في زمن أصبحت فيه المكملات الغذائية تُسوّق على نطاق واسع عبر الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، يقع الكثير من المراهقين ضحية الوهم بأن تناول هذه المنتجات هو الطريق السريع نحو بناء العضلات أو الحصول على جسم مثالي.
من يحمي المراهق من فخ المكملات الغذائية؟
لكن الحقيقة مختلفة تمامًا؛ فالمكملات الغذائية ليست دائمًا آمنة، وقد تحمل مخاطر صحية ونفسية خطيرة إذا استُخدمت دون إشراف طبي.
فمن يحمي المراهق من هذا الفخ؟ ومن يتحمل مسؤولية التوعية والمراقبة؟
أولًا: لماذا يلجأ المراهقون إلى المكملات الغذائية؟
قال الدكتور عبد الرحمن شمس خبير التغذية من خلال تصريحات خاصة لـ صدى البلد، أن القصة تبدأ غالبًا من ضغوط الشكل والمظهر، فوسائل التواصل الاجتماعي تعج بصور الرياضيين والمشاهير الذين يمتلكون أجسامًا مثالية، مما يدفع المراهق إلى الرغبة في الوصول إلى نفس النتيجة بسرعة.
وهنا يدخل سوق المكملات، الذي يقدم حلولًا سحرية في شكل بروتينات، وأحماض أمينية، ومساحيق زيادة الوزن أو الحرق، دون أن يشرح حقيقة تأثيرها أو أضرارها.
مخاطر المكملات الغذائية على المراهقين

رغم أن بعض المكملات مفيدة عند الحاجة الطبية الفعلية، إلا أن الاستخدام العشوائي دون إشراف قد يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة.
1. أضرار على الكبد والكلى
المكملات الغنية بالبروتين أو الكرياتين قد تجهد الكبد والكلى، خاصة إذا كانت الجرعات مرتفعة أو تُستخدم لفترات طويلة.
2. اضطرابات هرمونية
بعض المكملات تحتوي على منشطات هرمونية أو مواد تشبه التستوستيرون، مما قد يؤدي إلى خلل في النمو، تساقط الشعر، حب الشباب، واضطرابات مزاجية.
3. تأثيرات نفسية وسلوكية
المراهق الذي يعتمد على المكملات لبناء جسده قد يقع في فخ الإدمان النفسي عليها، ويشعر بعدم الثقة بجسده الطبيعي.
كما أن التعرض المستمر لمحتوى تسويقي مضلل على الإنترنت قد يسبب قلقًا جسديًا واكتئابًا مرتبطًا بالمظهر.
4. مكونات مجهولة المصدر
كثير من المكملات تباع دون رقابة أو ترخيص، وقد تحتوي على مواد محظورة أو ملوثة تضر بالجهاز العصبي أو القلب.
وفق دراسات حديثة، أكثر من 30% من المراهقين الذين يستخدمون المكملات لا يقرؤون مكوناتها أو يستشيرون مختصًا قبل تناولها.
المصدر: صدى البلد
