سيد حسين القصاب | تصوير سهيل وزير

استضافت مملكة البحرين أعمال مؤتمر إدارة الحدود والتكنولوجيا بحضور وزير الداخلية الفريق أول الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة، وعدد من الوزراء والسفراء والمسؤولين، وبمشاركة نخبة من المسؤولين والخبراء من مختلف دول العالم، وذلك لبحث أحدث الابتكارات والتقنيات الحديثة في مجال أمن الحدود، وتبادل الخبرات حول أفضل الممارسات لتسهيل حركة السفر وتعزيز حماية المنافذ.

ويأتي انعقاد المؤتمر في إطار جهود مملكة البحرين لتعزيز منظومتها الأمنية باستخدام التكنولوجيا الحديثة، وتطوير البنية التحتية للمنافذ الحدودية بما يواكب التطورات العالمية في هذا المجال.

وذكر وكيل وزارة الداخلية لشؤون الجنسية والجوازات والإقامة الشيخ هشام بن عبدالرحمن آل خليفة، أن مؤتمر الأمن الحدودي يُعد من المؤتمرات المهمة في مملكة البحرين، كونه يسلط الضوء على دور التكنولوجيا في دعم منظومة الأمن الحدودي.

وأشار إلى أن الحضور الكبير من الجهات الحكومية والشركات يعكس الاهتمام بتطوير البنية التحتية للمنافذ، مؤكداً أن حماية الحدود تمثل أولوية للدول من خلال الاستثمار في الأنظمة الذكية القادرة على تحديد المخاطر وتسهيل العبور.

وأضاف أن العالم يتجه اليوم نحو مفهوم «العبور غير اللمسي»، وهو ما تتبناه مملكة البحرين ضمن جهودها لتسهيل حركة المسافرين والسياح بصورة آمنة وسلسة، مشيراً إلى أن المؤتمر يتضمن عروضاً مختلفة من شركات محلية ودولية، إلى جانب عرض تجربة البحرين في تطوير أمن الحدود واستعراض آليات العمل والتوجهات المستقبلية في هذا المجال.

من جانبه، أكد رئيس منظمة الإنتربول اللواء د. أحمد الريسي، أن أمن الحدود أصبح هاجساً عالميًا تواجهه جميع الدول، مشيراً إلى أن هذا المؤتمر يمثل منصة مهمة تجمع خبرات متنوعة تسهم في إيجاد توصيات عملية تساعد الدول على مواجهة التحديات المشتركة.

وكشف أن منظمة الإنتربول تمتلك نحو 19 قاعدة بيانات تحتوي على أكثر من 155 مليون سجل ومعلومة، تُستخدم في دعم عمليات تبادل المعلومات ومتابعة المخاطر بين الدول الأعضاء البالغ عددها 196 دولة.

وأضاف أن مفهوم تأمين الحدود لم يعد يقتصر على إقامة الحواجز والجدران، بل أصبح يعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة لمواجهة الجرائم العابرة للقارات، مشدداً على أهمية التعاون الأمني واستخدام التكنولوجيا الحديثة في تعزيز أمن المنافذ.

وبيّن الريسي أن المنظمة تقدم أكثر من 20 ألف دورة تدريبية سنوياً لتأهيل الكوادر الأمنية في الدول الأعضاء، وأن أمن الحدود يمثل أحد أهم مجالات تركيز الإنتربول، مشيراً إلى أن المعلومات أصبحت اليوم القوة الحقيقية التي تمكّن الأجهزة الأمنية من اتخاذ القرارات الدقيقة لحماية الحدود.

بدوره، أوضح الرئيس التنفيذي للمؤسسة العامة لجسر الملك فهد يوسف العبدان، أن المؤسسة طورت منظومة عبور حديثة تعتمد على تقنيات الدفع المسبق والتعرف الآلي على المركبات عبر أرقام اللوحات، مما يتيح فتح البوابات تلقائيًا دون تدخل بشري.

وأشار إلى أن متوسط زمن العبور عبر الجسر في صباح الرابع من شهر نوفمبر كان يبلغ نحو 6 دقائق، فيما يتم تحديث البيانات بشكل مستمر كل خمس دقائق، وتُعرض هذه المعلومات بشكل مباشر عبر تطبيق جسر الملك فهد الذي يمكّن المستخدمين من متابعة حركة المرور والتخطيط لرحلتهم بسهولة، إضافة إلى إمكانية الدفع المسبق لتسريع عملية العبور.

من جهتها، بيّنت المكلفة بتسيير أعمال شعبة خدمة العملاء في شؤون الجمارك الرائد عالية القحطاني، أن مشاركة الجمارك في المؤتمر جاءت لاستعراض تجربة مركز خدمة العملاء عن بُعد، والذي يقدّم أكثر من عشر خدمات افتراضية تُسهل على المسافرين والمقيمين والتجار إنجاز معاملاتهم إلكترونياً.

وأوضحت أن المركز يوفر خدمات متعددة تشمل التصاريح والتفاويض وتخليص البضائع، عبر قنوات إلكترونية متنوعة مثل الموقع الإلكتروني، والبريد الإلكتروني، والاتصال المرئي، والواتساب، بهدف تحسين تجربة المتعاملين وتيسير الإجراءات الجمركية.

ويواصل مؤتمر إدارة الحدود والتكنولوجيا جلساته بمشاركة واسعة من ممثلي المؤسسات الأمنية والتقنية والشركات العالمية، لبحث سبل توظيف التكنولوجيا الحديثة في تعزيز أمن المنافذ وتسهيل حركة العبور، بما يسهم في دعم التنمية والأمن في المنطقة.

شاركها.