أجرى مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية CIA، جون راتكليف، مباحثات مع عدد من المسؤولين الأوروبيين، في زيارة لم يتم الإعلان عنها مسبقاً إلى بروكسل، خلال الأسبوع الجاري، لتأكيد التزام واشنطن بتبادل المعلومات الاستخباراتية، في ظل تراجع الثقة الأوروبية؛ بسبب تقلبات السياسة الأميركية، خصوصاً إزاء أوكرانيا.

والتقى راتكليف، حسبما نقلت “بوليتيكو”، مع كايا كالاس، مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، إلى جانب مسؤولين من مركز الاستخبارات والمعلومات الأوروبي INTCEN، ومديرية استخبارات هيئة الأركان العسكرية الأوروبية EUMS.

ووفق مسؤولين أوروبيين، كان الهدف من الزيارة، طمأنة الحلفاء الأوروبيين وتجديد الالتزام الأميركي بتبادل المعلومات الاستخباراتية، بعد تزايد القلق في بعض العواصم الأوروبية من تقلّبات السياسة الخارجية لإدارة الرئيس دونالد ترمب.

تراجع ثقة الأوروبيين

وتأتي هذه التحركات في ظل تراجع الثقة الأوروبية تجاه واشنطن، خصوصاً بعد قرارات مفاجئة اتخذتها إدارة ترمب، مثل وقف تبادل المعلومات الاستخباراتية مع كييف في مارس الماضي، وتغييرات إدارة ترمب في أجهزة الاستخبارات الأميركية.

ورغم أن راتكليف كان رسمياً في بروكسل لإطلاع مجلس شمال الأطلسي “الناتو” على آخر المستجدات، إلا أن اجتماعه الجانبي مع جهاز العمل الخارجي للاتحاد الأوروبي EEAS، حمل إشارة واضحة إلى أن وكالة الاستخبارات الأميركية ترغب في الحفاظ على قنوات التواصل مفتوحة.

وقال أحد المسؤولين، إن هذه اللقاءات لن تكون لمرة واحدة، مضيفاً أن الطرفين ناقشا ملفات مشتركة تشمل روسيا والصين والشرق الأوسط، وفق “بوليتيكو”.

وقالت المتحدثة باسم وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، ليز ليون، إن اللقاء تناول “التهديدات المتزايدة التي تمثلها روسيا والصين على الأمن عبر الأطلسي”، إلى جانب سبل التعاون في مواجهتها، مؤكدة أن “أي تقارير تزعم أن الأوروبيين أعربوا عن قلقهم من موثوقية الولايات المتحدة غير صحيحة ومضللة”.

وتأتي هذه الزيارة في مرحلة حساسة، إذ تعمل الأجهزة الأوروبية على تأسيس منظومة استخباراتية أوروبية مشتركة لمواجهة النفوذ الروسي، فيما أعادت بعض الدول، مثل هولندا، النظر في تبادل المعلومات مع واشنطن، مشيرة إلى تدخلات سياسية ومخاوف تتعلق بحقوق الإنسان.

وكانت صحيفة “وول ستريت جورنال”، أفادت نقلاً عن مسؤولين حاليين وسابقين، بأن وكالة الاستخبارات الداخلية التابعة لوزارة الخارجية الأميركية شككت في فكرة استعداد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للتفاوض على إنهاء الحرب في أوكرانيا، وذلك خلافاً لتقييم أكثر تفاؤلاً قدمته وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، بشأن فرص المحادثات المحتملة.

وأشارت الصحيفة الأميركية، إلى أن محللين في مكتب الاستخبارات والبحوث بوزارة الخارجية الأميركية، المعروف باسم INR، عبّروا عن هذا الرأي المعارض في تقييمات وإحاطات سبقت اجتماع الرئيس دونالد ترمب مع نظيره الروسي في أغسطس الماضي في أنكوراج بولاية ألاسكا.

وأجرى ترمب اتصالاً وصفه بأنه “مثمرة جداً” مع بوتين في وقت سابق من الشهر الماضي، وأعلن عن لقاء محتمل بينهما في العاصمة المجرية بودابست، إلا أن هذا الاجتماع وضع على قائمة الانتظار بسبب مخاوف أميركية بشأن استعداد الرئيس الروسي للتفاوض وإنهاء الحرب.

شاركها.