هاجم وزير الدفاع الأميركي بيت هيجسيث، الجمعة، “البيروقراطية المتجذرة” في “البنتاجون”، واصفاً ثقافة التخطيط داخل الوزارة بأنها “أشبه بالتخطيط المركزي على النمط السوفييتي”، وحذر من أن البيروقراطية تهدد جاهزية الجيش الأميركي، وحذر شركات الدفاع من أن عليها “التكيف أو مواجهة التلاشي”.

وتعهد هيجسيث خلال لقائه مجموعة من العسكريين والمسؤولين التنفيذيين في قطاع الصناعات الدفاعية، بإعادة هيكلة عمليات شراء السلاح، بتحويل التركيز من إنتاج تقنيات متقدمة ومعقدة، إلى منتجات يمكن تصنيعها وتسليمها بسرعة.

وأضاف أن “الهدف بسيط، وهو تحويل منظومة الشراء بالكامل إلى وضع شبيه بزمن الحرب، لتسريع نشر القدرات بشكل كبير، والتركيز على النتائج”، وفق ما نقلت “أسوشيتد برس”.

تحذير لشركات الدفاع

وقال هيجسيث إن شركات الدفاع “تستفيد مالياً من ثقافتنا المتخلفة، إذ أصبح تجاوز الجداول الزمنية، وتراكمات الطلبات الضخمة، وزيادات التكاليف المتوقعة للغاية هي القاعدة”.

وأضاف هيجسيث أن البنتاجون لا يعارض تحقيق شركات الدفاع للأرباح، لكنه حذّر من أنه إذا لم تقم الشركات بإعادة استثمار أرباحها لزيادة القدرة الإنتاجية، فإن “الشركات الكبرى ستتلاشى”.

وأضاف: “إما أن تقدموا أنتم، شركاتنا، وصناعاتنا، وقاعدة الدفاع الصناعي لدينا الأداء المطلوب، أو نفشل نحن. إنها مسألة حياة أو موت حرفياً”، وفق مجلة National Defense.

وتابع: “اليوم، أود أن أتحدث إليكم عن عدو يُشكل تهديداً بالغ الخطورة، للولايات المتحدة، هذا العدوّ هو أحد آخر معاقل التخطيط المركزي في العالم، يحكم من خلال إملاء خطط خمسية تصدر من عاصمة واحدة، ويحاول فرض مطالبه عبر المناطق الزمنية والقارات والمحيطات وما وراءها”.

وقال: “إنه نظام صارم يقمع حرية الفكر، ويُسحق الأفكار الجديدة، ويُعطل دفاع الولايات المتحدة، ويُعرض حياة جنودنا للخطر، العدو الذي أتحدث عنه أقرب إلينا بكثير، إنها بيروقراطية البنتاجون” موضحاً “ليس الموظفين، ولكن العمليات والإجراءات”، حسبما نقلت شبكة “فوكس نيوز”.

واتهم هيجسيث سياسة وزارة الدفاع المستمرة بـ”الشلل”، بسبب “ما اعتبره عتبات المخاطر والعمليات المرهقة وغير الفعالة، التي حولت البنتاجون إلى آلة تعزز نفسها حيث العملية، وليس النتائج، هي المهمة”.

“الابتعاد عن المواجهة”

وقال هيجسيث إن الإدارات السابقة زادت الأمور سوءاً بمحاولتها “الالتفاف على العملية بدلاً من مواجهتها مباشرةً، مما أضعف القاعدة العسكرية والصناعة الدفاعية الأميركية وأبطأها في التكيف”، على حد تعبيره. 

وأضاف هيجسيث: “المؤسسة تُشكل الأفراد بقدر ما يُشكل الأفراد المؤسسة، ومع مرور الوقت، يصبح النمط السائد أكثر رسوخاً، وعزوفاً عن المخاطرة، وثباتاً”.

وأضاف: “هذا الجمود البيروقراطي امتد إلى قطاع الدفاع نفسه، مما أدى إلى خلق نظام يستفيد فيه المقاولون من عدم الكفاءة بدلاً من الأداء”.

وحذر الوزير من أن النتيجة هي “غياب الاستعجال، والخوف من الابتكار، وانعدام الثقة بين البنتاجون ومورديه، وهو بالضبط نوع الخلل الذي يستغله أعداء أميركا” على حد وصفه.

وقال هيجسيث: “جيشنا ودافعي الضرائب بحاجة إلى قاعدة صناعية دفاعية يمكن الاعتماد عليها للتوسع العاجل في أوقات الأزمات، لا إلى قاعدة تكتفي بالانتظار للحصول على المال قبل اتخاذ أي إجراء”.

وتشكل تصريحات هيجسيث جزءاً من حملة أوسع نطاقاً داخل الإدارة لتسريع إصلاح عمليات الاستحواذ الدفاعية، وتبسيط التعاقدات، واستعادة ما أسماه “الإلحاح في زمن الحرب” إلى العمليات اليومية للبنتاجون.

“منصة اختبار” 

وأصبح الجيش الأميركي (القوات البرية) بمثابة منصة اختبار للبنتاجون لإصلاح عمليات الاستحواذ، حيث نفذ بعضاً من أكثر الجهود جرأةً لتسريع عمليات شراء الأسلحة، وتجاوز التعقيدات البيروقراطية التي انتقدها هيجسيث في تصريحاته. 

وعلى مدار العام الماضي، بدأ الجيش في تفكيك هياكل برامج قديمة، يصفها المسؤولون بأنها “جامدة وبطيئة وبعيدة عن ساحة المعركة”.

وكشف كبار القادة عما يسمونه “استراتيجية التحول”، وهي خطة لتبسيط هيكل قوة الجيش، وتقليص الإشراف الزائد، وإصلاح ممارسات التعاقد التي حالت دون وصول الأنظمة الحديثة إلى الجنود في الوقت المحدد.

وكان وزير الجيش دان دريسكول قد صرح لقناة “فوكس نيوز ديجيتال” بأن “الجيش يُسارع بأقصى سرعة ممكنة لإعادة ابتكار نفسه، ليكون مستعداً للحرب الحديثة”.

وأضاف: “سيُنجزون الكثير من ذلك خارج نطاق عملية الشراء التقليدية، هذه المرونة تمكنهم من الابتكار والاختبار بسرعة يصعب تحقيقها في القوات التقليدية”.

شاركها.