يستعد الرئيس الأميركي دونالد ترمب لعقد محادثات حاسمة، على هامش اجتماع قادة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ (APEC)، الذي يعقد في مدينة غيونغجو التاريخية في كوريا الجنوبية خلال يومي الأربعاء والخميس.

وستكون أولى محادثات ترمب مع رئيس كوريا الجنوبية لي جاي ميونج، الأربعاء، لتضييق الفجوات حول تعهد سول باستثمارات تبلغ 350 مليار دولار أميركي، والوصول إلى صفقة تجارية مع واشنطن من شأنها أن تقلل من التعريفات الجمركية الأميركية على سلعها.

وأشارت الوكالة الكورية الجنوبية للأنباء (يونهاب) إلى أنه “لا يزال غير مؤكد ما إذا كان بإمكان الجانبين التوصل إلى اتفاق خلال القمة؛ بسبب النقاط الشائكة الرئيسية، ومنها تمويل حزمة الاستثمار”.

وقد يحصل الرئيس الأميركي على نسخة من تاج ذهبي للعهد الكوري القديم، إذ نقلت الوكالة عن المكتب الرئاسي بأنه “يفكر في إهداء ترمب نسخة طبق الأصل من التاج الذهبي القديم الشهير لمملكة سيلا (57 قبل الميلاد – 935 م)، الذي حكم حوالي ثلثي شبه الجزيرة الكورية في ذروتها، وعاصمتها غيونغجو، مصنوع خصيصاً كهدية”. 

وبدأت سول، التي شهدت تحولات سياسية، بالفعل في استكشاف علاقاتها مع جارتها الصين، التي يزور رئيسها شي جينج بينج لأول مرة منذ 11 عاماً.

ويتوقع مراقبون أن تكون الزيارة الصينية منعطفاً في العلاقات الكورية الصينية، لا سيما على الجانب التجاري.

كما ينتظر أن يكون لها دور في خفض التوترات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، الصين والولايات المتحدة، خاصة حين تضع بكين جانباً كبيراً من النقاش مع واشنطن في لقاء متوقع بين الرئيسين ترمب وشي، عقب اتفاق أساس حول الخطوات الأولى للهدنة التجارية بين البلدين نتج عن مكالمات هاتفية بين الرئيسين وخمس جولات من المشاورات كانت آخرها في كوالالمبور بين المسؤولين الصينيين والأميركيين.

من جهة أخرى، هناك محادثات مرتقبة للرئيس الأميركي في جولته الآسيوية مع رئيس كوريا الشمالية كيم جونج أون، لكن بيونج يانج لم ترد على مقترح اللقاء الذي أعرب ترمب عن رغبته بعقده في المنطقة منزوعة السلاح بين الكوريتين “بانمونجوم” التي شهدت خلال الأيام الماضية أعمال نظافة لم تشهدها منذ عام، بحسب الإعلام الكوري الجنوبي.

وعبّر ترمب مراراً عن رغبته في استعادة الدبلوماسية مع كيم، مشيداً بعلاقته الشخصية معه، ووصفه بأنه “رجل ذكي”.

“اغتنام الفرصة”

وكان وزير شؤون الوحدة في كوريا الجنوبية تشونج دونج يونج قد دعا ترمب، الجمعة، إلى عقد لقاء مع زعيم كوريا الشمالية خلال زيارته لسول، مطالباً الزعيمين باغتنام فرصة نادرة للسلام، بحسب وكالة “يونهاب” الكورية الجنوبية للأنباء.

واعتبر تشونج، وهو كبير صانعي السياسة في سول فيما يتعلق بالعلاقات بين الكوريتين، أن زيارة ترمب إلى كوريا الجنوبية تمثل “فرصة من السماء”، يمكن أن تساعد في تعزيز مكانة كوريا الشمالية على الساحة العالمية، وتحسين اقتصادها.

ونقلت “يونهاب” عن تشونج قوله لوسائل إعلام كورية جنوبية: “يجب على زعيمي كوريا الشمالية والولايات المتحدة ألا يفوّتا هذه الفرصة، وأن يعملا على اتخاذ قرار جريء”.

والتقى ترمب مع كيم 3 مرات خلال فترة رئاسته السابقة، لكنهما لم يتوصلا إلى اتفاق بشأن إنهاء برنامج “بيونج يانج” النووي، بسبب خلافات حول رفع العقوبات، وكيفية التخلص من المنشآت النووية في كوريا الشمالية.

ويشكك مسؤولون في سول، بمن فيهم الرئيس الكوري الجنوبي لي جي ميونج، في إمكانية عقد اجتماع جديد الأسبوع المقبل، لكنهم رحبوا بإمكانية تحقيق تقدم في المسار الدبلوماسي مع بيونج يانج إذا تم ذلك.

وقال تشونج إن “هذه الزيارة تمثل فرصة لتجاوز التحضيرات والتنسيق اللذين يتطلّبهما عادة عقد لقاء بين زعيمي الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، وهي إجراءات تجعل لقاءهما أمراً بالغ الصعوبة في الظروف العادية”.

شاركها.