افتتحت هيئة الأفلام السعودية، الثلاثاء، منصة إنتاج افتراضي متطورة داخل استوديوهات “جاكس” في حي الدرعية بالرياض، في خطوة تُعدّ من أبرز مشروعات تطوير البنية التحتية لصناعة السينما في المملكة، ودعماً لمستهدفات “رؤية السعودية 2030” في تعزيز الاقتصاد الإبداعي وجذب الإنتاجات العالمية، بحسب وكالة الأنباء السعودية (واس).

وتُعتبر استوديوهات “جاكس” أحدث منشأة إنتاج سينمائي في العاصمة، ومركزاً متقدماً للإنتاج الافتراضي، بما يتيح لصنّاع الأفلام تنفيذ أعمالهم باستخدام تقنيات محاكاة عالية الدقة وفق معايير عالمية.

وتم تصميم منصة الإنتاج الافتراضي بالتعاون مع شركة “بيكسوموندو” المتخصصة في المؤثرات البصرية والإنتاج الافتراضي، وبالاعتماد على نظام شاشات (VERONA Crystal LED) من “سوني”، وهو من أحدث الأنظمة المستخدمة في الإنتاجات السينمائية الكبرى في هوليوود.

منصة تقنية متقدمة

وتضم المنصة 2720 لوحة (Sony VERONA Crystal LED) بدقة 2.3 ملم، داخل مساحة استوديو يبلغ عرضها 23 متراً، وعمقها 27.5 متر، وارتفاعها 10 أمتار، مع تكامل كامل بين أنظمة تتبع حركة الكاميرات والمعالجة الفورية وإنتاج المؤثرات البصرية داخل الكاميرا (VFX). وتتيح هذه المنظومة قدرة على محاكاة بيئات واقعية عالية الجودة تُلبي احتياجات الإنتاجات السينمائية الطموحة.

وتُعد استوديوهات “جاكس” مركزاً متكاملاً للإنتاج السينمائي، إذ تضم مسرحين صوتيين بمساحة 1500 متر مربع لكل منهما، إضافة إلى صالة لكبار الشخصيات، وقاعة سينما حديثة، ومكاتب إنتاج، ومساحات تجهيز مجهزة بالكامل، بما يتيح بيئة عمل متكاملة لصنّاع الأفلام المحليين والدوليين تحت سقف واحد.

وقال الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، وزير الثقافة السعودي، في كلمة ألقاها نيابة عنه نائب وزير الثقافة حامد فايز خلال الحفل، إن افتتاح استوديوهات “جاكس” تمثل “صفحة جديدة في مسيرة ازدهار الصناعة السينمائية في المملكة، وانعكاساً للتحول الثقافي الذي تشهده البلاد ودعم رؤية السعودية 2030″، وأكد أن المشروع يجسّد التزام المملكة ببناء صناعة سينمائية متكاملة تسهم في تعزيز الاقتصاد الإبداعي.

من جانبه، قال عبد الله بن ناصر القحطاني، الرئيس التنفيذي لهيئة الأفلام، إن استوديوهات “جاكس” “تشكّل علامة فارقة في مسيرة صناعة الأفلام السعودية”، موضحاً أن الاستثمار في بنية تحتية عالمية للإنتاج الافتراضي “خطوة استراتيجية نحو بناء صناعة أفلام تنافس عالمياً”.

وأضاف أن المشروع ينسجم مع التزام الهيئة “بتمكين صُنّاع الأفلام بالتقنيات والمرافق والشراكات التي تدعم إبداعهم وإنتاجهم على أعلى المستويات”.

وقال عبد الجليل الناصر، المدير العام لتطوير القطاع وجذب الاستثمار في الهيئة، إن المشروع “يمثل نقلة نوعية في مشهد الإنتاج الإقليمي”، مشيراً إلى أن الدمج بين تقنيات “سوني” وخبرات “بيكسوموندو” يوفر “بيئة إنتاج بمعايير عالمية، من أدق تفاصيل البكسل إلى أعلى مستويات التكامل التقني”.

وتقع الاستوديوهات في موقع استراتيجي في الرياض، بما يتيح وصولاً مباشراً إلى الفنادق الفاخرة والمطار الدولي وشبكات خدمات الإنتاج المتنامية في المملكة، الأمر الذي يجعلها وجهة مفضلة للإنتاجات المحلية والدولية، ويعزز فرص المملكة في جذب المشاريع السينمائية العالمية وتقديم خدمات إنتاج متقدمة من داخل السعودية.

شاركها.