نقل تلفزيون “RT” الروسي عن وزير الخارجية سيرجي لافروف قوله، الأحد، إن دعوات وقف إطلاق النار في أوكرانيا هي محاولة لكسب الوقت وفق منطق الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مضيفاً أنه “لا يزال هناك مبادرة لعقد لقاء بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي دونالد ترمب مع التحضير الجيد لهذا اللقاء”.

وأضاف لافروف أن الولايات المتحدة تتعرض لضغوط من أوروبا وكييف، مؤكداً عدم رغبة روسيا التدخل في النقاشات الداخلية الأميركية في هذا الشأن.

وعبّر وزير الخارجية الروسي عن استعداد بلاده لمواصلة الاتصالات مع الولايات المتحدة “بوتيرة مريحة” للأميركيين، مشدداً على أنه لا يزال هناك مبادرة لعقد لقاء بين الرئيس الروسي ونظيره الأميركي مع التحضير الجيد لهذا اللقاء.

أوكرانيا ودعم عسكري جديد

وأعلن زيلينسكي، الأحد، موافقة فرنسا على تزويد أوكرانيا بمقاتلات إضافية من طراز “ميراج” وصواريخ دفاع جوي، موضحاً في الوقت نفسه أن بريطانيا ستواصل دعم أوكرانيا عبر تزويدها بالصواريخ والمشاركة في إنتاج طائرات مسيّرة اعتراضية.

وقال زيلينسكي على منصة “إكس”، إن هناك أيضاً قرارات جديدة من فنلندا وإسبانيا للمساهمة في مبادرة PURL، وهي آلية لشراء الأسلحة الأميركية، بما في ذلك صواريخ لمنظومة باتريوت”.

وذكر أن “العمل جارٍ على ذلك بتركيز كامل”، موضحاً أن “الترتيبات الدفاعية مع الشركاء الأوروبيين تسير بوضوح”.

وأشار إلى أن بلاده “تُعد لمشروعات جديدة، وسيكون هناك مزيد من الإنتاج المشترك للأسلحة”.

وأثبتت أنظمة “باتريوت” فاعليتها في تدمير الصواريخ الباليستية الروسية، وتسعى أوكرانيا حالياً للحصول على عقد لشراء 25 من هذه الأنظمة من الولايات المتحدة.

قمة بين بوتين وترمب

وكان تلفزيون”RT” نقل عن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف قوله، في وقت سابق، إن ما تردّد عن إلغاء لقاء القمة بين بوتين وترمب غير صحيح.

وأكد بيسكوف أن الرئيسين “لا يمكنهما الاجتماع لمجرد الاجتماع وإضاعة الوقت بل يجب التحضير”، ووصف الإعداد للقاء القمة بأنه عملية “معقدة”.

وفي شأن ذي صلة، تتواصل الاجتماعات بين كيريل ديمترييف، المبعوث الخاص للرئيس الروسي للاستثمار والتعاون الاقتصادي، ومسؤولين أميركيين، الأحد، في الولايات المتحدة، فيما أشار مسؤولون أميركيون إلى أن المبعوث الروسي التقى مبعوث الرئيس الأميركي الخاص، ستيف ويتكوف، السبت.

وبحسب ما أفادت وكالة “رويترز”، عُقدت اجتماعات بين ديمترييف وممثلي إدارة ترمب أيام 24 و25 و26 أكتوبر.

وقبل عقد الاجتماع، اعتبر ديمترييف، أن أوكرانيا وروسيا والولايات المتحدة “قريبة جداً” من التوصل إلى اتفاق دبلوماسي لإنهاء الحرب في أوكرانيا.

وجاءت هذه التصريحات بعد أن صرّح زيلينسكي، الأربعاء الماضي، بأن تجميد الحرب على طول خطوط المواجهة الحالية “حل وسط جيد”.

أسبوع مضطرب بين واشنطن وموسكو

وفي وقت سابق الجمعة، صرح المبعوث الروسي لشبكة “CNN” بأن: “اعتراف زيلينسكي المسبق بأن الأمر يتعلق بخطوط القتال يُعدّ خطوة كبيرة”.

وقال: “كما تعلمون، كان موقفه السابق هو ضرورة انسحاب روسيا بالكامل. لذا، أعتقد أننا قريبون جداً من حل دبلوماسي يمكن التوصل إليه”.

ويأمل الحلفاء الأوروبيون أن يواصل دونالد ترمب زيادة الضغوط على موسكو، ويدرسون كذلك اتخاذ إجراءات كبرى من ناحيتهم. ويعانون بالفعل من مواقف ترمب المتقلبة تجاه بوتين بين التساهل والغضب.

وبعد فترة من التقارب، يبدو الرئيس الأميركي أقل تفاؤلاً بشأن تعاون نظيره الروسي معه لإنهاء الحرب. وقال للصحافيين خلال رحلته إلى ماليزيا للمشاركة في اجتماعات قمة “آسيان”: “لن أضيع وقتي”، في إشارة إلى المحادثات التي ألغيت مؤخراً بين زعيمي البلدين.

وختم قرار ترمب بفرض عقوبات على روسيا، أسبوعاً مضطرباً فيما يتعلق بسياسة الإدارة الأميركية تجاه أوكرانيا، إذ تحدث ترمب مع بوتين في 16 أكتوبر الجاري، ثم أعلن بعدها خططاً لعقد قمة ثنائية في بودابست، وهو ما كان مفاجئاً لأوكرانيا.

في اليوم التالي، التقى ترمب بزيلينسكي في واشنطن، حيث ضغط المسؤولون الأميركيون على زيلينسكي للتخلي عن مساحات في منطقة دونباس في إطار اتفاق لتبادل الأراضي بهدف إنهاء الحرب.

ورفض زيلينسكي المقترح، وغادر ترمب الاجتماع بموقف يدعو إلى تجميد الصراع على الوضع الحالي لخطوط الجبهة.

شاركها.