وصل الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأربعاء، إلى كوريا الجنوبية، آخر محطات جولته الآسيوية، وحيث يرتقب أن يلتقي الرئيس الصيني شي جين بينج الخميس، ويشارك في قمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (أبيك).
وقال ترمب على متن الطائرة الرئاسية في الطريق إلى كوريا الجنوبية بعد زيارة اليابان، إن العلاقات مع الصين “جيدة للغاية”، وإنه يعتقد أنه سيحظى بـ”اجتماع رائع” مع الرئيس الصيني.
ووصف ترمب جولته الآسيوية التي بدأت الأحد، من ماليزيا، بأنها كانت “رائعة حتى الآن”، وذكر أنه يتوقع تخفيض التعريفات الجمركية على الصين والمرتبطة بتهريب الفنتانيل إلى الولايات المتحدة.
وأضاف ترمب أن تركيزه الدبلوماسي الفوري ينصبّ على مفاوضات التجارة مع الصين، لكنه ألمح في الوقت نفسه إلى أنه قد يعود قريباً إلى المنطقة لعقد لقاء مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون. وقلل ترمب من اختبار كوريا الشمالية لصواريخ الثلاثاء، قائلاً: “إنه (كيم) يطلق الصواريخ منذ عقود، أليس كذلك؟”.
وقالت وكالة الأنباء المركزية الكورية الرسمية إن الصواريخ التي أُطلقت الثلاثاء، حلّقت لأكثر من ساعتين قبل أن تُصيب أهدافها بدقة في المياه الغربية للبلاد، وفق “أسوشيتد برس”.
وجدّد ترمب تأكيده رغبته في لقاء الزعيم الكوري الشمالي في وقتٍ ما، قائلاً: “كان لدينا تفاهم جيد جداً فيما بيننا”.
وذكر مكتب الرئاسة في كوريا الجنوبية، إن الرئيس الكوري الجنوبي لي جاي ميونج سيبحث مع ترمب الأربعاء، قضايا التجارة والاستثمار والسلام في شبه الجزيرة الكورية، وذلك خلال محادثات ثنائية بين الجانبين في مدينة جيونغجو.
وذكر أنه سيناقش أزمة المزارعين الأميركيين بعد وقف الصين شراء محصول فول الصويا، مع الرئيس الصيني، وكذلك، تدفقات المواد الأولية لصناعة الفنتانيل.
محادثات ترمب في كوريا الجنوبية
وستكون أولى محادثات ترمب مع رئيس كوريا الجنوبية لي جاي ميونج، الأربعاء، لتضييق الفجوات حول تعهد سول باستثمارات تبلغ 350 مليار دولار أميركي، والوصول إلى صفقة تجارية مع واشنطن من شأنها أن تقلل من التعريفات الجمركية الأميركية على سلعها.
وأشارت الوكالة الكورية الجنوبية للأنباء (يونهاب) إلى أنه “لا يزال غير مؤكد ما إذا كان بإمكان الجانبين التوصل إلى اتفاق خلال القمة؛ بسبب النقاط الشائكة الرئيسية، ومنها تمويل حزمة الاستثمار”.
وقد يحصل الرئيس الأميركي على نسخة من تاج ذهبي للعهد الكوري القديم، إذ نقلت الوكالة عن المكتب الرئاسي بأنه “يفكر في إهداء ترمب نسخة طبق الأصل من التاج الذهبي القديم الشهير لمملكة سيلا (57 قبل الميلاد – 935 م)، الذي حكم حوالي ثلثي شبه الجزيرة الكورية في ذروتها، وعاصمتها غيونغجو، مصنوع خصيصاً كهدية”.
وبدأت سول، التي شهدت تحولات سياسية، بالفعل في استكشاف علاقاتها مع جارتها الصين، التي يزور رئيسها شي جين بينج كوريا الجنوبية، لأول مرة منذ 11 عاماً.
ويتوقع مراقبون أن تكون الزيارة الصينية منعطفاً في العلاقات الكورية الصينية، لا سيما على الجانب التجاري.
لقاء ترمب وشي
ويرى خبراء صينيون وأميركيون تحدثوا لـ”الشرق”، أن قمة ترمب وشي ستركّز على 3 ملفات رئيسية تشكّل جوهر التباين بين واشنطن وبكين؛ وهي مكافحة مخدر الفنتانيل، واستيراد فول الصويا الأميركي، وضمان تدفق المعادن النادرة إلى السوق الأميركية من الصين، التي تُعدّ المورد الأبرز عالمياً في هذا المجال.
وكان وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت ألمح إلى احتمال التوصل إلى اتفاق بشأن فول الصويا بعد أن أوقفت الصين شراءه من الولايات المتحدة في خضم الحرب التجارية.
ووفقاً لجمعية فول الصويا الأميركية، تعد الصين أكبر مشتر للمنتج، إذ تستورد أكثر من 50% من الصادرات الأميركية لعامي 2023 و2024.
ومع ذلك، من غير المرجح أن يستعيد فول الصويا الأميركي حصته السوقية المفقودة مع استمرار الصين في تنويع مشترياتها من دول أخرى، وفقاً لتقرير دراسة أجرته شركة أكسفورد إيكونوميكس، وهي شركة استشارية اقتصادية عالمية.
