حسم الديمقراطيون أولى المعارك الانتخابية في ولاية الرئيس الأميركي الثانية دونالد ترمب، بعد حملات انتخابية تركزت على مناهضة الرئيس الأميركي، قبل عام من انتخابات التجديد النصفي المقررة في نوفمبر 2026. 

بدوره أرجع الرئيس الأميركي، في أول تعليق له عقب إعلان النتائج، على منصته للتواصل الاجتماعي “تروث سوشيال”، أسباب أول خسارة انتخابية للحزب الجمهوري منذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير الماضي، “لعدم وجود اسم ترمب على بطاقة الاقتراع، والإغلاق الحكومي، وفقاً لخبراء استطلاعات الرأي”، على حد وصفه.

في مدينة نيويورك، حصد زهران ممداني، الديمقراطي الاشتراكي، البالغ من العمر 34 عاماً، منصب عمدة مدينة نيويورك، في انتصار تاريخي تفوق فيه على الحاكم الديمقراطي السابق أندرو كومو، والذي حظي بدعم ترمب، ليصبح أول مسلم، وأصغر من تولى هذا المنصب في تاريخ الولايات المتحدة.

وسجل التصويت في تلك الانتخابات، أعلى نسبة مشاركة منذ عام 1969، إذ توافد أكثر من مليوني ناخب من سكان نيويورك إلى صناديق الاقتراع في تلك الانتخابات.

وحصد الديمقراطيون كذلك في ولاية نيوجيرسي، منصب حاكم الولاية، إذ فازت المرشحة الديمقراطية ميكي شيريل بالمنصب، متغلبة على الجمهوري، جاك سياتاريلي، الذي كان قد حصل على تأييد الرئيس الأميركي دونالد ترمب.

ونشرت شيريل رسالة قصيرة على منصة “إكس”، في أعقاب إعلان النتائج، تشكر فيها الناخبين على اختيارهم لها، وقالت: “إنه لشرف حياتي أن أحظى بثقتكم لأصبح الحاكمة السابعة والخمسين لهذه الولاية العظيمة.. سأقود بشجاعة”.

وستخلف شيريل الحاكم الديمقراطي فيل مورفي، الذي منعته القيود القانونية من الترشح لولاية جديدة. وهذه هي المرة الأولى منذ عام 1961 التي يفوز فيها حزب واحد بثلاث ولايات متتالية في منصب حاكم نيوجيرسي.

وشيريل البالغة من العمر 53 عاماً، من قدامى المحاربين في البحرية الأميركية، ومثّلت منطقة في شمال نيوجيرسي في مجلس النواب الأميركي لأربع دورات، وستصبح ثاني امرأة تتولى منصب حاكم الولاية.

وقد جعلت شيريل من معارضة ترمب وأجندته، محور رسائل حملتها، وغالباً ما ربطت سياتاريلي بالرئيس الأميركي. واتجهت شيريل نحو سياسات معتدلة، وأولت اهتماماً لقضايا تكلفة المعيشة، بما في ذلك طرح خطط لمعالجة الارتفاع الكبير في تكاليف الخدمات في الولاية.

وفي ولاية فرجينيا، عاد الديمقراطيون إلى قيادة الولاية بعد غياب استمر 4 سنوات، إذ حسمت المرشحة الديمقراطية، أبيجيل سبانبرجر، انتخابات منصب حاكم ولاية فرجينيا، على حساب منافستها الجمهورية، وينسوم إيرل سيرز، لتصبح بذلك أول امرأة تتولى هذا المنصب في تاريخ الولاية، كما أصبحت الديمقراطية الاشتراكية، غزالة هاشمي، أول أميركية مسلمة، ومن أصل هندي تتولى منصب نائب حاكم ولاية فرجينيا.

ودخلت هاشمي، التي عملت في السابق كأستاذة جامعية في فيرجينيا، عالم السياسة في عام 2019 عندما انتزعت مقعداً في مجلس الشيوخ بالولاية كان في يد الجمهوريين، ثم فازت لاحقاً بالانتخابات التمهيدية الديمقراطية لمنصب نائب الحاكم في يونيو الماضي.

ويأتي فوز سبانبرجر، بعد منافسة قوية مع إيرل سيرز، حيث ركزت حملتها على قضايا المعيشة، وتأثير السياسات الفيدرالية على سكان الولاية، التي تضم عدداً كبيراً من الموظفين الحكوميين.

وسعت سبانبرجر، إلى ربط منافستها بسياسات وتوجهات الرئيس دونالد ترمب، رغم غياب دعمه لمرشحة الحزب الجمهوري، في محاولة لاستقطاب الناخبين المعتدلين والمتأثرين بسياسات الإدارة السابقة.

أجيال مختلفة وأيديولوجيات متباينة

مثلت الحملة الانتخابية في نيويورك، منافسة بين الأجيال والأيديولوجيات السياسية المتباينة في الحزب الديمقراطي، في الوقت الذي يسعى فيه الحزب إلى إعادة رسم صورته المتضررة من انتخابات 2024.

استغل ممداني سنوات من الاستياء من ارتفاع الأسعار، وركز برنامجه الانتخابي على القدرة على تحمل التكاليف وفرض ضرائب على الأثرياء لدفع تكاليف التوسع الشامل في الخدمات العامة. وأنعشت مقترحاته بما في ذلك حافلات المواصلات العامة المجانية وتجميد الإيجارات الجناح اليساري في حزبه، لكنها أثارت انتقادات من النخبة الثرية في المدينة.

وقدمت هذه السباقات الثلاثة للحزب الديمقراطي، فرصة اختبار مختلف لأساليب الحملات الانتخابية قبل عام من انتخابات التجديد النصفي لعام 2026، عندما ستكون السيطرة على الكونجرس على المحك.

فمنذ فوز الرئيس دونالد ترمب العام الماضي، وجد الديمقراطيون أنفسهم خارج السلطة في واشنطن، ويكافحون لإيجاد أفضل سبيل للخروج من المأزق السياسي.

وركز المرشحون  الديمقراطيون الثلاثة (ممداني وشيريل وسبانبرجر)، على القضايا الاقتصادية، لا سيما القدرة على تحمل تكاليف المعيشة؛ لكن سبانبرجر وشيريل تنتميان إلى الجناح المعتدل في الحزب، في حين أدار ممداني حملته الانتخابية باعتباره تقدمياً وصوتاً من جيل جديد.

شاركها.