توقّع جنسن هوانج، الرئيس التنفيذي لشركة “إنفيديا” (NVIDIA) الرائدة في صناعة الرقائق المتطورة، أن تتجاوز الصين الولايات المتحدة في سباق الهيمنة على الذكاء الاصطناعي.
وقال هوانج لصحيفة “فاينانشيال تايمز”، إن “الصين ستفوز بسباق الذكاء الاصطناعي”، معتبراً أن هذا التفوق المرتقب يرجع إلى “البيئة التنظيمية الأكثر مرونة في الصين، وتكاليف الطاقة المنخفضة”.
وتستفيد مراكز البيانات الصينية من دعم حكومي واسع للطاقة، مما يجعل شركات التكنولوجيا الكبرى، مثل ByteDance وAlibaba وTencent قادرة على تحمّل تكاليف تشغيل تقنيات الذكاء الاصطناعي الخاصة بها بسهولة أكبر.
ومقابل ذلك، تشهد الولايات المتحدة قيوداً تنظيمية أكبر.
وانتقد هوانج النهج الغربي، واصفاً إياه بأنه “يعيق التقدم”، كما أشار إلى العبء المحتمل المتمثل في تقارير بشأن إصدار كل ولاية أميركية قانوناً جديداً بشأن الذكاء الاصطناعي، ما يعني 50 قانوناً، وهو الأمر الذي قد “يخنق الابتكار والمنافسة” في مجال الذكاء الاصطناعي.
وأضاف هوانج لاحقاً، في تصريحات أوردتها “رويترز”، أنه “كما قلت منذ فترة طويلة، الصين متأخرة عن أميركا في الذكاء الاصطناعي ببضع نانوثانية فقط”.
وتابع: “من الضروري أن تفوز أميركا عبر التسريع في التقدم وكسب المطورين حول العالم”.
وفي أكتوبر الماضي، قال الرئيس التنفيذي لشركة “إنفيديا”، إن “الولايات المتحدة يمكنها الفوز في معركة الذكاء الاصطناعي إذا اعتمد العالم، بما في ذلك القاعدة الضخمة من المطورين الصينيين، على أنظمة إنفيديا”.
وحافظت الولايات المتحدة على موقف صارم يمنع بيع رقائق “إنفيديا” المتقدمة للصين، وهي سياسة أكدها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، بعد لقائه الرئيس الصيني شي جين بينج في كوريا الجنوبية الأسبوع الماضي.
صعود النماذج الصينية
ورغم أن ترمب منفتح على التفاوض بشأن بيع نسخة معدلة وأقل تقدماً من رقائق “بلاكويل” لـ”إنفيديا”، فإنه يُصرّ على حصر التكنولوجيا المتقدمة داخل الولايات المتحدة.
وقال هوانج في مؤتمر مطوري “إنفيديا”، الذي عُقد في واشنطن الشهر الماضي: “نريد أن تفوز أميركا بسباق الذكاء الاصطناعي، لا شك في ذلك”.
وأضاف: “نريد للعالم أن يُبنى على منظومة التكنولوجيا الأميركية، هذا مؤكد، لكننا نحتاج أيضاً إلى الوجود في الصين لكسب مطوريهم”، معتبراً أن “السياسة التي تجعل أميركا تخسر نصف مطوري الذكاء الاصطناعي في العالم ليست مفيدة على المدى الطويل، بل تضر بها أكثر”.
وقال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الأحد، إن رقائق “بلاكويل” الأكثر تقدماً من “إنفيديا”، يجب تخصيصها حصرياً للعملاء الأميركيين.
كما قال ترمب إن واشنطن ستسمح للصين بالتعامل مع “إنفيديا”، ولكن “ليس فيما يتعلق بأشباه الموصلات الأكثر تقدماً”.
وحققت الشركة مؤخراً إنجازاً بارزاً بوصول قيمتها السوقية إلى 5 تريليونات دولار، مدفوعة بالتفاؤل في الأسواق بشأن احتمال استئناف المفاوضات مع الصين.
ورغم هذه النجاحات، يشكل صعود نماذج الذكاء الاصطناعي الصينية، مثل DeepSeek تحدياً متزايداً للأميركيين.
وأثار نموذج اللغة المتطور الذي طرحته DeepSeek نقاشات في وادي السيليكون حول ما إذا كانت شركات أميركية مثل OpenAI وAnthropic قادرة على الحفاظ على تفوقها التقني.
