– أمير حقوق
مع تطور العلاقة بين دمشق والرياض، ودخول الاستثمارات السعودية بمختلف القطاعات الاقتصادية في سوريا، يتوقع فنانون أن تكون الدراما أحد القطاعات التي ستستفيد من هذا الانفتاح.
وتشكل الدراما جزءًا مهمًا في المحتوى الترفيهي الذي تنتجه وتعرضه مؤسسات خليجية، وأبرزها سعودية، وتشهد المواسم الدرامية حضورًا دائمًا لأعمال سورية من إنتاج سعودي، لكنه تراجع في الفترة التي أعقبت الثورة عام 2011.
ومع بدء مرحلة جديدة بين دمشق والرياض، يسعى قطاع الدراما إلى إعادة ترتيب أوراقه من خلال التعاون مع شركات الإنتاج.
أثر السياسة والاقتصاد في الدراما
تتباين التوقعات حول كيفية تأثير الاستثمارات السعودية على جودة الإنتاج السوري ومجالات أخرى في صناعة الدراما، مثل التوزيع والتسويق، بالإضافة إلى تأثيرها على الوضع الاجتماعي والسياسي للفن السوري.
الفنان السوري وائل زيدان، يعتقد أنه بعد انقطاع سوريا عن السعودية خلال سنوات الثورة السورية، تبدأ اليوم مرحلة جديدة عقب عودة العلاقات بين البلدين، وترسم الاستثمارات صورة هذه العلاقة.
يجب على هذه الاستثمارات الاقتصادية أن تشمل كل القطاعات، بما فيها الفن والدراما، لأن الدراما يحكمها رأس المال، لخلق أعمال درامية بجودة عالية تعيد ألق المسلسلات السورية، وفق ما أوضحه وائل زيدان في حديثه إلى.
وتابع أن مساهمة رأس المال السعودي بالإنتاج الدرامي، يمكن أن يفتح آفاق الإنتاج، ويؤثر على قطاع الإعلام أيضًا، من خلال ولادة قنوات تلفزيونية سورية عديدة.
الفنانة السورية سحر فوزي، قالت ل، إن الاستثمارات السعودية وشركات الإنتاج السعودية كانت تسهم بالإنتاج الدرامي السوري منذ سنوات طويلة، واليوم ينبغي عودة مجد ذلك الإنتاج.
هناك تحضيرات سعودية لإطلاق خطة كبيرة تتعلق بالدراما السورية وإنتاجها، والتوقعات ترجح أن للاستثمارات السعودية دورًا كبيرًا في صناعة الدراما قريبًا، وفق ما كشفته سحر فوزي.
بدوره، الفنان السوري حسام الشاه، يرى أن ما يجري من دخول للاستثمار السعودي هو أمر منطقي وطبيعي، يعكس محبة الشعبين، خاصة أن هناك ثقافة مشتركة بين سوريا والسعودية، وما نشهده الآن هو مرحلة جديدة مع عودة العلاقات.
وقال الشاه، “منذ الثمانينيات، كانت هناك أعمال سورية من إنتاج سعودي، والآن يتوقع أن ينعكس هذا التعاون على مستوى الدراما المقدمة، عبر تركيز الاستثمارات على الدراما السورية”.
الدراما ما لم تجد رأس مال يدعمها، فاستمراريتها صعبة، والدراما السورية اليوم بحاجة إلى مستثمرين ومنتجين أقوياء ماديًا، يدعمون مسيرتها، ويقدمون ما يلزم للنهوض بها، بحسب ما قالته الفنانة السورية ريم عبد العزيز ل.
وأضافت أن هناك “بوادر إيجابية” من الاستثمارات السعودية في سوريا على قطاع الدراما، ووجود شراكات سورية- سعودية في مجال الدراما والفن سيعيد إحياء الصناعة كما كان سابقًا.
التسويق والإنتاج
يتوقع العاملون في قطاع الدراما أن يؤثر الانفتاح السياسي ودخول الاستثمارات على قطاع الدراما، ما يعني ظهور آثار الاستثمار بالدراما على الأعمال المقدمة سواء بالمضمون أو الأداء أو الإخراج والصورة الفنية.
الفنانة السورية سحر فوزي، قالت إن دخول الاستثمارات السعودية وغيرها للدراما السورية سيؤدي إلى ضخ إنتاجي، وعندها ستتوفر النصوص المهمة، مما ينعكس على الممثلين وجودة الأداء المقدم.
هذه النقطة تعكس الحاجة إلى تجديد المحتوى الفني السوري ليواكب متطلبات الجمهور، ويوازي الإنتاجات الأخرى في المنطقة، بحسب ما قالته الفنانة سحر فوزي.
الفنان حسام الشاه، يرى أن دخول الاستثمارات السعودية يساعد في انتشار الدراما السورية بأسواق أكبر من خلال منصات البث الرقمية.
الناقد الفني عامر عامر، اعتبر في حديث سابق إلى، أن الانفتاح السياسي يُشرع الباب أمام شركات الإنتاج العربية والأجنبية للاستثمار والتصوير في مناطق كثيرة من سوريا، مرجحًا ذلك لعدة مغريات، منها الانقطاع عن هذه المواقع لسنوات، والتكلفة والتقديرات المالية، وهذا سيصب في خانة الإنتاج وزيادة الميزانيات.
وتطرق عامر إلى مسألة عودة الفنانين السوريين المهاجرين من ممثلين وكتاب ومخرجين، فهؤلاء لهم حسابات كثيرة، ولا بد أن وجودهم سيرجح الكفة لتقديم الدراما السورية نفسها بصورة أكثر إشراقًا مع رؤى مختلفة.
واعتبر أن كل ذلك سيزيد من اتساع رقعة جمهور الدراما السورية، وباقتراب الأعمال من الواقع سيكون لمساحة النقد المجتمعي حضورها المهم والفاعل، وهو ما يزيد من محبة الناس للدراما من جديد.
مرتبط
المصدر: عنب بلدي
