اخبار تركيا

دعا زعيم تنظيم PKK الإرهابي المسجون، عبد الله أوجلان، في رسالة نُشرت الثلاثاء، جميع الأطراف المشاركة في عملية السلام بتركيا إلى بذل جهود حقيقية لضمان نجاحها، وإحراز تقدم في هذا المسار.

ويقود أوجلان، مؤسس التنظيم، جهودًا للانتقال من التمرد المسلح الكردي الذي دام 4 عقود ضد الدولة التركية إلى نضال سياسي ديمقراطي من أجل حقوق الأقلية الكردية في تركيا.

أعلنحزب “DEM” الكرديفي تركيا، أنه أجرى لقاءً “إيجابياً للغاية” مع أوجلان، أمس الاثنين، في محبسه بسجن إمرالي، هو العاشر من نوعه.

وأوضح الحزب في بيان أن اللقاء استمر قرابة ثلاث ساعات وجرى في أجواء “إيجابية”، مشيراً إلى أن أوجلان قدّم خلال اللقاء تقييمات سياسية ركز فيها على أهمية فهم العلاقة التاريخية بين الشعبين الكردي والتركي، مذكّراً بأنها “علاقة تمتد لألفَي عام وتشكل ركائز راسخة ينبغي تعزيزها وإصلاحها”.

وأكد أوجلان، بحسب بيان الحزب، أن المرحلة الحالية تتطلّب الانتقال من رسم الخطوط الفاصلة إلى “رسم أفق سياسي جديد يستوعب تحديات اليوم”، مشدداً على ضرورة السعي إلى “بناء مرحلة إيجابية، لا هدامة أو سلبية”.

ودعا إلى ضرورة أن يكون هناك “إدماج للظاهرة الكردية بجميع أبعادها ضمن شرعية الجمهورية أساساً لعملية انتقالية قوية، إذ إنّ الانتقال إلى الشرعية ظاهرةً شاملة سيعزز الأسس القانونية للجمهورية الديمقراطية”، مؤكداً بحسب البيان أن “فرصة التكامل الديمقراطي التي نقترب منها اليوم هي فرصة محلية وعالمية، للانتقال إلى مرحلة إيجابية، ومن الضروري أن يتصرف الجميع بحساسية وجدية ومسؤولية خلال هذه العملية”.

وكان وفد من حزب “DEM” قد أجرى لقاء مع أوجلان، أمس الاثنين، بعد أيام عدّة على لقاء وفد من الحزب مع الرئيس التركيرجب طيب أردوغان.

وضمّ وفد الحزب الكردي في الزيارة، التي استغرقت قرابة خمس ساعات، كلاً من النائبَين البرلمانيَين برفين بولدان ومدحت سنجار والمحامي فايق إرول.

ووصف أردوغان، يوم السبت الماضي، اللقاء الذي جرى مع وفد حزب ديم بـ”المثمر”، وقال: “سنبدأ حقبة جديدة يسود فيها السلام والأمن والطمأنينة والأخوة، ليس داخل حدودنا فحسب، بل خارجها أيضاً، ونحن ملتزمون بذلك التزاماً كاملاً، وسنحقق هدف تركيا خالية من الإرهاب”.

وأضاف: “استقبلنا وفد حزب ديم، وعقدنا معهم اجتماعات بناءة ومثمرة بشأن المستقبل، وسنرى نتائج هذه الاجتماعات في الأيام القادمة”.

وفي سياق متصل، قال دولت بهجلي، زعيم حزب الحركة القومية وحليف الرئيس أردوغان، إنه قد يكون من المفيد إطلاق سراح صلاح الدين دمرداش، زعيم حزب الشعوب الديمقراطي السابق المؤيد للأكراد.

وجاء هذا التعليق المفاجئ أمام الصحفيين خارج البرلمان بعد عام من دعوة بهجلي، الذي دفع في الماضي باتجاه تغييرات كبيرة في سياسة أردوغان، إلى بدء عملية سلام مع تنظيم PKK الإرهابي المحظور.

ومنذ أغسطس/آب تعمل لجنة برلمانية مشتركة من مختلف الأحزاب على وضع إطار قانوني لهذا الانتقال إلى السلام، يشمل تحديد مصير أوجلان المحتجز في الحبس الانفرادي منذ 1999، والضمانات الأمنية المحتملة لمقاتلي التنظيم.

وكتب أوجلان في الرسالة التي نشرها وفد من حزب المساواة وديمقراطية الشعوب المؤيد للأكراد الذي زاره في السجن، الاثنين: “للانتقال إلى مرحلة إيجابية، من الضروري أن يتصرف الجميع بحساسية وجدية وشعور بالمسؤولية”. وأضاف: “يجب أن يكون أساس ذلك دمج القضية الكردية بجميع أبعادها في الإطار القانوني للبلاد والانخراط في عملية انتقال راسخة”.

وكان تنظيم PKK الإرهابي قد تخلى رسميًا عن كفاحه المسلح ضد الدولة التركية في مايو/أيار، ليضع بذلك حدًا لأربعة عقود من نزاع أودى بحياة قرابة 50 ألف شخص من الجانبين. وأعلن التنظيم الشهر الماضي سحب آخر مقاتليه من تركيا إلى شمال العراق، ليكمل بذلك المرحلة الأولى من عملية السلام التي بدأت قبل عام.

شاركها.