أعلن وزير الحرب الأميركي بيت هيجسيث، الثلاثاء، أن الجيش الأميركي نفذ ثلاث ضربات، الاثنين، في مياه شرق المحيط الهادئ ضد قوارب يشتبه في أنها تحمل مخدرات، ما أسفر عن سقوط 14 شخصاً، ونجاة شخص واحد، حسبما ذكرت وكالة “أسوشيتد برس”.
وكانت هذه هي المرة الأولى التي يُعلن فيها عن ضربات متعددة في يوم واحد، إذ شُنّت هذه الضربات، لتمثل تصعيداً مستمراً في وتيرة الهجمات في مياه أميركا الجنوبية، التي بدأت في أوائل سبتمبر الماضي.
وأفاد بيان صادر عن مسؤول في “البنتاجون”، طلب عدم الكشف عن هويته، بأن الغارات نُفذت قبالة سواحل كولومبيا، وفي أعقاب هجوم على قارب.
ورصد الجيش شخصاً في الماء متشبثاً بحطام، وأبلغ الجيش خفر السواحل الأميركي وطائرة عسكرية مكسيكية كانت تعمل في المنطقة بالموقع الدقيق للناجي.
وقال هيجسيث إن سلطات البحث والإنقاذ المكسيكية “تولت مسؤولية تنسيق عملية الإنقاذ للناجي الوحيد”، لكنه لم يذكر ما إذا كان تم إنقاذ هذا الشخص بنجاح أو ما إذا كان سيبقى في حجز المكسيك، أو يتم تسليمه إلى الولايات المتحدة.
وفي غارة جوية نُفذت في وقت سابق من هذا الشهر، أنقذ الجيش الأميركي الرجلين، وأعادهما إلى كولومبيا والإكوادور.
ونشر هيجسيث لقطات للضربات الأخيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، تُظهر قاربين يتحركان في الماء في لقطات منفصلة، أحدهما محمل بكمية كبيرة من الطرود، ثم انفجر كلاهما فجأةً وشوهدا مشتعلين.
وقال هيجسيث إن “أجهزة الاستخبارات لدينا كانت تعرف السفن الأربع، وكانت تمر عبر طرق معروفة لتهريب المخدرات، وتحمل المخدرات”.
ولم تقدم إدارة ترمب أي دليل يدعم مزاعمها بشأن القوارب، أو ارتباطها بعصابات المخدرات، أو حتى هوية الأشخاص الذين قتلوا في هذه الضربات، وفقاً للوكالة.
وارتفعت حصيلة القتلى جراء الغارات الـ13 المعلن عنها منذ أوائل سبتمبر، إلى 57 شخصاً على الأقل.
وزعم هيجسيث أن عصابات المخدرات “قتلت أميركيين أكثر مما قتله تنظيم القاعدة، وسيتم التعامل معهم بالمثل”.
تنفيذ الضربات الجوية
وبحسب USA Today فإن ترمب يحمل فنزويلا ورئيسها نيكولاس مادورو مسؤولية دخول المخدرات التي مصدرها عصابات المخدرات الفنزويلية إلى الولايات المتحدة بشكل غير قانوني.
وذكر ترمب مؤخراً بأنه يدرس اتخاذ إجراء عسكري ضد أهداف برية في فنزويلا بعد إشادته بالهجمات البحرية، ووصفها بالنجاح.
ومع ذلك، لم يُقدّم ترمب بعد أدلة إلى الكونجرس تُثبت مزاعم نقل المخدرات على متن القوارب المزعومة.
وذكر الديمقراطيون في الكونجرس أنهم لم يتلقوا أي معلومات عن هويات الضحايا أو المعلومات الاستخباراتية التي تُشير إلى أن القوارب كانت تُحاول نقل المخدرات إلى الولايات المتحدة.
وفي فبراير، صنف ترمب بعض عصابات المخدرات باعتبارها “منظمات إرهابية أجنبية”، وهي الخطوة التي يزعم مسؤولون في الإدارة أنها “تمنحهم مبرراً قانونياً للضربات”.
وكانت الولايات المتحدة، قد فرضت عقوبات على الرئيس الكولومبي جوستافو بيترو، واتهمته بالتقاعس عن وقف تدفق الكوكايين إلى الأراضي الأميركية، وذلك في خضم تصعيد واشنطن لضغوطها على الرجل الذي دخل في خلاف مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب.
وشهدت العلاقة بين ترمب وبيترو عدة مواجهات منذ أن تولى الرئيس الأميركي منصبه مرة أخرى في يناير، بما في ذلك خلاف محتدم ناجم عن هجمات عسكرية أميركية على سفن تقول واشنطن إنها تنقل المخدرات في المنطقة.
دعوات فنزويلية
كما وجه الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، الخميس، نداءً بالإنجليزية مع تصاعد التوتر بين واشنطن وكراكاس، داعياً الولايات المتحدة إلى تجنب “الحرب المجنونة وجنون الحرب” مع بلاده، قائلاً: “لا لحرب المجانين، لا لجنون الحرب”.
وجاء تصريح مادورو بعد أن قال ترمب إنه فوّض بتنفيذ عمليات سرية ضد فنزويلا، في ظل تصاعد حملة عسكرية أميركية ضد ما يُزعم أنهم مهربو مخدرات في الكاريبي والمحيط الهادئ.
وقال مادورو خلال اجتماع مع النقابات المؤيدة له: “نعم للسلام، نعم للسلام إلى الأبد، لا للحرب المجنونة، رجاءً!”.
وجاءت تصريحات الرئيس الفنزويلي في سياق تصعيد الولايات المتحدة لعملياتها العسكرية التي تستهدف تجار المخدرات المزعومين في منطقة البحر الكاريبي والمحيط الهادئ.
