محمد قدو الأفندي خاص اخبار تركيا

في كل خطابات الملك وفي أوقات اشتداد الازمة بين المغرب والجزائر بسبب ازمة الصحراء المغربية لم تخلو تلك الخطب من الدعوة الى المصالحة وفتح صفحة جديدة بين العاصمتين الرباط والجزائر أملا في احياء الاتحاد المغربي .

وفي خطاب النصر بعد خمسين عاما من بدأ المسيرة الخضراء التي دعا اليها ملك المغرب الراحل الحسن الثاني والتي انطلقت نحو مدن الصحراء المغربية والتي شغلت الدبلوماسية المغربية طيلة فترة نصف قرن مع دول العالم باهداف ثلاثة وهي احقية المغرب في الصحراء المغربية ووحدة الأراضي المغربية والحل الأمثل لتلك الازمة بأصدار قانون الحكم الذاتي لسكان الصحراء ، وهذه الأهداف الثلاثة رغم أنها كانت تصب في بوتقة واحدة ألا ان تناولها مع دول العالم كانت بمداخيل مختلفة كل دولة حسب رؤيتها للمشكلة ، ولذا بدات الاعترافات حول احقية المغرب كنتاج صميمي متكامل كحالة مثلى للحفاظ على وحدة الأراضي المغربية والاعتراف وأستحسان مشروع الحكم الذاتي التي شرعته القيادة المغربية .

ان الدعوة الأخوية التي اطلقها جلالة الملك محمد السادس للرئيس الجزائري بعد نفاذ كل الحجج التي كانت يوما ما مادة دسمة للصراع بين الاشقاء ، تعبر بحق عن الاصالة والشرف في التعامل مع الاشقاء لأن ان تلك الدعوة والتي وجهت سابقا لأكثر من مرة للزعماء الجزائريين لانهاء الخلاف والكف عن دعمهم لجبهة البوليساريو الرافضين لوحدة الأراضي المغربية .

ان تبني مجلس الامن قرار الحكم الذاتي المشرع من قبل القيادة المغربية ينهي أي حجة أو وسيلة للعودة ولو لخطوة واحدة الى ويفتح الباب أمام مصراعية الأن ومستقبلا لعودة السكان القاطنين في المخيمات داخل الجزائر لاخذ مواقعهم وفرصهم في الحياة الكريمة في مدنهم داخل الصحراء المغربية وكما أشار الى هذه النقطة بأسهاب خطاب الملك المغربي
(وفي هذا السياق، نوجه نداء صادقا، لإخواننا في مخيمات تندوف، لاغتنام هذه الفرصة التاريخية، لجمع الشمل مع أهلهم، وما يتيحه الحكم الذاتي، للمساهمة في تدبير شؤونهم المحلية، وفي تنمية وطنهم، وبناء مستقبلهم، في إطار المغرب الموحد.
وبصفتي ملك البلاد، الضامن لحقوق وحريات المواطنين، أؤكد أن جميع المغاربة سواسية، لا فرق بين العائدين من مخيمات تندوف، وبين إخوانهم داخل أرض الوطن )

والدعوة أيضا كانت موجهة الى رئيس دولة الجزائر وبصيغة أخوية مماثلة حاضرة في الاذهان الروابط الأخوية بين الشعبين وفاتحة لتعاون مستقبلي تخص مواطني الاتحاد المغربي ، وهذه الدعوة القيمة بصيغة مخلصة تناسى فيها ملك المغرب أنتصار دبلوماسيته في أحقية الصحراء بعد تبني مجلس الامن المشروع المغربي لحل أزمة الصحراء حيث قال: (ومن جهة أخرى، أدعو أخي فخامة الرئيس عبد المجيد تبون، لحوار أخوي صادق، بين المغرب والجزائر، من أجل تجاوز الخلافات، وبناء علاقات جديدة، تقوم على الثقة، وروابط الأخوة وحسن الجوار.
كما نجدد التزامنا بمواصلة العمل، من أجل إحياء الاتحاد المغاربي، على أساس الاحترام المتبادل، والتعاون والتكامل، بين دوله الخمس.) .

وهنا لابد من الإشارة الى أن الصيغة المغربية للحكم الذاتي والتي تبنتها الدول العظمى قبل أقرارها من مجلس الامن كالولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والكثير من دول العالم الشقيقة والصديقة والتي تجاوزت ثلثي دول المعمورة قد سنت باحترافية دبلوماسية تكفل حقوق سكان الصحراء المغربية في إدارة مناطقهم مثلما تؤمن لهم التطور والازدهاروترويج كافة نتاجاتهم الاقتصادية والزراعية أسوة بالنتاجات الاقتصادية لباقي سكان المغرب ، وهنا لابد من الإشارة الى التفاهم المغربي مع دول الاتحاد الأوربي لتعديل صيغة الاتفاق الموقع بينهم حيث تبنت دول الاتحاد بوضع الملصقات التعريفية لمنتوجات سكان مناطق الصحراء .

وهنا لا بد أيضا من الإشارة أن الفترة التي سبقت قرار مجلس الامن بتبني مشروع القيادة المغربية للحكم الذاتي للصحراء لم تتخلى فيها الحكومة المغربية عن ألتزاماتها في دعم سكان الصحراء بكل أشكال الدعم بدأ بالدعم المادي واللوجستي ومد شبكات الطرق والجسور لتسهيل النقل بكافة أشكاله البشري ونقل المحاصيل الزراعية وبسط الامن والاستقرار أسوة بكل التراب المغربي ، وعليه فأن الاستنتاج الأولى لتبني مجلس الامن لصيغة الحكم الذاتي نابع من الاثار التي خلفها الاهتمام المخلص للمؤسسات المغربية بسكان ومدن الصحراء المغربية أسوة بكل مناطق وسكان المغرب .

عن الكاتب


شاركها.