أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، اليوم الاثنين 27 من تشرين الأول، عن تقديم مساعدات إنسانية لمحافظة السويداء، في إطار جهودها الرامية إلى “استعادة الاستقرار في جنوب سوريا”، وفق بيان صادر عن الوزارة.

وقالت الخارجية في بيانها المنشور عبر موقعها الرسمي، إن المساعدات تستهدف نحو 60 ألف شخص من أبناء الطوائف الدرزية والمسيحية والبدوية الذين “واجهوا أعمال عنف وتدميرًا لمنازلهم وفقدانًا لمصادر رزقهم”.

ويشمل الدعم، بحسب البيان، توفير مواد غذائية ومياه نظيفة ومستلزمات صحية عاجلة، إضافة إلى إعادة تأهيل المنازل وشبكات المياه تمهيدًا لعودة السكان إلى مناطقهم عندما تسمح الظروف الأمنية.

ورغم تراجع حدة الأعمال القتالية في المنطقة، أوضح البيان أن “الوضع الأمني لا يزال غير مستقر”، ما يحد من حركة الإمدادات ويؤثر في سلامة المدنيين، ويعيق عودة نحو 187 ألف نازح إلى منازلهم.

وتأتي هذه المساعدات لتلبية احتياجات العائلات النازحة المقيمة في الملاجئ والمجتمعات المضيفة، ولتخفيف أثر الانقطاع المستمر في سلاسل الإمداد التي تغذي الأسواق المحلية.

ودعت الولايات المتحدة في ختام بيانها الدول الشريكة إلى “تقديم مساعدات منقذة للحياة للشعب السوري الساعي إلى إعادة بناء حياته”، معتبرةً أن دعم جهود الإغاثة الإنسانية في سوريا “خطوة أساسية نحو تحقيق سلام واستقرار دائمين في الشرق الأوسط”.

الأمم المتحدة تحذر

حذّر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA)، في بيان أصدره، في 6 من تشرين الأول، من استمرار تدهور الوضع الإنساني في جنوب سوريا، ولا سيما في محافظة السويداء، رغم انخفاض حدة المعارك منذ تموز الماضي.

وأوضح المكتب أنه نفذ منذ بدء الأعمال العدائية 19 مهمة إنسانية إلى الجنوب السوري، بينها 12 مهمة إلى السويداء، وخمس إلى درعا، ومهمتان إلى ريف دمشق، لتقييم احتياجات السكان المتضررين والنازحين.

ويعرقل الوضع الأمني المتقلب وصول المساعدات ويقيد جهود حماية المدنيين، مع تسجيل حوادث مسلحة متفرقة، وتواجه الخدمات الأساسية في السويداء “ضغوطًا شديدة” نتيجة النزاع والتدهور الاقتصادي والعقبات الإدارية، وتتفاقم أزمة الغذاء والصحة والزراعة، بحسب البيان.

ودعا المكتب إلى تقديم دعم زراعي عاجل قبل موسم الزراعة الممتد من تشرين الأول حتى كانون الأول، لتجنب تفاقم انعدام الأمن الغذائي، محذرًا في الوقت نفسه من أن مستشفى شهبا يعاني نقصًا حادًا في المياه والكهرباء والاتصالات والإمدادات الطبية.

كما أوضح البيان أن 62 مدرسة كانت تُستخدم كمراكز إيواء أغلقت مع بداية العام الدراسي، مما أدى إلى نزوح أكثر من 7400 شخص.

وختم المكتب تحذيره بالتذكير بأن خطة الاستجابة الإنسانية في سوريا، والبالغة قيمتها 3.2 مليار دولار، لم تُموّل سوى بنسبة 18% فقط، وهو ما يهدد بتقويض قدرة المنظمات الإنسانية على تلبية الاحتياجات العاجلة للسكان المتضررين.

أحداث السويداء

بدأت أحداث السويداء، في 12 من تموز الماضي، بعد عمليات خطف متبادلة بين سكان حي المقوس في السويداء، ذي الأغلبية البدوية وعدد من أبناء الطائفة الدرزية، تطورت في اليوم التالي إلى اشتباكات متبادلة.

تدخلت الحكومة السورية في 14 من تموز، لفض النزاع، إلا أن تدخلها ترافق مع انتهاكات بحق مدنيين من الطائفة الدرزية، ما دفع فصائل محلية للرد، بما فيها التي كانت تتعاون مع وزارتي الدفاع والداخلية.

في 16 من تموز، خرجت القوات الحكومية من السويداء، بعد تعرضها لضربات إسرائيلية، ما أعقبه انتهاكات وأعمال انتقامية بحق سكان البدو في المحافظة، الأمر الذي أدى إلى إرسال أرتال عسكرية على شكل “فزعات عشائرية” نصرة لهم.

وبعد ذلك، توصلت الحكومة السورية وإسرائيل إلى اتفاق بوساطة أمريكية، يقضي بوقف العمليات العسكرية.

جنبلاط يعتبر تغيير اسم “جبل العرب” تشويهًا للتاريخ

المصدر: عنب بلدي

شاركها.