كان وعد بلفور الذي تحل ذكراه الـ108 هذا العام بمثابة بداية المأساة الإنسانية التي غيرت وجه التاريخ، حين منحت بريطانيا ما لا تملك للحركة الصهيونية التي لا تستحق، بهدف إقامة وطن لليهود على أنقاض الدولة الفلسطينية وعلى حساب تهجير مئات الآلاف من الفلسطينيين إلى المنافي والمخيمات حتى الآن.

لقد أقدمت بريطانيا في ذلك الوقت على خطيئة لن يغفرها التاريخ، وهي بمثابة جريمة سياسية وتاريخية، وحتى الآن لم تكفّر عن هذا الذنب بإنهاء الاحتلال اللا قانوني للأراضي الفلسطينية.

ولم يكن وعد بلفور مجرد موقف عابر؛ بل كان الأساس الذي قامت عليه جريمة استعمارية مزدوجة، تمثلت في استعمار بريطاني سلّم الأرض الفلسطينية للاحتلال الصهيوني، واغتصاب متواصل لوطن كامل، ما زال الشعب الفلسطيني يدفع ثمنه دمًا وتهجيرًا وعدوانًا بعد أكثر من قرن على صدوره.

وما أشبه اليوم بالثاني من نوفمبر من عام 1917؛ إذ أقدمت على إسرائيل على تنفيذ كافة ممارسات الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة، دون أن يتخذ العالم موقفًا موحّدًا لردع هذا الكيان المارق الذي بات منبوذًا من المجتمع الدولي، في مشهد يُنذر بتغليب شريعة الغاب على القوانين والمواثيق الدولية.

إنَّ الشعب الفلسطيني هو صاحب هذه الأرض، ومن حقه مُمارسة كافة أشكال النضال التي تمكنه من استرداد أرضه وإقامة دولته المستقلة وتقرير مصيره، وعلى العالم أجمع أن يدعم هذه الحقوق العادلة وفقًا للمواثيق والأعراف الدولية.

شاركها.