قال نايجل فاراج زعيم حزب الإصلاح البريطاني، إنه يريد أن يعيش أكبر عدد ممكن من الأثرياء في بريطانيا، منتقداً سياسات حكومة حزب العمال والحكومات المحافظة السابقة التي رفعت الضرائب على أصحاب الثروات.
وفي خطاب ألقاه في الحي المالي بالعاصمة لندن، استعرض فاراج رؤيته الاقتصادية، متناولاً ملفات تمتد من تحرير الأسواق إلى خفض الدعم الموجّه للطاقة، فيما اتهم الحزبين التقليديين، العمال والمحافظين، بأنهما “قادا الاقتصاد البريطاني نحو الهاوية”، بحسب بلومبرغ.
ويسعى فاراج، الذي كان أحد أبرز مهندسي خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، إلى استقطاب شريحتين متناقضتين من الناخبين: الأثرياء الذين كانوا يدعمون المحافظين سابقاً، والعمال من الطبقة الكادحة الذين كانوا يصوتون لحزب العمال.
“لا تناقض في المسار”
وأكد فاراج أنه لا يرى تناقضاً في هذا المسار، قائلاً: “إذا غادر الأثرياء البلاد، وتوقفوا عن دفع الضرائب، فسيتحمّل الفقراء عبء الضرائب الإضافية. يجب أن نُبقي في بلادنا أولئك الذين يمتلكون روح المخاطرة الفريدة، الذين يكرّسون حياتهم لمشاريع يسعون إلى إنجاحها”.
ورغم أن حزب الإصلاح لم يفز سوى بخمسة مقاعد في مجلس العموم خلال الانتخابات العامة العام الماضي، إلا أنه يتصدّر استطلاعات الرأي منذ ستة أشهر، ويحاول فاراج تقديم حزبه كـ”حكومة بديلة” من خلال تعديل سياساته تدريجياً. فقد تراجع عن بعض الوعود التي تضمّنها “عقده مع الشعب” والتي نصّت على تخفيضات ضريبية بقيمة 90 مليار جنيه إسترليني، مبرراً ذلك بضرورة الواقعية في ظل ضغوط الدين العام والعجز المالي.
وقال فاراج: “ندرك أن خفض الضرائب بشكل واسع، في ظل الوضع المالي الصعب الذي نعيشه، ليس أمراً واقعياً حالياً. نحن نتصرف بنضج ومسؤولية، ولا نبالغ في الوعود”.
وانتقد فاراج الضرائب المفروضة على تداول الأسهم وإلغاء نظام “غير المقيمين” non-dom الذي كان يسمح للأثرياء الأجانب بالإعفاء من بعض الضرائب، معتبراً أن هذه السياسات أدت إلى “نزوح جماعي للأثرياء” من البلاد.
كما هاجم ما وصفه بـ”التكاليف الجنونية” للسياسات المناخية التي “جعلت بريطانيا تتحمل أعلى تكاليف للطاقة الصناعية في العالم”.
“تناقض في الرسالة”
وتتناقض رسالة فاراج مع التوجه الذي يتبناه حزب الخضر في الجهة الأخرى من الطيف السياسي، والذي شهد تنامياً في شعبيته بقيادة زعيمه الجديد زاك بولانسكي، الذي وعد بزيادة الضرائب على الأثرياء البريطانيين.
ولم يركّز فاراج كثيراً في خطابه، على السياسات الموجهة للفئات الأقل دخلاً، بل أشار إلى أن هناك من يرى أن الحد الأدنى للأجور في المملكة المتحدة “مرتفع جداً” بالنسبة للشباب، رغم تأكيده أن حزبه “يقف إلى جانب العاملين”.
كما تعهّد فاراج بإدخال مزيد من أصحاب الخبرة في قطاع الأعمال إلى الحكومة، وخفض فواتير الطاقة المنزلية بـ165 جنيهاً إسترلينياً، وإطلاق أكبر خطة لبناء منازل “ميسورة التكلفة حقاً” في تاريخ بريطانيا، إضافة إلى إلغاء الزيادة التي فرضتها وزيرة الخزانة رايتشل ريفز العام الماضي على ضريبة الميراث المفروضة على المزارع.
وعندما سُئل عن هوية الشخص الذي قد يعينه وزيراً للخزانة إذا فاز حزب الإصلاح في الانتخابات العامة المقبلة، المقررة بحلول منتصف عام 2029 على أقصى تقدير، قال فاراج “إن تشكيل فريقه القيادي لا يزال قيد الإعداد”، مضيفاً: “حتى الآن، لسنا جاهزين بعد”.
									 
					