أعلنت الخارجية السورية، متابعتها لقضية شاب سوري، يجري التحقق من صدور حكم “إعدام شنقًا حتى الموت” بحقّه، من محكمة عراقية، بسبب العثور على فيديو للرئيس أحمد الشرع، على خاصية “الستوري” في حسابه على “فيسبوك”.

وانتشرت وثيقة على وسائل التواصل الاجتماعي، تظهر صورة قرار بالحكم على محمد أحمد سليمان حسن 22 عامًا، بالإعدام شنقًا حتى الموت، صادر عن محكمة جنايات النجف في العراق، وفق أحكام المادة الرابعة، من قانون مكافحة الإرهاب العراقي.

وقال محمد الأحمد، مدير إدارة الشؤون العربية في وزارة الخارجية السورية، في تغريدة على حسابه بمنصة “إكس” اليوم، تعليقًا على الوثيقة المتداولة، “تتم متابعة القضية مع الحكومة العراقية عبر القنوات الرسمية لحين التحقق من صحة الوثيقة المنشورة ومتابعتها أصولا”.

حكم بالإعدام على شاب سوري في العراق بسبب ةوضع في هاتفه صورة الرئيس الشرع 27 تشرين الأول 2025 (المعتصم الكيلاني)

حكم بالإعدام على شاب سوري في العراق بسبب ةوضع في هاتفه صورة الرئيس الشرع 27 تشرين الأول 2025 (المعتصم الكيلاني)

شقيق محمد، وهو فؤاد سليمان (قُبض عليه في العراق وجرى ترحيله إلى سوريا مؤخرا) أفاد بأن السلطات العراقية كانت قد اعتقلته مع شقيقه في شهر آذار 2025 في أثناء وجودهما في العراق، قبل أن تفرج عنه وتُبقي محمد قيد الاحتجاز.

وذكر أنه خلال تفتيش هاتف محمد، عُثر على فيديو وصور للرئيس أحمد الشرع، ومقطع فيديو يظهر فيه عناصر من “الجيش السوري الحر” في أثناء أسر مقاتلين من “حركة النجباء” العراقية.

وتابع أن شقيقه المحكوم عليه بالإعدام، أدلى باعترافات تحت وطأة التعذيب بالكهرباء والضرب، ووجهت له عدة اتهامات بأنه يمثل “خلايا نائمة لحكومة الجولاني الإرهابية”، و”يرسل إحداثيات لسوريا” وأنه كان يتواصل مع “الجيش السوري الحر” قبل سقوط النظام.

كما أفاد فؤاد، بأن سوريين آخرين وهما عمر معت هرموش، ومحمد خورشيد، حكمت محكمة جنايات النجف على كليهما بـ 15 سنة سجنًا.

موضحًا أن سبب الحكم على عمر هرموش هو شتم الأمين العام السابق لـ “حزب الله” اللبناني، حسن نصرالله، والتواصل مع أشخاص داخل سوريا، بينما لم يوضح سبب الحكم على خورشيد.

رسالة إلى مفوضية حقوق الإنسان

الخبير القانوني والمتخصص في مجال حقوق الإنسان والقانون الجنائي الدولي، المعتصم الكيلاني، أعلن في منشور على حسابه بمنصة “فيسبوك” إرساله عريضة إلى المفوضية السامية لحقوق الانسان، مكتب العراق بشأن قضية الشاب السوري.

وفي رسالته، طالب الكيلاني بـ”تدخل عاجل بشأن انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان”.

وبحسب رسالة المحامي، فقد تعرّض المذكور أثناء التحقيق إلى تعذيب شديد وصعق كهربائي، وأُجبر على توقيع اعترافات لا يعلم محتواها دون حضور محامٍ، ثم أُحيلت قضيته إلى المحكمة تحت تهم تتعلق بـ “الإرهاب” استنادًا إلى قانون مكافحة الإرهاب رقم 13 لسنة 2005، ليُحكم عليه بالإعدام.

الشاب السوري محمد أحمد سليمان حسنالشاب السوري محمد أحمد سليمان حسن

الشاب السوري محمد أحمد سليمان حسن

وأشار المحامي، إلى أن الانتهاكات القانونية في هذ القضية شملت:

  • مخالفة المادة 19 من الدستور العراقي التي تكفل:
    “حق المتهم في محاكمة عادلة علنية، وحقه في الدفاع، وعدم جواز انتزاع الاعتراف بالإكراه أو التعذيب.”
  • بطلان أي اعتراف يتم الحصول عليه تحت التعذيب أو الإكراه، وفقًا لقانون أصول المحاكمات الجزائية رقم 23 لسنة 1971 (المادة 218).
  • انتهاك حق المتهم في الدفاع وحرمانه من توكيل محامٍ أثناء التحقيق والمحاكمة.
  • سوء تطبيق قانون مكافحة الإرهاب رقم 13 لسنة 2005 الذي يُستخدم في حالات غير مشمولة بتعريف الإرهاب، مما يمثل توسعًا مخالفًا لمبدأ الشرعية الجنائية

أما على المستوى الدولي، فينتهك القرار المادة 6 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية (ICCPR) الذي صادق عليه العراق، والتي تضمن الحق في الحياة ولا تجيز الإعدام إلا وفقاً لأشد الجرائم خطورة وبعد محاكمة عادلة.

كما ينتهك المادة 7 من العهد نفسه التي تحظر التعذيب أو المعاملة القاسية أو المهينة، ويخالف اتفاقية مناهضة التعذيب (CAT) التي انضم إليها العراق سنة 2011، والتي تلزم الدولة بالتحقيق في أي ادعاءات تعذيب ومعاقبة المسؤولين عنها.

كما يشير القرار بحسب المحامي، إلىىانتهاك المادة 19 من العهد الدولي التي تضمن حرية التعبير، حيث أن نشر محتوى سياسي أو إعلامي لا يُعد جريمة بموجب القانون الدولي.

وطلب الكيلاني من المفوضية السامية لحقوق الإنسان:

  • تجميد تنفيذ حكم الإعدام بحق محمد حسن فورًا لحين إعادة التحقيق في القضية.
  • فتح تحقيق مستقل ومحايد بإشراف دولي في مزاعم التعذيب وسوء المعاملة التي تعرض لها المتهم أثناء احتجازه.
  • ضمان محاكمة عادلة وفقًا للمعايير الدولية، وتمكينه من توكيل محامٍ والدفاع عن نفسه بحرية.
  • دعوة السلطات العراقية إلى مراجعة قانون مكافحة الإرهاب بما يتفق مع المعايير الدولية وضمان عدم استخدامه لتقييد حرية التعبير.
  • إيفاد بعثة مراقبة قضائية من الأمم المتحدة لمتابعة إجراءات المحاكمة والتحقيق.

المصدر: عنب بلدي

شاركها.