قال وزير الدفاع البلجيكي، ثيو فرانكن، الخميس، إن بلاده ستعمل على تعزيز مراقبة مجالها الجوي، بعد تكرار رصد طائرات مسيرة فوق مطاراتها وقواعدها العسكرية.

وتسبب رصد طائرات مسيرة في إغلاق مطاري بروكسل، ولييج في بلجيكا لساعات، مساء الثلاثاء، مما أدى إلى تحويل الكثير من الرحلات القادمة ومنع إقلاع رحلات أخرى.

وقال فرانكن، بعد اجتماع لمجلس الأمن في البلاد، لمناقشة توغلات الطائرات المسيرة: “علينا أن نكون قادرين على تحسين مراقبة مجالنا الجوي”.

اختراقات روسيا لأجواء أوروبا

وأضاف أن مركزاً للأمن الجوي في البلاد سيبدأ عمله بحلول الأول من يناير، وأنه في حالة رصد طائرات مسيرة مشبوهة وقتئذ “سنحاول قدر الإمكان إسقاطها، أو التشويش عليها”.

وأشار إلى أن الحكومة البلجيكية ستناقش أيضاً، الجمعة، الحصول على “أنظمة مضادة للطائرات المسيرة”.

وشهدت دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) حالة تأهب قصوى خلال الأسابيع القليلة الماضية بعد رصد طائرات مسيرة، وتوغلات جوية أخرى شملت مطارات كوبنهاجن، وميونيخ، ومنطقة البلطيق.

ودخلت نحو 20 طائرة مسيرة روسية المجال الجوي البولندي في سبتمبر.

ورفض فرانكن التعليق على أسئلة بشأن ما إذا كانت الحكومة تشتبه في كون روسيا وراء توغل الطائرات المسيرة.

وفتحت الشرطة البلجيكية تحقيقاً بعد رصد طائرات مسيرة فوق قواعد عسكرية في البلاد الأسبوع الماضي.

نظام أوروبي مضاد للمسيرات

ودعا فرانكن الحكومة البلجيكية إلى تعزيز الإنفاق على الدفاعات المضادة للطائرات المسيرة.

وتأتي هذه الدعوة بعد اقتراح المفوضية الأوروبية، الشهر الماضي، أربعة مشروعات دفاعية لدول القارة العجوز، ومنها نظام مضاد للطائرات المسيرة، وخطة لتحصين الحدود الشرقية مع روسيا، في إطار حملة لجعل دول الحلف مستعدة للدفاع عن نفسها بحلول عام 2030.

وكانت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين قد دعت، في خطاب حالة الاتحاد الذي ألقته مطلع أكتوبر المنصرم، إلى دعم إنشاء هذا المشروع “بتمويل أوروبي”، مؤكدة أن على الاتحاد الأوروبي “الاستجابة لنداء أصدقائنا في دول البلطيق للدفاع عن الحدود الشرقية للتكتل”.

استفزاز الناتو

تعليقاً على انتهاكات روسيا للأجواء الأوروبية، قال الخبير السابق في حلف شمال الأطلسي ووزارة الدفاع البريطانية، نيكولاس ويليامز: “لا أحد يعرف على وجه اليقين ما إذا كانت روسيا تختبر صبر حلف شمال الأطلسي (الناتو) بالفعل، أم أن الانتهاكات المتكررة لمجال الحلف الجوي ناتجة عن أخطاء عملياتية”.

وأضاف أنه “من غير المرجح أن تكون موسكو تختبر دفاعات الناتو عمداً؛ لأن من مصلحة روسيا توخي الحذر في هذه المرحلة، فهي لا تريد استفزاز الحلف في وقت تخوض فيه حرباً شاقة في أوكرانيا”.

ومع ذلك، أشار ويليامز إلى أن دولاً أوروبية، مثل بولندا، وإستونيا، تعتبران الانتهاكات “متعمدة”، وهددتا بإسقاط أي طائرة روسية تنتهك مجالهما الجوي، معتبراً أن هذا الإجراء سيكون “مشروعاً ومبرراً”، لكنه قد يؤدي إلى تصعيد خطير وإدخال دول الناتو في مواجهة مباشرة مع روسيا.

وفي الوقت نفسه، يرجح ويليامز أن تتجنب موسكو مستقبلاً مثل هذه الانتهاكات، سواء كانت مقصودة أم لا، خاصة من قِبل الطائرات المقاتلة، لتفادي أي تصعيد غير محسوب مع الحلف.

شاركها.