدت من نضالنا “، مضيفاً: “هذه ليست نهاية الرحلة”.
وحكمت البرتغال تيمور الشرقية لمدة ثلاثة قرون، وانسحبت فجأة من مستعمرتها في عام 1975؛ مما مهد الطريق للضم من قبل جارتها العملاقة إندونيسيا قبل أن تحصل على الاستقلال الكامل في عام 2002.
وكان راموس هورتا، البالغ من العمر 75 عاماً، الذي حصل على جائزة نوبل للسلام في عام 1996، قد أثار فكرة انضمام تيمور الشرقية إلى رابطة دول جنوب شرق آسيا في السبعينيات، لتأمين مستقبل بلاده من خلال التكامل الإقليمي.
وفي مقابلة مع وكالة الأنباء المركزية في سبتمبر، قال راموس هورتا إن تيمور الشرقية يجب أن تحافظ على الاستقرار وألا تثقل كاهل آسيان، مضيفاً أنها يمكن أن تساهم بتجاربها الخاصة في الصراع بما في ذلك النزاعات على الحدود وبحر الصين الجنوبي.
