يأمل مخرج فيلم إسرائيلي، مرشح لجوائز الأوسكار لعام 2026، في إيقاظ التعاطف داخل إسرائيل بعد تجسيد رحلة فتى فلسطيني يحلم برؤية البحر.
وقليلاً ما بدت آفاق السلام الدائم بين الإسرائيليين والفلسطينيين أكثر قتامة مما هي عليه الآن، وذلك بعد الحرب الإسرائيلية على غزة التي استمرت عامين، فضلاً عن تصاعد عنف المستوطنين في الضفة الغربية.
لكن المخرج والكاتب شاي كارميلي بولاك شعر بالارتياح إثر الترحاب الذي حظي به فيلمه “البحر” بعد حصوله على أهم جائزة سينمائية في إسرائيل، ما أدى إلى ترشيحه تلقائياً للتنافس على جائزة الأوسكار لأفضل فيلم بلغة أجنبية، والتي سيجري إعلان الفائز بها في مارس المقبل.
وقال كارميلي بولاك، في مقابلة خلال الأسبوع الجاري، عقب عرض الفيلم: “التقيت بالجمهور الذي حضر لمشاهدة الفيلم، أدهشني تعاطفهم وبكاءهم في بعض الأحيان بسبب قصة الفيلم حيث وقعت أعمال عنف وفظائع في مكان ليس بعيد عن هنا”.
ويروي فيلم “البحر” قصة خالد، وهو فتى فلسطيني يقطن في الضفة الغربية المحتلة يخشى أن يكبر دون أن يرى البحر، فيخوض رحلة محفوفة بالمخاطر وحيداً دون أوراق سفر إلى إسرائيل سعياً لبلوغ الشاطئ.
ومُنع خالد قبلها عند نقطة تفتيش من استكمال رحلة مدرسية متجهة إلى البحر، ويؤدي اختفاؤه المفاجئ من المنزل إلى مخاطرة والده، وهو عامل غير موثق في إسرائيل، بالتعرض للاعتقال من خلال بدء عملية البحث عنه.
وحصل “البحر” على جائزة أفضل فيلم في حفل توزيع جوائز أوفير، في إسرائيل، سبتمبر الماضي، وهو أمر قوبل بتنديد وزير الثقافة الإسرائيلي ميكي زوهر، الذي سحب تمويلاً للحفل بسبب الصورة التي جسدها الفيلم للجيش الإسرائيلي.
وأصبحت حكومة إسرائيل منذ عام 2022 أكثر الحكومات يمينية في تاريخها، وتعارض بشدة قيام دولة فلسطينية وتتمسك بتوسيع الاستيطان في الضفة الغربية.
“العيش المشترك”
قال كارميلي بولاك وباهر إغبارية، وهو منتج إسرائيلي فلسطيني للفيلم، إن من المهم صنع أفلام تساعد الناس على سماع قصص بعضهم البعض.
وأضاف كارميلي بولاك “تنتابني حالة من الأمل في أن يفتح الفيلم قنوات جديدة من التعاطف والحب، وأن يقدم سبلاً جديدة تمكننا من العيش سوياً في هذا المكان”.
وقال إغبارية إن عرض قصة فلسطينية في دور السينما الرئيسية في إسرائيل بدا أمراً مُدهشاً في ظل أجواء الحرب.
وأضاف: “بسبب ما يجري، فهذا هو الوقت المناسب أيضاً لهذا الفيلم… لهذا النوع من القصص، من أجل الإصغاء لقصص الآخرين”.
وطُرح الفيلم في دور السينما بإسرائيل في يوليو، ولا يزال يعرض حتى الآن.
وفي حفل توزيع جوائز الأوسكار لعام 2025، أُعلن فوز الفيلم الإسرائيلي الفلسطيني “لا أرض أخرى” بجائزة أفضل فيلم وثائقي، مما أثار غضب الحكومة الإسرائيلية. ويتناول الفيلم قصة تهجير إسرائيل لمجتمع فلسطيني في الضفة الغربية.
وقال كارميلي بولاك، وهو ناشط معني بالسلام منذ فترة طويلة، إنه على الرغم من رغبة الحكومة في ألا يمثل إسرائيل، لكنه يشعر بالفخر كونه جزءاً من مجتمع صناع الأفلام الذين اختاروا تكريم “البحر”.
وأضاف “أمثل كل الشعوب، مثل الإسرائيليين والفلسطينيين، الذين يتطلعون إلى إحلال السلام والمساواة والعيش سوياً بطريقة تختلف عن الطريقة التي تنتهجها هذه الحكومة”.
